المنبرالحر

وجهة نظر / ناصر حسين

من خلال متابعتي لما نشرته طريق الشعب من ملاحظات بخصوص وثائق التهيئة للمؤتمر الوطني العاشر للحزب والمناقشات التي دارت لدينا في محافظة الديوانية حول تلك الوثائق لاحظت وجود وجهة نظر تدعو الى تغيير اسم الحزب داعمة وجهة نظرها بما جرى لدى بعض الاحزاب في اوربا التي غيرت اسمها اثر انهيار الاتحاد السوفياتي وتفكك المنظومة الاشتراكية في تسعينيات القرن الماضي.
هنا اود ان اشير الى ان هذا الطرح لم يرد للمرة الاولى بل سبق وان طرح لاكثر من مرة في مؤتمرات سابقة للحزب ولم يحظ بموافقة مندوبي تلك المؤتمرات.
عام 1934 كان عام التأسيس للحزب وكان اسمه كما معروف "لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار" وبعد مرور عام واحد جرى تغيير اسم الحزب حيث اصبح "الحزب الشيوعي العراقي" وما زال اسم الحزب نفس الاسم لم يجر عليه أي تغيير باستثناء اضافة بسيطة عام 1960 "اتحاد الشعب" التي اضطررنا إليها للتمييز بين طلبنا وطلب داود صائغ.
وما ان انتهت تلك الحالة بالطريقة المعروفة التي اتبعها الحزب لم نعد نستخدم في وثائق الحزب تلك الاضافة وعدنا نستخدم اسم "الحزب الشيوعي العراقي" في ايام العلن والسر حتى اللحظة الحاضرة.
اجل، لجأت بعض الاحزاب الى تغيير اسمائها واختارت تسميات اخرى وقت ذلك الزلزال الرهيب المعروف – انهيار الاتحاد السوفياتي وتفكك المنظومة الاشتراكية – لكن من الضروري الانتباه الى ان الكثير من الاحزاب الشيوعية في العالم لم تغير اسماءها ومنها في المنطقة العربية كاللبناني والسوري والمصري والسوداني ... الخ ومازالت تعقد مؤتمراتها الحزبية تحت نفس التسمية واجدني على قناعة تامة بان أيا منها لن يفكر في المستقبل في تغيير اسمه خصوصا وان تداعيات انهيار المنظومة الاشتراكية قد اصبحت حدثا من الماضي وان ما تفكر فيه الاحزاب الشيوعية الان ليس تغيير اسمائها بل تعزيز تلاحمها ودورها في النضال العالمي لقبر الرأسمالية وبناء المجتمع الارقى المجتمع الخالي من الطبقات والاستغلال.
كما انه من المفيد الانتباه الى ان العديد من الاحزاب التي كانت حاكمة في بعض بلدان اوربا الشرقية وآسيا لم تكن تحمل اسم "الحزب الشيوعي" فمن حزب الشغيلة الفيتنامي الى الحزب المنغولي الشعبي في منغوليا الشعبية الى الحزب الاشتراكي المجري،الى الحزب الاشتراكي الالماني الموحد في المانيا الشرقية . وحتى لدينا – في المنطقة العربية – كان اسم الحزب في الدولة المغربية " حزب التقدم والاشتراكية" .
وانه لمما ينبغي التذكير به ان الشيوعيين العراقيين لم يهزهم ذلك الزلزال واكدوا في كل وثائقهم تمسكهم بثوابت عملهم ومنها : اسم الحزب، الاسترشاد بالماركسية، وعلمانيتهم واستقلالهم في تقرير سياستهم. ولمن يريد التوثق من ذلك العودة الى الوثيقة الفكرية التي سبق وان اصدرها الحزب والمعنونة " خيارنا الاشتراكي" .
لقد كان عدد رفاق الحزب بضعة عشرات – على نطاق العراق كله - وكان الحزب يواجه الارهاب البوليسي للنظام يوم اصر الشهيد فهد على ان الحزب سيكون "حزبا شيوعيا وليس اشتراكيا ديمقراطياً، هنا ادعو إلى العودة الى مؤلف الشهيد فهد الذي اصدره عام 1943" حزب شيوعي، لا اشتراكيه ديمقراطية". وقد تمسك كافة الورثة الذين قادوا الحزب بعد استشهاد فهد عام 1949 بكافة ثوابت الحزب وتوصيات الشهيد فهد، فكيف تريدون منا ان نغير اسم الحزب في ظرف لا يطلب منا احد ذلك واكثر من هذا ان احترام الناس لنا الان في الشارع متأت من كوننا اعضاء في الحزب الشيوعي العراقي،من شيوعيتنا وانني لمقتنع الان بان مندوبي المؤتمر الوطني العاشر للحزب لن يخذلوا الشهيد فهد ودماء المئات من الشهداء من رفيقات ورفاق الحزب الذين ضحوا بأرواحهم من اجل ان تبقى راية حزبهم عالية في ربوع بلاد الرافدين وفي مقدمتهم سلام عادل جمال الحيدري، ستار خضير الحيدر، محمد احمد الخضري،محمد صالح العبلي، عبد الجبار وهبي ابو سعيد، شاكر محمود العلوي، وضاح حسن عبد الامير وكامل شياع و سيرتكب الحزب اكبر خطأ اذا ما أقدم الان على تغيير اسمه .