المنبرالحر

سوريا : التدخل العسكري إنتهاك صارخ للقانون الدولي..!!؟(*) / باقر الفضلي

تتلاحق التقارير الإعلامية وتصريحات المسؤولين في أمريكا ودول الغرب، المتفاعلة مع الضجيج الغوبلزي، الأمريكي _ الغربي، حول مزاعم إستخدام النظام السوري الأسلحة الكيمياوية في منطقة الغوطة الشرقية ضد "الأطفال"، حتى قبل أن يبدأ فريق المفتشين الأممين مهامه حول التدقيق والتحقيق في مدى صحة ما يقال من إدعاءات حول الأمر؛ لدرجة دفعت بوزير الخارجية الروسي السيد لافروف، أن يعقد مؤتمراً صحفياً هذا اليوم، يكشف فيه؛ بواطن تلك الإدعاءات، وخفايا الموقف الأمريكي _ الغربي من إشكالية إستخدام تلك الأسلحة المحرمة دولياً، منتقداً في عين الوقت، توجهات ومواقف هذه الدول من حقيقة الإتفاقيات التي جرت مع روسيا في مؤتمر جنيف/2011 مؤكداً في نفس الوقت: " بأن الدول الغربية تأخذ لنفسها دور مجلس الأمن الدولي دون أن تنتظر نتائج التحقيق الأممي بشأن المعلومات عن استخدام السلاح الكيميائي." وذلك في إشارته الى التصريحات الصادرة عن الدول الأوروبية الثمانية التي حضرت مؤتمر جنيف، بدعوتها الى: القيام "بالتدخل في سوريا بعد اتهامات من مقاتلي المعارضة لقوات الحكومة السورية باستخدام أسلحة كيماوية ضدهم." مناشداً تفادي أخطاء الماضي..!؟"(1)

كل هذا يأتي في وقت، تشن فيه وسائل الأعلام الغربية والصحافة على وجه الخصوص، أشرس حملة (غوبلزية) لتضليل الرأي العام الأوروبي بالذات، وترويع الشعب السوري، وتهيئته نفسياً لأن يتوقع في أي لحظة رداً عسكريا، عقاباً لسوريا "لإستخدامها الأسلحة الكيمياوية" على حد ما تحاول تلك الوسائل من الترويج له دوليا، دون أي وازع مهني يدعم إدعاءاتها أو دليل من هيئة دولية معترف بقراراتها..!!؟؟

إنها بهذا تحاول كسر أي تردد لدى إدارات دولها صاحبة القرار في التدخل العسكري، من خلال التسويف والتقليل من جدوى وجود المنظمات الدولية الشرعية وفي مقدمتها الأمم المتحدة، وطبيعة المباديء والضوابط والأليات التي تتبعها في حفظ وصيانة الأمن الدولي، متسائلة عن مدى جدوى التمسك بتلك المباديء والأليات، لتسهل الأمرأمام تلك الإدارات، بتحريضها على البدأ بعمل عسكري عاجل ضد سوريا، وهي لها من السوابق بهذا الشأن، ومن القدرة ما يجعلها جديرة بالإقدام على مثل هذا العمل الشائن..!؟

فعلى سبيل المثال تتناول صحيفة الفاينانشال تايمز متسائلة عن " مدى قدرة واشنطن وحلفائها على القيام بعمل عسكري خارج مظلة الأمم المتحدة حيث ترى الجريدة أن الموقف مشابه لما حدث مع العراق أيضا وما حدث من قيام الولايات المتحدة وحلفائها بشن غارات جوية على صربيا عام 1998 دون تفويض من الأمم المتحدة ."(2)

ووفق هذا المنطق التضليلي؛ يحاول التحالف الأمريكي _ الغربي/ التركي _الخليجي، تمرير ما يبيته من خطط للتدخل العسكري الغاشم ضد الشعب السوري ودولة سوريا الحرة المستقلة العضو المؤسس في الأمم المتحدة، ولا يهمه بعد ذلك ما ستكون عليه نتائج وتداعيات ما يقدم عليه من مغامرات وتجاوزات وخروقات للأعراف والشرائع الدولية، بالنسبة للشعب السوري والمنطقة والعالم، فله من السوابق العدوانية بحق الشعوب والبلدان المستقلة، ما يعجز عنه بيان؛ ويكفي أن يكون التنصل عن مقررات مؤتمر جنيف/2012 بشأن توفير فرص الحلول السلمية للمشكلة السورية، وهو ما أشار اليه الوزير الروسي في مؤتمره الصحفي، أحد الأمثلة على تلك السياسة..!!؟؟(3)
باقر الفضلي/26/8/2013
************

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=374666*