المنبرالحر

جيفارا افريقيا.. توماس سنكارا (رئيس جمهورية بوركينا فاسو) / اعداد فيصل الفؤادي

لم أقرأ كثيرا عن هذا المناضل ، بسبب غياب الصحافة والاخبار عن حياتنا الإنصارية التي عشناها ، ووجدت في هذا الشخص الكثير من الصفات التي نحن بحاجة لها اليوم ، هؤلاء القادة الذين لهم قيمة معنوية ونضالية لوطنه ،وضع احلامه مع احلام شعبه في العمل على تطوير بلاده في جميع مجالات الحياة .
في افريقيا كان معجبو المناضل توماس سنكارا من الشباب كثيرون، وكان املهم الملهم ، وقد وضعت صوره في كل مكان خاصة بعد قتله من قبل اصدقائه وضعت على الملابس و الجدران وفي الشوراع ...الخ.
المعلومات التي توفرت عن هذا المناضل، انه أكثر رئيس أفريقي ظل باقيا في الذاكرة الحياتية من أي رئيس أفريقي أخر، وبعد وفاته أصبح " توماس سانكارا" رمزا للمقاومة ، والخطيب الذي يستحوذ علي مخيلة الشباب الأفريقي وكبطل للثورة وقائد المناوئين للأستعمار الغربي ورمزاً للفقراء والذي استطاع أن يحوّل بلاده في غضون أربعة أعوام من بلد فقير يعتمد على المساعدات إلى بلد مستقل إقتصاديا ومتقدم إجتماعيا ، فكان ينظر إليه على انه الامل الوحيد لافريقيا للخروج من الهاوية وافضل حاكم في تاريخ افريقيا، وقد عمل على :
- محاربة الفساد بكل انواعه وشكل لجنة خاصة بذلك.
- اصدار القوانين لصالح حقوق المراة وايجاد فرص عمل لها
- النضال ضد الاستغلال والامبريالية والسيطرة الاستعمارية
- رفض المساعدات من صندوق الدولي
- تخفيض رواتب الوزراء وبيع أسطول السيارات المستوردة في الموكب الرئاسي ، مستعيضا عنها بأرخص أنواع السيارات في بوركينا فاسو وهي الـ (رينو ).
- رفض إستخدام وحدات تكييف الهواء في مكتبه ، قائلا بأنه يشعر بالذنب وهو يفعل ذلك لأن القليل جدا من شعبه يستطيع أن يملك ذلك .
- رفض تعليق صوره في المكاتب والمؤسسات الحكومية ، لأن كل بوركيني هو توماس سنكارا حسب قوله
- رفض كل الامتيازات الحكومية وجعل راتبة 450 دولار فقط وبذلك يعد افقر رئيس في العالم انذاك
- تشجيع الاعتماد على الذات وحظر استيردا الغذاء معتمداً على الانتاج المحلي حيث قال :ان من يطعمنا يتحكم فينا
- الغاء الضرائب عن عامة الناس وجعلها حكراً على الوزراء ومسؤولي الدولة.
ـ إيلاء عناية خاصة بالتعليم وتشجيع قطاع الزراعة، وأثبت أنه رائد في مجال الصحة العامة.وقد تطور البلد بشكل كبير في كل المجالات .
ومن الاجراءات التي قام بها عمليا -
- شيد نظاما للمحاكم المعروفة باسم "المحاكم الثورية الشعبية" المحاكم تم إنشاؤها لمحاكمة مسؤولين حكوميين سابقين متهمين بالسرقة والفساد، وكانت باشرافه شخصيا .
- عمل على تحرير المراة وتحسين ظروفها واعطائها الحقوق الاساسية من اجل مشاركتها الثورة واستمراها .
