المنبرالحر

كل الحب والتقدير لمتظاهرينا الكرام / محمد موزان الجعيفري

التظاهرات التي مضى عليها شهور عدة ولأسباب لاتخفى على الجميع وبعد أن دبَ اليأس في نفوس العراقيين جراء الاوضاع المزرية التي عاشوها حتى باتوا يتسائلون الى اين تتجه السفينة في هذه الامواج المتلاطمة بلا ضوء تسترشد به نحو بر الامان ولو ببصيص امل يمنحنا الاطمئنان حتى بتنا نخشى ان يبتلع عباب البحر سفينتنا فيغرقها ونغرق معها وهذا مايؤرقنا بعد ان أغلقت جميع الابواب أمام اي اصلاح ، ولهذا ثار الشعب العراقي بتظاهراته المقدسة والخالية من أية تصنيفات حاول الصاقها بها بعض الفاشلين ومن تضررت مصالحهم الانانية، فهي تعبر عن ضمير الشعب وحسه وكرامته. وايضا خاب ظن المرجعية الرشيدة بجهود الحكومة في ان تمسك برأس الخيط وتبدأ عملية الاصلاح الموعودة والتي وعدت به للكسب الاعلامي وتهدئة الخواطر ، وقد هالها رؤية العراق تتناهشه مجاميع السراق والمزورين بعد ان رمى بهم المحتل داخل بلادنا دون ان يكون لهم رادع اخلاقي او قانوني وبعد ان غيب القضاء واصبح يعمل تحت لافتة القوى السياسية المتنفذة وما عليه سوى تحقيق رغباتها وتوجيهاتها رغم اتخاذه بعض القرارات الصائبة لذر الرماد في العيون كما حصل في الاحكام التي صدرت بحق وزراء تباينت ظروف جرائمهم وتناقضت دوافعها ، وهناك من عمل في مجال كبح الفساد والسطو على الممتلكات العامة بوازع وطني واخلاقي ومبدئي فيكافئه القضاء برميه خلف القضبان وهذا ما حصل لعضو مجلس محافظة بابل عقيل الربيعي او كما حصل لوزير البيئة السابق سيركون صليوا بعد اتهامهم بتهم تتعلق بالفساد وهو بريء منها لانه لم يسكن في المنطقة الخضراء وسكن في بيت متواضع ولأنه من المكون الأضعف والامثلة على ذلك كثيرة في الوقت الذي تبقى الحيتان الكبيرة واصحاب المافيات المسلحة يمارسون سلطانهم من تحت الطاولة وفوقها .
في تظاهراتنا ، حيث كل اطياف الشعب العراقي المطالبة بحقوقهم المهدورة ، كل الشرائع والاثنيات والقوميات والاديان يجمعهم هدف واحد وضمير واحد هو العراق وحب العراق واهله ومع هذا فقد تعرض الكثير من المتظاهرين الى الاعتقال والتعذيب والاهانة في دولة يفترض انها ديمقراطية تحترم دستورها وقوانينها ومواطنيها ولانها دولة مواطنة وليست دولة مجموعات مسلحة تبسط سيطرتها بإيعاز من رجال الاقنعة ومن اجل اهداف غير خافية علينا ولان متظاهرينا وطنيون رغم انف السياسيين الطائفيين فقد تظاهروا ايضا من اجل سيادة العراق ونددوا بدخول القوات التركية الى اطراف الموصل دون اتفاق مسبق مع الحكومة فهم يعملون بنقاء ضمير وحرص على صيانة البلاد من كل الشرور ، ادانوا الارهاب وناصروا قواتنا المسلحة والحشد الشعبي وشارك معظمهم فيها ومازال في الحرب العادلة ضد داعش ، فيجب على الحكومة ان تفهم هذا الجانب وتلبي كل مطالب متظاهرينا الشرفاء ونقول للحكومة والبرلمان ايضا ان نفس التظاهر لن ينقطع حتى تتحقق كل المطالب وهي ليست تعجيزية ، فقط تفعيل القضاء وجعله مستقلا دون تهديدات او تصفيات حتى يستطيع ان يعمل بحيادية واستقلالية ولكي يقدم السٌراق الى العدالة ويلاحق اموالنا المنهوبة .
ان وطناً مثل العراق يمتلك كل تلك الامكانيات والكفاءات والثروات ، ويكون ادنى منزلة من اسوأ البلدان فهذه هي الكارثة وهو ما يحز بالنفس وهذا ليس بغريب اذا ماعلمنا ان النهج الذي تسير عليه القوى السياسية المتنفذة نهج بغيض وخاطئ وعلى مبدأ التقاسم للسلطة والمحاصصة الذي شل حركة الحياة وافقدها القدرة على التقدم بل ارجعها الى بداية القرن الماضي ان لم يكن الى الحضيض .
ويبقى الرهان والامل قائما على كل الشرفاء في هذا البلد العظيم ممن لم يتلوثوا بامراض المحاصصة الطائفية والذين يجب ان يكونوا هم الفرسان الفائزين في الميدان وهم المنقذين من تلك الاوبئة ، فتحية اجلال وتقدير الى هؤلاء المتظاهرين .