المنبرالحر

بأية لغة تتحدث تركيا الحكومة اليوم !! / حيدر سعيد

منذ ان حددت روسيا الاتحادية الموقف من مساعدة الجيش والشعب السوري ، بمواجهة الارهاب ومخاطره ، وبناء على الطلب الرسمي من الحكومة السورية ، والاصوات ترتفع معترضة ومحتجة على هذه المساعدة ، والتشكيك بمبرراتها !! بالوقت الذي لم تنبس ببنت شفة على مساعدات الغرب ، التي لم تكن شرعية في سوريا !! واعتبرت مع ذلك مساعدة للشعب السوري ضد الارهاب .
ان هذه الاصوات المرتفعة شجباً لمساعدة روسيا الاتحادية لسوريا والعراق ضد الارهاب ، يأتي في مقدمتها الصوت التركي المرتجف خيفة ، وبعض الاصوات الاخرى التي انطلقت من داخل العراق متمثلة ببعض الكتل المعروفة بمواقفها المغازلة للإدارة الامريكية !.
ان هذه الاصوات تدلل على ان الضربات الروسية لداعش واعوانها كانت قوية وموجعة ومؤثرة ، واستمرارها سيقلب المعادلة في المنطقة لصالح الشعوب المبتلية بهمجية داعش وافكارها الفاشية ، خاصة وان الحلف الداعشي يستهدف العالم العربي والاسلامي بوجه الخصوص ، ومن لم يدرك ذلك فهو يعيش الوهم ويجهل حقيقة تنظيم داعش ودولته المزعومة ، او لأمر في نفس يعقوب !! وعليه وقبل فوات الاوان عليه ان يتوقف عن دعم هذا العدو الداعشي ،المشترك لكل الشعوب العربية والاسلامية والعالم ، ويراجع مواقفه السابقة ، افضل من محاولة نقل ازماته الداخلية الى الخارج ، حتى وان صبت في خدمة الارهاب ، فهذا يبقى حلاً موقتا لا ينقذ اصحابه بل سيضاعف من ازمات بلدانهم ، حتى وان بررت هذه الدول ذلك بعمل مصد مؤقت للإرهاب وشروره، سوف لن يصمد طويلاً، وعندها ينقلب السحر على الساحر ، والتجارب كثيرة في ذلك ، فأمريكا التي تفكر بنقل المعركة مع الارهاب خارج اراضيها ، لا تدرك بعد المخاطر المستقبلية على امنها واستقرارها ، علماً انها تعرف بان الكثير ممن جاء للالتحاق بداعش الارهابي خرج من اراضيها وبعض الاراضي الاوربية الاخرى والدليل اعداد المجرمين الذين يقتلون في الاراضي السورية والعراقية وهم من جنسيات هذه الدول ، فكيف بهؤلاء الفاشيون الدواعش عند عودتهم ؟ّ!! واية ثقافة سيحملها هؤلاء الاوباش الى شعوبهم غير الدمار والخراب وسفك الدماء !! .
فالذهاب الى الإرهاب على اساس محاصرته في بلدان اخرى والقيام بضربات ناعمة ضده ، هي نظرة قاصرة ، لا تصمد امام فاشية هذا النظام ودمويته ، وستحمل نتائجه وبالاً على من فكر وعمل ونظر لمثل هذه النظرية .
اما تركيا التي ساهمت منذ اليوم الاول لمواجهة الارهاب في سوريا والعراق ، بإرسالها المساعدات العسكرية وفتح معسكرات تدريب لبعض المنظمات الارهابية وتزويدها بالمعلومات المخابراتية وبدعوة مموهة على انها منظمات معارضة معتدلة !!! سرعان ما انقلبت تسميتها الى منظمات ارهابية كمنظمة ( النصرة ) وغيرها .
ان هذه الخدمة المقدمة لهذه المنظمات الارهابية ، مهما كانت المبررات فهي خدمة لم تكن مجانية بل مدفوعة الثمن وبعلم حلف الناتو التي تنتمي تركيا الى عضويته ، التي لا يمكن لتركيا ان تتحرك بهذا الاتجاه لولا الاشارة الخضراء من هذا الحلف ! خاصة واليوم يترفع صوتها مدعية على خرق الطائرات الروسية لأجوائها ! مذكرة روسيا بانها عضواً في حلف الناتو ، لتجعل من نفسها رأس حربة في الاحتجاجات ضد مساعدة روسيا لسوريا والعراق ضد الارهاب ومنظماته .
اننا نستشف بان لغة حكومة تركيا ونبراتها الاحتجاجية هجينة تتداخل فيها اللغة التركية والغربية ، وهي متوخية في ذلك لفت انظار الشعب التركي الذي يغلي احتجاجاً على مواقف حكومة تركيا اردوغان الذي ادخل ويدخل تركيا في حروب ونزاعات نتيجة نظرته التوسعية على حساب جيرانه ، واخرها الهجمات ضد حزب العمال التركي وخرقة للأراضي العراقية بحجة مطاردة عناصر الحزب !!! .
ان مساعدة روسيا الاتحادية للشعب السوري انطلاقاً من موقفها الثابت ضد الارهاب وما تمثله منظماته من مخاطر على المنطقة والعالم وروسيا الاتحادية واحدة من الدول المعنية بمخاطره .
اما تغيير الحكومة السورية ورئيسها فهو شأن داخلي يعني الشعب السوري قبل غيره وهو الكفيل بإرادته اصلاح الوضع الداخلي وليس من حق احد ان يلغ هذه الارادة وينوب عن الشعب السوري .