( تحسين وضع المرأة كان من الاهداف الرئيسية لسنكارا وقد شملت حكومتة العديد من النساء في المناصب الحكومية ، فضلاً عن اتخاذ اجراءات فعالة ضد ختان الاناث والزواج القسري واعطاء الحرية للمرأة في كل المجالات الوظيفية حتى في الجيش وقد قام بتشريع قانون ينص على معاقبة الازواج اللذين لايساعدون زوجاتهم في الاعمال اليومية ، كما شدّد سنكارا على تمكين النساء من أداء دورهن وسيّر حملات من أجل كرامة النساء في مجتمع أبوي تقليدي . لقد وظف سنكارا النساء في العديد من الوظائف الحكومية وأعلن يوما للتضامن مع ربات المنازل بجعل أزواجهن يؤدون ذات أدوارهن لمدة (24) ساعة . كذلك شجع سنكارا البوركينيين على أن يكونوا سليمي اللياقة البدنية وقد كان يشاهد وهو يمارس رياضة الركض بشكل منتظم في شوارع واغادوغو . وبذلك كان اول رئيس في تاريخ افريقيا يعطي المرأة حقوقها الكاملة).
في عام 1987 في اديس ابابا العاصمة الاثيوبية وأثناء إجتماع القادة الأفارقة تحت رعاية منظمة الوحدة الأفريقية ، حاول توماس سنكارا إقناع أقرانه بأن يديروا ظهرهم لديون الدول الغربية ووفقا لحديثه أنه قال ( إن الدين يدار بشكل بارع لإستعادة أفريقيا .. إنه إسترداد يحيل كل واحد منّا إلى عبد إقتصادي .. إن سياسات الفائدة والمساعدات قد إنتهت بنا إلى تشويشنا وإخضاعنا وسلبنا الشعور بالمسئولية تجاه شئوننا الإقتصادية والسياسية والثقافية . لقد إخترنا أن نخاطر بأن نمضي في مسارات جديدة لتحقيق رفاهية أفضل )، كان يرفض السيطرة الامبريالية على موارد افريقيا ويؤكد دائما على الاكتفاء الذاتي لافريقيا حيث الموارد الكبيرة والتي تحتاج منا العمل على التكاتف من اجل استغلالها .

جيفارا افريقيا
سنكارا رأى نفسة كثوري واستمد تجربتة من الثورة الكوبية والشخصيات الثورية مثل جيفا را و كاسترو وجيري رولينغز، حيث ان كلاهما يتشابهان بارتداء الزي العسكري والقبعة ذات النجمة الحمراء وكلاهما زهيدان بالعيش يكسبان ادنى راتب لمجرد وصولهما للسلطة وكلاهما حليفان لكاسترو وكلاهما أنشأ محاكم ثورية ضد الفاسدين فضلاً عن كونهما يمتلكان شخصية كاريزمية ويشتركان بحب الضعفاء وكلاهما مات في سن اقل من 40 عاما .
- وألقى سنكارا خطاباً في ذكرى رحيل جيفارا عام 1987 قبل مقتلة باسبوع.
من اقوال سنكارا:
(تشي غيفارا علمنا على ان نثق بانفسنا ان نثق بقدراتنا لقد غرس فينا الاقتناع بأن النضال هو سبيلنا الوحيد )
(ان الثورة وتحرر المرأة يسيران معاً. نحن لا نتحدث عن تحرر المرأة كعمل من الاعمال الخيرية أو بسبب موجه موجة من التعاطف الإنساني. بل ان حقوق المرأة هي ضرورة أساسية من أجل انتصار الثورة ).
(ان ثورتنا في بوركينا فاسو مستمدة من مجمل الخبرات للانسانية ، نحن نتمنى ان نكون ورثة لجميع ثورات العالم لجميع نضالات التحرر في العالم الثالث ، لقد استخلصنا الدروس من الثورة الامريكية وعلمتنا الثورة الفرنسية حقوق الرجل اما ثورة اكتوبر الروسية العظمى علمتنا صنع النصر للبروليتاريا وجعلت من الممكن تحقيق احلام كومونة باريس العادلة ).
حياة سنكارا –
من مواليد 1949، من اب خدم في الجيش الفرنسي وشارك في الحرب العالمية الثانية
- مجمل ممتلكاتة الشخصية هي : دراجة هوائية وسيارة قديمة مع ثلاجة معطلة وثلاثة غيتارات
كتب النشيد الوطني بنفسه وقام بتصميم علم البلاد الذي كتب عليه (الموت او الوطن) وهي مقولة تشي جيفارا التي قالها في منظمة الامم المتحدة.
