المنبرالحر

إنتخابات جديدة...1/ حمزة عبد

كل المعطيات تؤكد فشل أحزاب الاسلام السياسي في إدارة دفة السلطة أو الدولة بالرغم من كل الاستراتيجيات والتكتيكات العالمية من أجل عبور مرحلة معينة في تسليم السلطة للاحزاب الاسلامية وتتعدد الاسباب منها ان يأخذوا فرصتهم في الحكم وصولاً للفشل المحتم ومن هذه الاستراتيجيات ما يندرج تحت مخططات دولية دنيئة في خلق مشاكل جدية بين الشعوب وخلق فوضى خلاقة كما يسمونها من أجل السيطرة على مقدرات البلدان وعلى ثرواتها وإضعاف قدراتها العسكرية وإلهائها بمعارك طائفية جانبية ليكون المستفيد الوحيد في منطقتنا (الشرق الاوسط) على سبيل المثال هو الكيان الصهيوني.
ولكن مع كل الظروف الصعبة التي مرت بها شعوب المنطقة من حروب وصراع وفي ظل سلطات دكتاتورية سلبت إرادة الجماهير وسلطت عليها إرهاب وقمع، إنتفضت الجماهير من غفلتها لتعيد المسار الى الطريق الصحيح وكانت البداية في تونس حيث هزمت الجماهير في الانتخابات العامة حزب النهضة الاسلامي لتشكل حكومة علمانية ومصر الثورة التي هزمت الاخوان المسلمين الذين كانوا يحلمون ومنذ ما يقارب القرن بإستلام السلطة في مصر ليحققوا أهدافهم الظلامية ولكنهم لم يستطيعوا البقاء في السلطة لأكثر من عام لينتفض الشعب المصري الأبي رافضا حكم الاخوان المسلمين ويعري أحقادهم وجرائمهم وتمكن من إسقاطهم وزج قياداتهم في السجون وعلى رأسهم من نصب نفسه رئيساً لمصر محمد مرسي وأصدرت بحقه حكم الإعدام، وقبل أيام شهدنا خسارة للاسلاميين في تركيا بزعامة حزب أُوردغان الاسلامي في الانتخابات الأخيرة.
في هذه الأيام يعيش العراق إنتفاضة جماهيرية عارمة شملت معظم المحافظات ضد الطائفية والمحاصصة والفساد وتردي الخدمات. والأهم يمكن القول أن حركة الجماهير تتطلع الى قيادة وطنية مجربة في سوح النضال تثق بها الجماهير ومنها القوى التي لم تتلوث أياديها في الفساد وأطلقوا عليهم بفخر وإعتزاز( ذوي الأيادي البيضاء) إضافة الى القوى الأخرى العريقة في مقاومة دكتاتورية صدام حسين، وبعد سقوط الطاغية تكونت قوى سياسية وأحزاب علمانية ومنظمات مجتمع مدني ومنظمات للشبيبة والطلبة ونقابات العمال وحركة للمثقفين من أدباء وكتاب وفنانين، هذه القوى مجتمعة هي القادرة عل قيادة الانتفاضة الى الأهداف المرسومة وأهمها تعرية أحزاب الاسلام السياسي في عدم قدرتها على قيادة البلد والدليل مضي أكثر من إثنتي عشرة سنة وهم يحكمون فيها أعادونا الى القرون الوسطى، البلد يعيش في حالة إرهاب إغتصبت أراضيه بتواطئ، لحد الآن لم يحدد المسؤول بسبب التوافق غير الشريف هذا أضافة الى سوء الخدمات وانعدام الماء والكهرباء، لا إصلاح ولا بناء ولا وظائف ولا ولا.
لهذا إنتفضت الجماهير وعلى قياداتها أخذ زمام الامور وتوجيهها بطريقة سلمية سلسة للوصول الى انتخابات جديدة تسهم في إعادة بناء البلد على أساس بناء الدولة المدنية الديمقراطية.