المنبرالحر

مصر: الثورة المصرية وخطر الإرهاب..!!؟؟ / باقر الفضلي

جاءت أحداث مصر ليوم 14/8/2013 في القاهرة، والتي إنتهت بفض إعتصام ساحتي النهضة ورابعة العدوية لجماعة الأخوان المسلمين، بمثابة الصدمة المزلزلة، التي صعقت أمريكا ودول الإتحاد الأوروبي وحلفائهما مثل قطر وتركيا، وأوساط أخرى ذات صلة بالجماعة المذكورة، من امثال القرضاوي ومن بعض أوساط الساسة المصريين من بين افراد الحكومة المصرية القائمة أمثال السيد محمد البرادعي، بل وهزت الصدمة حتى البعض من الكتاب، من الذين إعتادوا خلط السمن بالعسل في الموقف من أحداث مصر، فجاءت جميع ردود الأفعال على تلك الآحداث، وكأنها قد صدرت من حنجرة واحدة، بل وكأن الجميع يرددون النغمة نفسها، التي أطلقها الرئيس الأمريكي السيد أوباما في ردة فعله على الأحداث وكأنهم في جوقة موسيقية واحدة..!؟(1)
أمام ردود الفعل المذكورة، تجد الثورة المصرية نفسها اليوم، في وضع أقل ما يقال عنه؛ إنه وضع يهدد المكاسب التي حققتها الثورة الشعبية في الخامس والعشرين يناير/2011 ، وقومت مسيرتها في الثلاثين من حزيران/2013، بعد أن إتجه تنظيم الأخوان المسلمين بعد الثالث من تموز/2013 الى نهج العنف المسلح لإسترداد "الشرعية"، ممثلة بالرئيس المعزول محمد مرسي، فكانت إجراءات فض الإعتصامين في النهضة وربيعة العدوية، من قبل سلطات وزارة الداخلية المصرية؛ بمثابة الشرارة التي كان ينتظرها تنظيم "الاخوان"، والحافز المحرك لقوى اليمين المصري ومن وراءه القوى الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، التي لم تخف دعمها وتأييدها لنهج تنظيم الأخوان، خلال عام من وجودهم في سلطة الحكم، وهذا ما مثله تدخلها السافر في الشأن المصري الداخلي من خلال سفيرها في القاهرة أو من خلال ما كانت ترسله من الوفود المتواصلة الى مصر، لمناقشة الإجراءات المتخذة والشؤون الداخلية لدولة مستقلة بحجم مصر..!؟(2)
إن كل الدلائل الميدانية للممارسات التي أقدم عليها تنظيم "الأخوان" والتي اعقبت فض إعتصامي النهضة ورابعة العدوية وما قبلها، وخاصة يومي 15 و16/8/2013، تضع في الشبهة ما تهدف اليه قيادات التنظيم المذكور من خطط وسينياروهات مدمرة للدولة المصرية؛ وجميع هذه الدلائل، تنزع عن هذا التنظيم كل ما يمت بصلة الى العمل السياسي المتعارف عليه في الحياة الديمقراطية، وقد أثبتت تلك الممارسات خلال اليومين المذكورين وما قبلهما، صحة الأمر المذكور؛ فإستهداف مؤسسات الدولة وممثليها بالحرق والتخريب والقتل، وحرق المعابد والكنائس، وترويع الناس والتحريض على القتل، كله ينزع عن التنظيم المذكور أي صفة سياسية، ويجعل منه أقرب الى منظمة إرهابية، إن لم يكن الأمر في واقع الحال كذلك؛ تهدف الى تدمير دولة مصر، وزرع الفتنة الطائفية، فكل ما يحدث في مصر اليوم وعلى حد قول العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، لا يخرج في حقيقته عن إرهاب غرضه " أن يزعزع دولة لها في تاريخ الأمة الإسلامية ، والعربية ، مكان الصدارة مع أشقائها من الشرفاء."(3)
فكل ما تعول عليه "جماعة الأخوان المسلمين" بعد إنتحارها السياسي مؤخرا، من دعم قد يأتي من الخارج، وبالأخص من أمريكا وكما عهدته في السابق، لا يجد له المراقب للأحداث، من واقع ملموس، خاصة وإن مصالح دولة مثل أمريكا، هو من يحدد موقفها من الآخرين، هذا وبعد أن أصبح موقف الدولة المصرية بقيادتها الحالية، جلياً بكل هذا الوضوح من الإستقلالية والسيادة، إتجاه كل محاولات التدخل في الشأن الداخلي للدولة المصرية العتيدة من قبل الآخرين..!(4)
باقر الفضلي/ 16/8/2013