المنبرالحر

وتبقى الكهرباء هماً يومياً للعراقيين / جبار موسى ال يحيى

هناك حكم وامثال يتداولها الناس موجودة في بطون الكتب القديمة ويتذكرونها في كل مناسبة او حدث تنطبق علي اقوالنا وافعالنا في الوقت الحاضر. ومنها ما يقال بحق الشخص الثرثار الكثير الكلام والقليل الافعال والفاقد للمصداقية والموضوعية الذي يلعلع صوته في كل مناسبة وغير مناسبة، من دون ان يقدم انجازاً او عملاً يفخر به بين ابناء شعبه (انه كالدجاجة التي تبيض بيضة واحدة رخيصة وتقلب الدنيا صياحاً ويعلو صوتها عالياً). اما السمكة الصامتة التي تبيض بيضاً غالي الثمن فتبيض من دون ان تصيح وتملأ الدنيا صراخاً. ومن الاقوال الرصينة في هذا الصدد " دع انجازاتك تنطق وتتكلم عنك وعن نفسها عند تحقيقها على ارض الواقع" لان الزمن مهما طال سوف يكشف حقيقة ادعاءاتك، ومهما حاولت تغطيتها وعند ذاك تصبح كذاباً ومدعياً وتفقد مصداقيتك وينبذك الجميع ولا يثق بك حتى اعوانك، وتسقط هيبتك بين ابناء شعبك ومجتمعك. الآن ونحن نعيش احداثاً ومتغيرات ما بعد السقوط، نسمع ونشاهد الكثير من ساستنا الكرام وفرسان المحاصصة الطائفية والفساد والذين تولوا السلطة وما زالوا او الذين بيدهم الحل والربط والمال يكثرون من التصريحات النارية المهيجة الرنانة والفارغة من محتواها والفاقدة لمصداقيتها، لا تقدم ولا تنفع الشعب ولا تتوفر فيها البنى التحتية ولا البيئة الملائمة لتطبيقها، ولكنها تراهن على نسيان الشعب، فهي كما يقولون هواء في شبك واشبه بصراخ الدجاجة عندما تبيض بيضة واحدة رخيصة الثمن. وهذا ما يلمسه ويشاهده المواطن يومياً من خلال الكم الهائل من التصريحات التي تبشره بالجنة وحور العين وبالمستقبل الواعد السعيد في الفضائيات والمؤتمرات المستمرة والمناسبات وغير المناسبات. وقبل الانتخابات تشتد وتيرة هذه التصريحات وغيرها. ولكن الواقع وانتهاء موسم المزايدات وعلى مر الايام والسنين يكذبها الواقع وتعد فقاعات تنفجر بعد مدة. وتفضح اصحابها ومردديها، فقد شبع شعبنا من التصريحات الفاقدة للمصداقية ويطمح الى اعمال جدية وحقيقية ملموسة في الخدمات وتحقيق الامن والاستقرار ومزيد من الحريات وتطبيق العدالة الاجتماعية ونبذ المحاصصة ومكافحة الفساد والمفسدين واستعمال لغة الحوار  والنقاش الشريف والابتعاد عن سياسة التهميش والاقصاء والاعتراف بالرأي الآخر وجعل الرجل المناسب في المكان المناسب والاعتراف بالقوميات ودور المرأة وتفعيل الصناعة والزراعة وخدمة جميع المواطنين. فالكهرباء التي طبل لها المسؤولون الكبار قبل الانتخابات من انها سوف تكون من مشاكل الماضي ووعدوا بحلها جذرياً خلال هذه السنة وبشروا الناس لانهم سوف يستغنون عن المولدات الاصلية ويرتاحون من همها اليومي ومشاكلها العديدة. وصدق من صدق، ولكن الاكثرية لم تصدق هذه التصريحات والوعود واعتبرتها امتداداً للوعود الكاذبة السابقة. ولكننا وقبل بداية الصيف اخذت تظهر ملامح واكاذيب هذه الادعاءات واخذت هذه الايام بالتراجع والمراوحة في مكانها، وانتعشت آمال اصحاب المولدات وخاب ظن المواطن المسكين واخذت اسعار الامبير الواحد بالارتفاع. وقال احد اصحاب المولدات الاهلية كنا نعرف اسباب ودوافع هذه الحملة وقال احدهم وهو صاحب مولدة جديدة كان موظفاً في الكهرباء لمدة طويلة واحيل الى التقاعد وهو يعرف الكهرباء ودواخلها جيداً.. ان البنى التحتية لشبكة الكهرباء الوطنية قديمة ومقطعة وتالفة (لا تتحمل مرور الطاقة الكبيرة فيها والدليل على ذلك يعرفه المواطنون عندما تأتي قوة كهربائية غير عادية تحرق الاجهزة المنزلية وتسبب حرائق كما حدث في بعض مناطق بغداد. فالحل يأتي من الاساس وذلك بتبديل الشبكة الحالية القديمة بشبكة جديدة حديثة وفق الطرق العصرية التي طبقتها دول العالم منذ اكثر من عشر سنوات ولم يتمكنوا من ايجاد منظومة كهربائية متطورة، بل كل جهودهم منصبة على عملية الترقيع وخلق الازمات. ان الشعب العراقي يعاني يومياً من هم يسمى الكهرباء بالاضافة الى همومه ومشاكله المتعددة في الامن والاستقرار ومن البطالة وازمة السكن وانعدام الخدمات الصحية والتعليمية.