متزوج من مريم سنكارا وله طفلان .
مقتل جيفارا افريقيا – تم التخطيط لقتل سنكارا في موريتانيا وليبيا بين عامي 1986 و1987
(من قبل مجموعة مسلحة مكونة من 12 ضابط حيث اطلقوا علية النار عندما كان ذاهباً الى احد الاجتماعات وقد اخذو جثتة وقطعوها ارباً ثم دفنوها في احد المقابر ، كانت تلك المجموعة قد اغتالت سنكارا بأمر كومباوري الذي اتفق مع المخابرات الفرنسية والزعماء الافارقة على ضرورة التخلص من سنكارا خوفاً من انتشار افكاره الثورية الى بقية البلدان الافريقية وقبل مقتل سنكارا كان اصدقائه يحذرونه من كومباوري لكنه لم يقتنع وكان يقول (الاصدقاء لايخونون) وكان قد تنباء بموته عندما كان يناقش احد اصدقائه حيث قال(مات جيفارا وهو في سن ال39 وانا ساموت قبل ان اتعدى ال39 ايضاً) ، وعموماً حاول كومباوري التخلص من كل شيء متعلق بسنكارا فقام بتدمير الاثار المتعلقة بحكمة واساء لسمعته ووضع عائلتة تحت الاقامة الجبرية اما من ناحية حكمه فقد تقرب من فرنسا ودول الغرب واعاد المسؤولين الفاسدين الى الحكم وقام بتشريع الضرائب من جديد ، وفي عام 2014 حدثت انتفاضة ضد كومباوري هرب على اثرها الى خارج البلاد).
اعتمد التحقيق (المعنون بـ"ظلال إفريقية") على بعض الوثائق وعدة شهادات لأشخاص كانوا فاعلين أو مرتبطين وجاء فيه -أن موت الرئيس توماس سانكارا كان نتيجة تضافر جهود كبيرة تورطت فيها فرنسا والمخابرات الأمريكية والرئيس البوركينابي الحالي ابليز كومبازري وقائد أركانه الحالي جلبير ادياندري.
وجاء في التحقيق أن الفرنسيين والأمريكيين اخترقوا حركة التحرير الإفريقية بغية إسقاط توماس سانكارا الذي أخذ في تطبيق برنامج طموح يهدف إلى تأميم المصادر الاقتصادية لبلاده بغية استخدامها لصالح شعبه.
وقال مومو جيبا (قائد أركان القوات المسلحة الليبيرية في عهد شارل تايلور): "كنا نريد استخدام بوركينافاسو كقاعدة. وكان يجب أن تتم تصفية توماس سانكارا ويصبح ابليز كومبازري رئيسا لمساعدتنا في تحقيق ذلك مع جملة من الأهداف الأخرى
(على قصر الفترة التي قضاها رئيسا لبوركينا فاسو، والتي لم تتجاوز الـ3 سنوات، إلا أن سنكارا تمكّن من تحقيق بعض أحلامه، حيث أولى عناية فائقة بالتعليم في مجتمع تكاد تطغى عليه الأمية، وشجّع قطاع الزراعة في دولة تقترب من حافة المجاعة، وركّز على الصحة العامة لإنقاذ شعب مهدّد بالأمراض والأوبئة وينحدر فيه معدل أمل الحياة عند الولادة إلى مستويات خطيرة. ومن القرارات التي تحسب لسنكارا أيضا أنه قاوم بشدة ظاهرة "ختان الإناث" التي كانت متفشية لدى أغلب القبائل المكونة للنسيج المجتمعي البوركيني آنذاك. كما أنه تجرأ وعيّن في حكومته العديد من الوزيرات).
تحية لهذا القائد الذي خدم شعبه
25 ايلول 2016
المصادر(الصحافة الالكترونية وافلام من اليوتوب)