المنبرالحر

ظاهرة التدريس الخصوصي مشكلة تنتظر الحل / فاروق بابان

التدريس الخصوصي او "الخاص".. لم يأت من فراغ ظهر بوضوح أواسط أربعينيات القرن الماضي.. بعض العوائل حينذاك اعتبرته نوعاً من الوجاهة.. والبعض الآخر من العوائل وأولياء أمور التلاميذ والطلاب عدته وسيلة لمساعدة التلاميذ والطلاب الضعفاء في مادة من المواد الدراسية في الغالب "الانكليزية والرياضيات" ويتم ذلك لقاء اجور رمزية بعيدا عن الارتزاق وتشويه صورة "المعلم والمدرس" الجميلة في نظر الدارسين، في زمن الدكتاتورية الراحلة وحتى الان شوه التعليم وتم تذويب صورته الجميلة.. واتسعت ظواهر سلبية في العملية التعليمية والتربوية ومنها ظاهرة التدري? الخصوصي.. ومن أجل تسليط الضوء على هذه الظاهرة.. استطلعنا آراء المعنيين بهذا "الهم" الذي ارهق العوائل.
- الطالب احمد صادق علوان، يقول: التدريس الخصوصي ظاهرة سلبية على المعنيين معالجة هذه الظاهرة بعقلية علمية منفتحة لان الضحية هو الطالب وأسرته حيث الأجور باهضة.
- أما الطالب حسين الحداد ينظر للامر من زاوية اخرى قائلا: التدريس الخصوصي ينحصر على شريحة اجتماعية متمكنة اقتصادياً، أصحاب الدخل المحدود لا يستطيعون اخذ دروس خصوصية، مدرسو الخصوصي طريقتهم في الدرس الخصوصي تختلف عن تدريسهم في مدارسهم الرسمية، الدرس الخصوصي يساعد الطالب على النجاح.
- ويدلي برأيه الأب صباح علي حسن بقوله: التدريس الخصوصي له ايجابياته وسلبياته، من الايجابيات، الطالب يكون تركيزه عاليا لان المدرس ينفرد بمجموعة صغيرة للتدريس بعيدا عن ضوضاء الصف، من سلبياته.. انه يثقل اقتصاد الاسرة ويجعل الطالب معتمداً على الدرس الخصوصي من دون الاعتماد على النفس والتدريس الصفي الرسمي.
-الاستاذ كاظم ياسين مدرس في اعدادية قتيبة للبنين له رؤيته للموضوع حيث يقول التدريس الخصوصي ما هو الا انتكاسة تدلل على ان المؤسسة الحكومية ، وزارة التربية قد فقدت قيمتها واهملت جمالها العلمي الحقيقي في تنمية القدرات العلمية للطلاب.. فماذا يعني ان يبدع المدرس في الدرس الخصوصي ويغيب عطاؤه الابداعي في الدرس الرسمي، فاذا ما تمكنت المؤسسة الرسمية من توفير مدارس مؤهلة بكل المستلزمات التعليمية الحديثة، بالاضافة الى تصميم حديثا للبناية المدرسية.. وتأهيل المعلم والمدرس تأهيلاً علمياً جيداً والاهتمام بتطوير المناه? بجدية، ودعم المعلم والمدرس اقتصادياً.. بعدها يأتي الدور الرقابي للدولة والمجتمع، عندها تنتفي الحجة باستمرار ظاهرة الدرس الخصوصي.
- من وجهة نظر الطالب علي عباس: التدريس الخصوصي يعطل قدرة الطالب على التفكير لانه سيعتمد على المدرس الخصوصي وهذا اسلوب اتكالي، لكن الطالب يحتاجه احياناً ولو وجدت كفاءات في المدارس الحكومية لما لجأنا للدرس الخصوصي.. على الدولة ان تجد حلولا للحد من هذه الظاهرة.
- أما الناشطة المدنية، زينب عبدالرحمن النعيمي: رأت بأهمية البحث عن اسباب انتشار الظاهرة ومن ثم معالجتها جذرياً، هناك فساد تعليمي بالاضافة الى غياب الحرص عند التلميذ والطالب اثناء الحصة الدراسية كجزء من المعالجة، اقترح تدريب وتأهيل المعلمين والمدرسين مهنياً وتطوير المناهج واعتماد وسائل الايضاح وتحسين الوضع الاقتصادي للمعلم والمدرس.
- همسة فؤاد ، بكالوريوس قانون، قالت: انه صورة من صور الاستغلال من قبل بعض المدرسين لكنه شر لابد منه.. يضعف التدريس في مدارسنا، الحل؛ بدورات تقوية داخل المدرسة وبشكل رسمي ومبرمج وبأقساط بسيطة.
- الطالب سيف صالح، السادس العلمي، أردف قائلا: مما يؤسف له، ان بعض المدرسين لا يفي الدرس حقه اثناء المحاضرة في المدرسة، مما يضطر الطالب اللجوء للدرس الخصوصي وعند نفس المدرس في المدرسة.. ليضمن دخوله الامتحان النهائي "البكالوريا"، مصاريف مرهقة للعائلة مع العلم حتى المدرس الخصوصي.. يوجز لكثافة مجاميعه، عدم الالتزام بتوقيتات المحاضرة وبيع الملازم.. الحل هو الرقابة وتفعيل القوانين ورفد المدارس بكفاءات علمية.
- جعفر رعد ، ناشط مدني: المشكلة في التدريس الرسمي.. من حيث عدم التزام بعض المدرسين بإنهاء المنهج والإهمال وعدم الكفاءة.. ضمن هذا الواقع الراهن لمدارسنا.. انا مع التدريس الخصوصي رغم ارهاق كاهل العائلة اقتصادياً".
- نور عدنان طالبة سادس أدبي: المدرس عليه ان يدرس مادته بضمير انساني وان يشرح المادة بشكل جيد مراعياً الفروق الفردية... عدم الفهم يؤدي الى لجوء التلميذ والطالب للدرس الخصوصي، يجب ايجاد حلول من قبل وزارة التربية وتشديد الرقابة.
- كفاح بدران، ناشطة مدنية: التعليم بكل مراحله في تراجع.، فساد اداري ومالي التدريس الخصوصي، يفرض احياناً على التلاميذ والطلاب من قبل بعض المعلمين والمدرسين دون الالتزام بشرف المهنة، ماذا نفسر ان تلميذ الصف الاول الابتدائي يخضع للتدريس الخصوصي، اي خراب هذا؟ اذاً الحلول ليست سهلة، العلاج يكون بمشاركة مجتمعية لاعادة الاعتبار للعملية التعليمية والتربوية.
- الاستاذ فوزي فارس جرص/ مدرس، وضح رؤيته بالقول، لوحظ في السنوات الماضية وحتى الان استفحال ظاهرة التدريس الخصوصي في اغلب المراحل الدراسية مما يشكل حالة خطيرة على مجمل العملية التعليمية والتربوية ومستقبلها، مما يضفي ظلالا سوداء على مستقبل الاجيال من ابناء الطبقة الفقيرة والمتوسطة، اضافة الى تقاعس واهمال بعض المدرسين عن اداء واجباتهم العلمية والتربوية علما ان بعض المدرسين يسربون اسئلتهم الى مجاميع التدريب الخصوصي مما يؤدي الى تدني التعليم وخيانة الامانة المهنية مع ضياع المستويات العلمية الراقية لأغلب الابناء ولمعالجة هذه الظاهرة اقترح على وزارة التربية فتح دورات تقوية من قبل مدرسين اكفاء وباشراف مباشر من الوزارة وبرقابة مجتمعية ايضا وبأجور بسيطة.