المنبرالحر

انتفاضة 3 تموز عام 1963 بقيادة البطل حسن سريع / حكمت السليم

تحتل انتفاضة معسكر الرشيد، في الثالث من تموز 1963 مكانة هامة في تاريخ العراق المعاصر، ان الظروف التي قادت الى هذه الانتفاضه جائت بسبب الجراحات العميقه التي الحقها البعثيون الانقلابيون بالشعب العراقي وقتلهم لقادة ثورة 14 من تموز وتعذيب وسجن الآلاف من ابناء الشعب ,وخصوصآ من اعضاء واصدقاء الحزب الشيوعي العراقي والذي اعدم وقتل تحت التعذيب العشرات من قيادييه، واعتقل وعذب وسجن الألوف من خيرة المناضلين الشيوعيين والوطنيين الديمقراطيين وبعض القوميين الشرفاء ممن لم يشاركوا في ارتكاب جريمة الثامن من شباط(1)

الدور المميز للتخطيط والقياده لانتفاضة 3تموز، ضابط الصف حسن سريع، مواليد أحدى قرى السماوه، ابوه سريع فلاحآ معدمآ، هجرت عائلته الى كربلاء على أثر خلاف عشائري، اكمل دراسته الابتدائيه في عين تمر، المدينه التي كانت منفى للسياسين مثل نقرة السلملن فأنتشر الفكر الماركسي بين أبنائها، تطوع في الجيش، في مدرسة قطع المعادن المهنيه لعدم امكانية عائلته لمساعدته في اكمال دراسته، عين معلمآ في نفس المدرسه وصار ضابط صف برتبة نائب عريف، تزوج من احدى قريباته وسكن كوخآ في حي الشاكريه "حي الكادحين"، كان صاحب الدور الاول في التهيئة والتحضير والقياده للأنتفاضه، قال عنه الرفيق نعيم الزهيري المندائي الذي شارك حسن سريع في زنزانته، "حسن سريع شخصيه فذه، الكل يحترمه في وحدته العسكريه حتى المراتب الذين هم أعلى منه رتبه، وقد تميز بقدره على الحوار وألأقناع، ويذكر بعض المقربين منه أن حسن سريع كان شيوعيآ ومؤمنأ متدينآ بنفس الوقت يصلي مع أخوانه الجنود عندما يحين موعد الصلاة.
كانت الخطه التي وضعت للانتفاضه والقضاء على انقلابي 8 شباط تبدأ بالسيطرة على معسكر الرشيد والتوجه نحو السجن العسكري رقم واحد وتحرير الضباط المعتقلين فيه والذي يقدرعددهم بما يقارب "1200" سجين وهم من مختلف الاصناف العسكريه، ضباط وطيارين ومشاة، اضافة الى كوادر حزبيه مدنيه وعسكريه، كما كانت توجد في مطار الرشيد العسكري طائرات جاهزه بحمولتها للقتال في حرب كردستان ضد الاكراد، يمكن السيطره عليها والاستفاده منها، كما تضمنت خطة الحركه ألأستيلاء على المطاروالقاعده الجويه، كما يمكن الاستفاده من جهاز ألاتصال، الاسلكي الموجود في القاعده الجويه للاتصال بالوحدات الاخرى عند التنفيذ بعد تحويل موجته وفقآ لموجة إذاعة بغداد، و قد حصل اتفاق بين قيادة الحركه داخل معسكر الرشيد والوحدات ألأخرى
وقد تم تهيئة الرفاق والأصدقاء في معسكرات ابوغريب، والتاجي والوشاش والمحاويل والحبانيه والديوانيه إضافة للاتصال بالتنظيمات المدنيه المنقطعة والمتحصنة في الأرياف , وكانت مدينة الثوره تعتبر المخزن الرئسي للانتفاضه فأستعد عدد كبير منهم للمساهمه في تنفيذ الاوامر، كما تم ألاتصال ببعض العشائر مثل عشيره البوعامر، وعشائر في اليوسفيه والمحموديه وتم ألاتفاق عند سماع البيان ألأول من ألاذاعه يتم النزول من قبل رفاق الحزب المبلغين بذلك وقيادة الجماهير للاستيلاء على مقرات الحرس القومي وانتزاع السلاح منهم والسيطره على الشارع، هكذا كانت الخطه.
بدأت ألانتفاضه فجر يوم 3تموز، أتجه العريف الرفيق حسن سريع مع مجموعة من جنود وضباط صف المدرسه المهنيه
