المنبرالحر

إلى عالم الأحلام!! / سامي سلطان

لا يمكن وصف لوعة الأمهات والآباء على أبنائهم، حين يغادرون وطنهم إلى المجهول طلبا للأمان، وضماناَ للمستقبل في بلدان العالم الاخرى، وفق ما يُوصف لهم من ميزات هذا البلد او ذاك، من خلال حجم المساعدات، وطبيعة العناية، وربما ، أشياء أخرى.....رسموها في خيالهم يوما ما.
في الطريق إلى عالم الأحلام، يمتطي الفارون ، من جحيم بلدانهم، الأخطارالتي فاقت مغامرات السندباد البحري وأساطير الف ليلة وليلة، ولكل واحد منهم قصته التي تصلح أن تكون رواية لفلم مغامرات، لايتسم بالتحدي فقط، وانما في حالة إذلال وقهر وأمتهان للكرامة، انطلاقا من القول الشائع (اليجي من غير دعوة.. يكَعد بدون فراش)، إذ ان البلدان المستهدفة للجوء، ليست بنفس المستوى من التعامل مع القادمين الجدد، إذ أنها لها مشاكلها المتعددة الجوانب، وخصوصا في هذا الوقت بالذات، حيث الركود الاقتصادي، وارتفاع مستوى العاطلين عن العمل، هذه الاوضاع وغيرها، ساعدت على انتعاش نزعة معاداة الاجانب، وصعود اليمين المتطرف، في العديد من الدول الاوربية، تجلى ذلك في حجم التظاهرات التي سادت في دول اوربية عديدة، داعية إلى إيقاف موجات النزوح الجماعي الغير مسبوق، للمهاجرين لبلدانهم، ما استدعى قادة هذه البلدان ، إلى عقد العديد من الاجتماعات، لإيجاد حلول لهذه المشكلة، كما جاءت الأعمال الإرهابية الأخيرة ، في فرنسا، والتي راح ضحيتها العشرات من الابرياء، وكذلك التهديدات التي تتعرض لها دول أوربية عديدة لتشكل عقبة أخرى في طريق ايجاد حلول لمشكلة اللجوء .
ان دوافع هذه المغامرات، المحسوبة العواقب!!، للجموع الزاحفة نحو أوربا من اللاجئين السوريين والعراقيين وغيرهم، متعددة الجوانب ، تأتي في مقدمتها، طبيعة الأوضاع المأساوية التي يواجهونها يوميا في بلدانهم، حيث يلوح شبح الموت امامهم أين ما توجهوا، إضافة إلى انعدام الأمن والأمل في إيجاد حلول للمشاكل الشائكة التي تثقل كاهل النظام السياسي، المبني على أساس الإستثار بالسلطة، واعتماد الطائفية المقيته كنهج في إدارة الحكم، مما يشيع روح الحقد والكراهية بين أبناء البلد الواحد، حيث يذهب آلاف الضحايا من الأبرياء يوميا، في الوقت الذي تتمتع الفئة الحاكمة بخيرات البلاد، ويقبع السواد الاعظم من الناس تحت مستوى الفقر والحرمان، ليس هذا فقط ، وانما يتعدى ذلك إلى فرض الإرادة، ومحاولات تكميم الافواه ، ان هذه السياسات الرعناء، التي تُنتهج من قبل الطبقة السياسية الحاكمة، التي سخرت كل شئ لخدمة أغراضها الخاصة، لأجل تحقيق أحلامها المريضة، في الاستحواذ على كل خيرات البلاد، وكأنها ملك لها، ولحاشيتها من الفاسدين ، من عصابات الجريمة المنظمة، تاركين ، الناس يواجهون الموت والقهر والحرمان، ومن المضحك المبكي، تراهم يتباكون، على ضياع طاقات الشباب،وفقدانهم، للثروة البشرية!!!!!؟؟؟، في الوقت الذي تساهم السلطات ذاتها، في تغذية روح اليأس والاحباط بين أوساط الناس ، من خلال التسويف والتهميش لحاجاتهم، والترويج لفكرة اللجوء، بشكل مباشر وغير مباشر، من خلال التسهيلات في السفر ، وإصدار الجوازات، ملوحين إلى أن هذا هو طوق النجاة، من الأوضاع المزرية التي تحيط بالجميع، ولسان حالها يقول .... ها هو ذا الطريق سالك، كي نتخلص من تذمركم، ومطالبكم بحقوقكم في كل جمعة، في سوح التحرير، ودعونا نتقاسم الكعكة لوحدنا، نحن الطائفيين، فإن العراق غنيمة ، ونحن أولى بها، هكذا ينادي القابضون على السلطة في العراق، لكن ذلك سوف لن ولم يكن لهم ، ما زال هناك من الغيارى والوطنيون من أبناء شعبنا، نساءا ورجالا، شيبا وشبابا، لن يقفوا مكتوفي الايدي، وسوف يلقون بالفاسدين وسراق المال العام ، وناهبي ثروات البلاد في مزبلةِ التاريخ، والنصر الأكيد للحق والعدل، وان شعبنا العراقي ماض في طريقِ الحق، وان قل سالكوه.