المنبرالحر

الحج (السياسي) الى أنقره .. ! / علي فهد ياسين

على عجل ودون سابق اعلان، شدّ (الاخوة الاعداء) المتخاصمون في ملف اقالة وزير الدفاع، رحالهم الى (كعبتهم) السياسية أنقره، للتبرك بتوجيهات (سلطان زمانهم) أردوكان، لرأب الصدع في (جبهتهم) المواليه لسياساته المعادية لاستقرار العراق، بالتزامن مع التحضيرات المتصاعدة لحشد الجهد العسكري والسياسي للبدء بالمعركة الفاصلة ضد الارهاب لتحرير الموصل.
اليوم وصل رئيس البرلمان العراقي الى انقره، وقبل أيام سبقه اليها نائب الرئيس النجيفي، في توقيت يتطلب وجودهما (الفاعل) في بغداد لتدارك التداعيات الخطيرة لمسلسل الاستجوابات البرلمانية لوزراء الصف الاول، ناهيك عن حساسية الوضع السياسي والامني، وكأن أنقره هي عاصمة العراق وقد عادوا لها من زيارة خاطفة لمحافظة بغداد، للتحضير لمعركة العراقيين ضد الارهاب !.
غداً سيدعي كلاهما، أن الزيارة متفق عليها منذ وقت طويل، وهو سياق درجت عليه تبريرات المسؤولين العراقيين، في كل مرة تضعهم تصرفاتهم غير المسؤولة في زاوية ضيقة امام وسائل الاعلام، لأنهم يحتفظون لشركائهم في المواقع ومراكز القرار، بملفات مشابهة منذ سقوط الدكتاتورية .
الذي يؤكد مانقوله أوينفيه هو نتائج اللقاءات في انقره على الطرفين وعلى منظومتهما السياسية و(اذرعها) في البرلمان وخارجه خلال الفترة القادمة، لأن القياس على نتائج الزيارات السابقة من قبل هؤلاء وغيرهم من القادة كانت أكدت ماذهبنا اليه، وبعضها تجاوز ذلك الى الأخطر!.
المفارقة أن هؤلاء وباقي الذين على شاكلتهم في مواقع المسؤولية ومنذ سقوط الدكتاتورية، لازالوا يتغنون بالوطنية اعلامياً وبالصوت والصورة، سواءاً على شاشات فضائياتهم أو الفضائيات الساندة لهم، أوفي بياناتهم الشخصية وبيانات أحزابهم، كأنهم (أنبياء سياسة) يبشرون الشعب العراقي قبل كل انتخابات بالوعود الكبيرة والاماني الوردية، و يعبروها بضمائر سوداء الى تحقيق مكاسبهم الشخصية .
مع بقاء هؤلاء (ورفاقهم) في مناصبهم، تبقى دماء الشهداء تستصرخ ضمائر الوطنيين لانصافها، ومن دون ذلك لا أمل في اعادة بناء الوطن الذي أوجعه الأنذال، طالما يبقى هناك (حج سياسي) الى خارج العراق .