ذكر بيان لرئاسة الجمهورية ان الرئيس فؤاد معصوم استقبل في قصر السلام ببغداد وفد لجنة الثقافة والاعلام في مجلس النواب برئاسة ميسون الدملوجي. مؤكداً اهمية انجاز النشيد الوطني والعلم العراقي. الغريب والعجيب في امر بلادنا الحبيبة بلاد العجائب والغرائب ان القوى السياسية لم تتمكن من الاتفاق منذ اثنتي عشرة سنة على نشيد وطني للبلاد وعلى علم عراقي للبلاد فكيف ستتمكن القوى السياسية المتنفذة من الاتفاق على برامج ستراتيجية سياسية وعسكرية وامنية واقتصادية، كيف ستتمكن من الاتفاق على قوانين مهمة جداً كقانون مجلس الاتحاد و?لمحكمة وقانون الاحزاب والنفط والغاز والقوانين المتعلقة بحرية التعبير وحرية الوصول الى المعلومة وقانون الحرس الوطني والعشرات من القوانين التي يجري ترحيلها من دورة الى اخرى؟

والاغرب من كل ذلك ان القوى السياسية المتنفذة لم تختلف ابداً على الرواتب والمخصصات والامتيازات الخيالية للرئاسات الثلاث ولم تختلف ابداً على الرواتب والمخصصات والامتيازات الخيالية لاعضاء مجلس النواب والوزراء ولاصحاب الدرجات الخاصة والمستشارين الذين لا عمل لهم ولم تعترض على المبالغ المخصصة لايفاداتهم مع الحبايب الى مختلف دول العالم الى ان وقع الفاس بالراس، ولكن ليس براس القوى السياسية المتنفذة بل برأس هذا الشعب المظلوم. لقد وقع فأس التقشف على رأس من كان تحت مستوى خط الفقر بكثير، فهل يعقل ان لا تدفع اجور وروات? عمال النظافة في العديد من المحافظات العراقية بحجة التقشف وعدم وجود السيولة ولا تعترض أي من القوى السياسية المتنفذة على ذلك؟

وهل يعقل ان لا تدفع اجور ورواتب منتسبي منشآت وزارة الصناعة والمعادن بحجة التقشف ولا تعترض أي من القوى السياسية المتنفذة على ذلك؟ وهل يعقل ان يحال بصورة اجبارية الى التقاعد قسم من موظفي شركة حمورابي للمقاولات التابعة لوزارة الاعمار والاسكان واغلبهم لم يبلغ السن القانونية لاحالتهم الى التقاعد بحجة التقشف ولا تعترض أي من القوى السياسية المتنفذة على ذلك؟ لم تبدأ مرحلة التقشف من الطبقات الغنية جداً او المرفهة جداً في المنطقة الخضراء لتمتد الى الطبقات الاخرى بل بدأت من المنطقة الحمراء من الطبقات المسحوقة، وهذا م?الف لكل المبادئ مهما كان شكلها ولونها وزيها ولم تعترض قوى سياسية متنفذة على ذلك بل جرى الاعتراض على كل المقترحات المقدمة فيما يخص النشيد الوطني والعلم العراقي.. عيب يا ناس عيب.