المنبرالحر

احلام النظام التركي التوسعية المسنودة من حلف الناتو لن تنطلي بعد الآن / حيدر سعيد

بعد تصريحات صقور البيت الابيض عن نيتهم في نشر قوات امريكية في الأراضي العراقيىة ، تارة وتسليح العشائر في المناطق الغربية من العراق المغتصبة من قبل داعش تارة اخرى ،وما تلى ذلك من مقترح بارسال قوات عربية الى سورية والعراق!! ، لتكون كلها قنابل موقوتة بوجه القوات العراقية التي بدأت بتحقيق انتصارات باهرة على عصابات الارهاب ، ولذلك استٌقبلت هذه التصريحات من قبل الشعب العراقي والحكومة وجميع القوى الوطنية بالرفض القاطع واعتبارها انتهاك عدواني لسيادة العراق واستقلاله ،وما ان خرجت هذه التصريحات من افواه صقور التقسيم في الأدارة الأمريكية
حتى سارع النظام التركي لتلقفها ، كونها ضوء اخضر من الأدارة الأمريكية بارسال قوات عسكرية الى الاراضي العراقية ، من جهة الموصل ، حيث يتمركز تنظيم داعش الارهابي ، ليقول لداعش :(اننا كنظام معكم ، جئنا لحمايتكم ، ورد الجميل الذي قدمتموه لنا ، من خلال امدادكم للنفط المسروق والمهرب لنا من العراق وسوريا ، اننا نقف داعمين ، ولن نطعنكم بالظهر !! ، ايفاءاً منا بالعهد الذي قطعناه لكم عند غزوكم للموصل ، واتفاقنا معكم على مسرحية احتجاز الطاقم الدبلوماسي التركي !! ومسرحية اطلاق سراحهم لاحقاً ، بعد اتمام صفقة بيننا، وتأكيداً على مصداقيتنا لكم ، اصطحبنا الهاشمي !! سنبقى ظهيراً لكم هنا في الموصل ) .اكدت الأحداث لاحقاً ماكانت تهدف تلك الصفقة بين النظام التركي وداعش الأرهابي ، من خلال بيع النفط المهرب من العراق وسوريا عن طريق تركيا ، كذلك فتح الحدود امام الأرهابيين من والى العراق وسوريا ، تدريب واحتضان ألأرهابيين القادمين للألتحاق بداعش ...كلها مدعمة بالصور واعترف بها حتى الأمريكان !!
ان خرق القوات التركية للأراضي العراقية ، هو تعد صارخ لسيادة دولة مستقلة وذات سيادة ، قام بها النظام التركي ، الذي تحدث عن اسقاط الطائرة الروسية التي ادعى بأنها خرقت الأجواء التركية !! وهاهو اليوم يقوم بخرق الأراضي العراقية بقوات تركية !! وهو يعلم بالموقف الرسمي والشعبي الرافض لدخول قوات اجنبية للعراق !!
ان النظام التركي الذي يتخذ من ( السلفية ) سيفاً لسفك دماء ابناء شعبنا العراقي بواسطة تحالفة مع داعش ، مستغلاً ركاكة وهشاشة الجبهة الداخلية ، التي ساهم بخلقها نظام المحاصصة الطائفي - القومي الذي اعتمد الهويات الطائفية الفرعية المفرقة لشعبنا بدل الهوية الوطنية الجامعة والموحدة له ، وادخل بذلك كل اللصوص والفاسدين الى كل مؤسسات الدولة ،ان النظام التركي مارس اشعال الفتنة وزرع الشقاق منذ سقوط الدكتاتورية ، وعمل على انتقاء الحلفاء المنفذين لأجندته من بعض الكتل المتنفذة ، والدفع بهم كبيادق الشطرنج لتنفيذ مشروعه التوسعي الذي تؤكد عليه دائماً قيادات مقررة في هذا النظام ، والتي جاءت التنظيمات الارهابية في سوريا والعراق لتحقق له هذا الحلم القديم الجديد على حساب الدماء الزكية لشعبنا العراقي والسوري .
ان الخط البياني لمسلك النظام التركي تجاه الشعب العراقي واضح الاتجاه من خلال تشجيع اعداء العملية السياسية ، والديمقراطية والعدالة الجتماعية واستخدامهم كورقة للضغط لتنفيذ اجندات اقليمية ، وهو يحاول اليوم ومن خلال زجه بقوات عسكرية ، تصريف ازمة داخلية تتصاعد وتائرها من خلال اتساع معارضة النظام الداخلية ، و العقوبات الأقتصادية الروسية التي جاءت بسبب التصرف الأهوج والمتغطرس للنظام التركي .
ان المطلوب من القوى الوطنية المخلصة لوطنها وشعبها اليوم اكثر من اي وقت مضى ان ترص صفوفها وتوحد خطابها وتقوي الجبهة الداخلية الصخرة الصلدة التي تتحطم على صلابتها كل المؤامرات الخارجية والداخلية ، وعلى الحكومة ان تقترب اكثر من مطاليب الشعب العراقي وحراكه الشعبي المدني فهو السياج الذي يذود عن الوطن بوجه المعتدين ويقف بقوة وصلابة ضد الفاسدين خدم الأرهابين في الداخل والسير نحو التغيير والأصلاح بأرادة وعزيمة الأحرار ، وبذلك تعزل قوى الردة وحلفائهم في الداخل من الفاسدين وسارقي قوت الشعب ، والا فأن النظام التركي وغيره من الأنظمة سيواصلون تدخلهم بالشأن الداخلي كلما وجدوا لذلك سبيلآ !!