المنبرالحر

القول الفصل للشعب وطلائعه الوطنية / سامي سلطان

شاء الحظ وشاءت الصدف وتنفيسا للأزمة قفز ما حسب في حينها المنقذ ، بعد تدهور الأوضاع إلى درجة أن البلد قد أحتلت ثلث أراضية والانقسامات الطائفية تعمقت إلى درجة أن الجار لا يؤمن جاره، فصار لزاماً الإتيان بوجه آخر مهما يكن ، شرط ان يكون من نفس الكابينة المسئولة عن الدمار الحاصل في البلد ، كيف يمكن أن يعقل هذا لا ادري وفق اية معايير تم هذا الاختيار! هذا ما لا يمكن معرفته إلا من قبل الراسخين في العلم من سكان المنطقة الخضراء من العراقيين وغيرهم! إذ ليس من المعقول أن تأتي بلاعب من فريق خسر كل الرهانات وخيب آمال الناس، وهو الذي لعب في مواقع مختلفة في الدفاع والوسط وشبه اليمين واليسار وكان حريصاً على المشاركة في صياغة كل الخطط التي تعد للنزالات، على أية حال حدث الذي حدث وتم الاختيار! ولا اعرف ان كان من سوء حظنا نحن العراقيين ، أن نكون بهذا المستوى من الطيبة حتى نصدق ونقنع بالقليل؟ هل أن عزاءنا في هذا هو التفاؤل أم حاجتنا إلى الهدوء ومغادرة الآلام أم أننا وصلنا إلى قمة الوجع فصارت الضربات لا توجعنا وتعدينا حدود الآلام.
في كل الأحوال ما حصل من تغيير بنيت عليه الكثير من الامال وتوالت التصريحات المتفائلة بأن سيد القصر الجديد سيزيل بعصاهُ السحرية كل الأوجاع التي حلت بالجسد العراقي ونسى الجميع إن (هذا الكعك من ذاك العجين ) الذي ظهرت عدم صلاحيته وتجاوزهُ الزمن، وحقا يمكن القول إن فاقد الشيء لا يعطيه.
ولكي نكون منصفين إن الرجل غير قادر ولا يمتلك الشجاعة الكافية كشجاعة قائد ثورة الرابع عشر من تموز حين اقدم عام 1961 على توقيع قانون رقم 80 الذي اعاد السيادة فيه على ثروة العراق النفطية، وهو العارف بان الاستعمار والرجعية سوف لن يستسلموا بسهولة، إذ ان ذلك قد يكلفه حياته وهذا ما حصل فعلا في انقلاب شباط الأسود عام 63 .
لقد أثبت رجل القصر الجديد عجزه في أكثر من موقف، على الرغم من ما يحصل عليه من دعم خارجي وشعبي وما يتحقق من تقدم في بعض مواقع المواجهة مع التنظيم الارهابي داعش غير مسجل لهُ والمراقب يعرف ذلك جيداً، فمن وقف وراء وصول الإرهابيين للعراق والمنطقة أصبح الآن في وضع يفرض عليه تغيير استراتجيته، وعليه أن ينعطف يساراً ويميناً وفق مصالحهِ الحيوية، وهنا علينا أن نردد القول الشائع (يا طابخ الفاس ترجى من الحديدة مرك).
أن غيرة الرجال العراقيين النشامى والشرفاء من الوطنين الاحرار تدفعهم إلى رد الخطر حفاظا على كرامتهم وكرامة أهاليهم، وقد سمعت من احد المقاتلين الابطال وهو يقول (انا أقاتل للحفاظ على امي وأختي وزوجتي وجيراني ومنطقتي وبلدي حتى لا تنجسه قطعان الإرهابيين السفلة، كما اني اعرف ان الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة هو جزءا أساسيا من الإرهاب ذاتهِ فلابد من اقتلاعه ولذا علينا أن نقاتل على جبهتين) .
هذه الصورة تدفعنا للقول إن شعباً يحمل في أعماقهِ هذا الحب للوطن لا يمكن أن يقاد من قبل حفنة من أدعياء السياسة لا هم لهم سوى النهب والسلب لقوت الفقراء والمعدمين .
إذاً لا للظرف المغلق ولا للوعود ولا حتى للأعتصام الذي أنجب هذا الظرف المغلق قادر على حل معضلة العراق، إنما القول الفصل للشعب وطلائعه الوطنية العراقية المخلصة وقواه السياسية النزيهة التي أثبتت دوما ولائها للشعب والوطن، لا للمراهنات على من أثبت فشله على جميع الأصعدة.