العسكريه وبعض المدنيين في زي عسكري وكان بعضهم برتب ضباط، الى معسكر الرشيد، وعندما اصبح على مقربة من حرس نظام الكتيبه طلب منهم بحزم وثقه القاء اسلحتهم، ذهلوا الحراس ورموا اسلحتهم بسرعه، وبسرعه تم أعتقال الضابط الخفر وكسر مشجب ألأسلحة ووزعت بنادق السيمنوف على الثوار، واطلق الرصاصة ألأولى لتعلن الثوره .
كانت تلك بداية انطلاقة حسن سريع، التي مكنت الثوار من احتلال كتيبة الهندسه وسلاح الهندسه ثم أغلب أجزاء معسكر الرشيد الذي أحتوى على أكبر قوه عسكريه في بغداد، كما تمكنوا من أعتقال عدد من الضباط الموالين للحكومه، وتم اعتقال وزير الخارجيه ووزير الداخليه لحكومة البعث، وتم اعتقال منذر الونداوي آمر الحرس القومي ونائبه عندما جاءوا الى المعسكر بعد سماعهم بألخبر"يشرح ذلك طالب شبيب في كتاب عراق 8 شباط عن حركة حسن سريع " بعد دخولنا معسكر الرشيد --وزير الخارجيه طالب شبيب وحازم جواد وزير الداخليه أحاطوا بسيارتنا وأمرونا بالنزول بعد اطلاق بضع اطلاقات اصابت سقف السياره وهكذا تم اسرنا من قبل رجال الانتفاضه، ألا انهم رفضوا ان يمسوننا بسؤ وكان ذلك باستطاعتهم، قتلنا استمروا بتنفيذ خطتهم بعد دخولهم معسكر الرشيد وسيطرتهم على الحرس وتوجه بعض من افراد المقاومه لتجهيز الطائرات بانتظار الضباط الطيارين بعد اخراجهم من سجن رقم واحد، ليتم توزيعهم على الوحدات العسكريه في المعسكر، والى معسكر التاجي وابو غريب والمحاويل وبعض الوحدات المستقله في بغداد، وكان للحركه جنود موزعين على كل الوحدات ومبلغين بساعة الصفر واعتقال الضباط البعثيين وغير المتعاونيين مع الحركه وتنصيب الضباط الخارجين من السجن محلهم، كانت خطه جريئه تحتمل النجاح، لكن تأخر اطلاق سراح الضباط من الموقف بسبب تاخر وتردد قائد الدبابه المتوجه الى سجن رقم واحد، اعطى الحكومه واعوانها الوقت الكافي لاعادة السيطره على معسكر الرشيد ومطاردة ابطا ل الانتفاضه، انتهت المعركه بفشل الانتفاضه المسلحه التي قادها ضابط الصف البطل حسن سريع وتم القاء القبض على قسم من مهاجمي المعسكر، وقدم حسن سريع ومجموعته الى محكمة عسكريه وحكم عليه بالاعدام مع مجموعته وتم تنفيذ الحكم بعد انتها ء المحاكمه مباشرة .
وفي الساعه الثانية بعد منتصف الليل من يوم 4 تموز1963 تم اخراج اكثر من 350 عسكريآ بينهم 18 مدنيآ ونقلوا بسيارات عسكريه الى محطة القطار بهدف نقلهم سجن نقرة السلمان عبر مدينة السماوه .
ان الفشل العسكري لا يعني انها فشلت سياسيآ، فقد حققت دفعآ ثوريآ واعادت الثقه الى النفوس بعد ان كان اليأس مسيطرآ على النفوس، بعد انقلاب 8 شباط ألأسود، ولأول مره ينطلق الكادحون والعمال لبناء دولتهم بأنفسهم، وهي بالتالي لقنت الفاشست البعثيين درسآ بأن ليس هناك قوه على ألأرض قادره على تصفية الشيوعيين طالما هناك عمال وكادحين
***
1 رسالة العراق – العدد 88 نيسان 2002
من مصادر البحث- الدكتور على كريم سعيد --- حركة حسن سريع وقطار الموت.
لقاءات مع الزميل الصديق نعيم الزهيري –في أوغص ---الدنمارك وهو من المساهمين في الاعداد والتنفيذ للأنتفاضه ومانشره الصديق نعيم الزهيري في أعداد رسالة العراق العدد88 , العدد89 والعدد90 , العدد 91 عام 2002
الدكتور على كريم كتابه مقابله مع طالب شبيب
عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي , عزيز سباهي
كتاب شهداء الحزب شهداء الوطن