المنبرالحر

الطبخ على نار سبايكر جديدة ! / احسان جواد كاظم

حيتان احزاب الفساد يعدّون على نار هادئة مذبحة سبايكر جديدة، لكنها ليست بسذاجة الاولى بتسليم مفضوح لشباب بألق الفجر لأوغاد داعش بدون ان يرف لهم جفن.
ولان جريمة سبايكر 2014 مرت برداً وسلاماً على مرتكبيها الاساسيين من ضباط المحاصصة ومسؤولين حكوميين، شرعوا بالإعداد للجديدة مع تحسبات واحتياطات، مموّهة جيداً. فقد كشف السيد وزير الداخلية محمد الغبان في مؤتمر صحفي بُث على المكتب الاعلامي لوزارة الداخلية عن صفقة مع وزارة الصناعة من دروع الحماية الفردية لمراتب الشرطة والجيش بأسعار باهظة وبمواصفات رديئة لا تحميهم من رصاص الاعداء، تحت غطاء دعم الانتاج الوطني.
انظروا الى هذا العهر القاتل، توزيع دروع لا تحمي لابسيها من القتل تحت يافطة وطنية " دعم الانتاج الوطني" لتمتلئ جيوبهم بالغنائم المغمسة بدماء ابنائنا الذين ستحصدهم بنادق الارهابيين. انها المتاجرة القذرة بقيم الوطن وحياة الانسان، وبعد ان اصبح الاستهتار بحياة المواطنين هي السياسة العليا لقوى الفساد المتنفذة.
لم تكن جريمتهم ناتجة عن سوء تقدير او قلة خبرة بل عن علم ودراية، فلابد وان كل سلعة تنتج في اي معمل حتى لو كان بسيطاً تخضع للفحص ولا تمرر الا بعد حصولها على مستوى جودة معين فما بالك بمنتج يتعلق بأرواح مقاتلين، حربهم ضد الارهاب اخذت سمة الوطنية المقدسة؟
لابد وان هذا الدرع قد خضع لفحص قبل توريده لوزارة الداخلية، ولأنه فاشل حاول حيتان الفساد وازلامهم في وزارة الداخلية اخفاءه عن اعين الوزير ونجحوا بذلك لولا فضح ضابط غيور لجريمتهم والتبليغ عن مكان تخزينه.
السيد الوزير الغبان اعرب عن استغرابه من الاتصالات والضغوطات التي تعرض لها من جهات متنفذة عليا في السلطة، وهي بالتأكيد لا يمكن وسمها بالشريفة، لأطلاق سراح المتورطين في عقد الصفقة وصنعها بهذه المواصفات وتوريدها للاستعمال.
كمواطنين، نحذر السيد الوزير من الانصياع لهذه الضغوط لأطلاق سراح هؤلاء المجرمين، فأن ذلك يجعله شريكاً للفاسدين في التآمر على حياة ابنائنا في القوات المسلحة وكل المقاتلين على جبهات المواجهة لداعش الارهابي.
هل سيجري تسويف القضية بتشكيل لجنة شبيهة بلجنة سبايكر ولجان صفقات الاسلحة والكاشف عن المتفجرات وغيرها من لجان لم تتوصل لإدانة الفاسدين ام سيتعامل السيد وزير الداخلية محمد الغبان بجدية ومسؤولية، خصوصاً وان المتورطين بالصفقة الجريمة مرتبطون بأقرب المقربين له من المسؤولين، كما قال، والضحايا المحتملين هم ابناؤنا... ابناء الفقراء ؟