المنبرالحر

الجديد في تظاهرات الناصرية / عباس الشايع

اتسمت تظاهرات الناصرية خلال الأسابيع الماضية بصفتين، نرى من الضروري أن نقف عندهما : اولا- استقطاب العنصر النسوي بأعمار مختلفة وشرائح مختلفة، منهن الطالبة والمعلمة والمهندسة وربة البيت … ومنهن من واظبت بشكل منتظم على الحضور كل اسبوع الا ما ندر . رغم أن التظاهرات ربما تكون مهددة الى درجة ما, من قبل مجاميع خاملة، تنشط بين حين وآخر لتصول على الساحة وتهاجم او تحاول ان تقمع المتظاهرين السلميين عندما تشتد الهتافات وتتماسك إرادة الشباب وتتشابك أياديهم وكأنهم جسد واحد مرصوص البنيان ..
الا أن تلك المجاميع من الملثمين كانت دائما تنتظر أي خطأ من المتظاهرين المدنيين بابتعادهم عن تلك الكتلة المتماسكة من الشباب والشغيلة ومختلف شرائح المجتمع، التي جاءت لتعبر عن ارادتها في تظاهرة سلمية حضارية .. لأمتار فقط قد لا تتجاوز المئة .. فتراهم يخرجون من وسائط نقل الجهات التي ينتمون اليها وهم على اتم الاستعداد لضرب افراد الشعب بالهراوات والعصي الكهربائية.
وشاهد عيان أسرّ لي بأنهم ينقسمون الى مجموعتين، الاولى للهجوم والثانية للاحتياط مع تهيئة السيارات
المخصصة لقمع التظاهرات، وسيارات أخرى للحجز والاعتقال. وهناك فصيل من شرطة مكافحة الشغب يقف على مسافة ليست ببعيدة ولا هي على قرب من مكان ومسار التظاهرة.
رغم تلك المظاهر الا ان مشاركة العنصر النسوي الشبابي كانت علامة من علامات ازدياد وعي الشعب وابناء المحافظة .
اما الصفة الثانية فهي أن مدينة الناصرية لا يصلح فيها مكان للتظاهر سوى وسط شارع الحبوبي وفي مدور صغير المساحة وضعت عليه منصة للمتظاهرين على احد جوانبه. واحيانا تلك المساحة لا تستوعب كثرة الحضور ما يجعل المشاركين يلجأون الى الوقوف على الارصفة الجانبية.
القوات الامنية لا تسمح بالتمدد الى الشوارع المطلة على الساحة بل احيانا تقطع الجوانب الاربعة بعوازل مرورية حتى تكون المسافة بين قوى الامن وبين المنصة وجموع المتظاهرين قصيرة وربما اقل من عشرة امتار.
وشيء آخر يستحق الذكر هو ان فضائيات المحافظة واذاعاتها لا نراهم يوما يسهمون في نقل الوقائع بل ان تلك الوسائل المملوكة لجهتين سياسيتين لا تسجل الا صور وجوه المتظاهرين الحاضرين وكأن الزمن الرديء ايام المقبور قد عاد من جديد ليؤشر الى سلوكية كان قد استعملتها اجهزة الامن للطاغية المقبور ضد المواطنين.
ان الاساليب غريبة وسط الواقع المرير الذي تعيشه جموع الشعب من الفاقة والحرمان، لكن هذا الافق الشاذ من السلوك لا يخيف احدا ابدا ونحن ننصح بالكف عن تلك الاساليب التي باتت معروفة للجميع.