المنبرالحر

علي حسين.. قلم تنويري لن ينكسر.. / جاسم المطير

يبدو ان عزيمة السيد نوري المالكي قد (خارت) تماما في هذه الأيام ، عندما فكّر بإقامة دعوى قضائية ليصبح اكثر شهرة اقليمية ودولية بالقمع والاضطهاد ،بالرغم من وجوده على منصب نائب رئيس الجمهورية ..!
المشكو منه الصحفي علي حسين.. صديق قديم ،عرفتهً كادحاً نشيطاً، لا يعرف الخيبة ولا الرومانسية الصامتة. عرفته مسرحيا ، ناقدا فنيا ، يقول الرقي من الكلام والفائدة والكشف . عرفته كاتبا انيقا ومسامراً لطيفا حتى انه برهن بكتاباته بعموده اليومي على جريدة المدى اليومية بعد 2003 انه ليس مبدعا بأساليب الكتابة السياسية النقدية فحسب، بل هو من نوع العدسة المكبرة لكشف الانهزاميين، الظالمين الشعب وحقوقه ومطالبه، يعالج موضوعاته بالدقة التامة، ناظراً الى الواقع العراقي الحالي نظرة ذكية متأنية.
هذا الصحفي اللامع لا يمكن مقارنته مع نوري المالكي، الحاكم البائس لثماني سنوات من دون ان يشفق حتى على نفسه، فقد انهى وجود الدولة العراقية نهاية مأساوية حين تحوّل سريعاً من التعبد وصار رجلا رأسماليا مكتئباً من الأرقام الحسابية الصاعدة والنازلة، مهووسا ضد كل نقد صحفي او سياسي أو غيرهما. يظن المالكي ان رجوعه الى سن المراهقة يجعله قادرا على تحقيق (التدمير الخلاق) في عصر (الفوضى الخلاقة) ، كما يبدو ان مستشاريه المراهقين دفعوه الى (تدمير حياة) ناقد الحكومة ويومياتها الصحفي المناضل علي حسين. لذلك تناول نائب رئيس الجمهورية مشروبه المفضل امام القضاء وليس في مستشفى اختصاصي ببغداد لإنقاذ نفسه من مرض التلذذ بالاكتئاب والانتقام ..!
القضاء العراقي لا يومض دائما بالحق ،بل هناك قدرات (القوى الخفية) على حرف الحق وتلميع الباطل ..! اذا ما انحرف القضاء او القاضي بمحكمة النشر، التي سيقف امامها الصحفي المناضل علي حسين فأن ذلك يعني ان روبوت حزب الدعوة موجود وفاعل في حظيرة القضاء غير العادل .
بوسع القضاء العادل رد الدعوى ووقف طفش الروبوت الحزبي الجالس عليه نوري المالكي وتنظيف حظيرة القضاء العراقي من خنازير صامتة راكضة لتكسير عظام القلم الحر بيد صحفي عراقي جريء لا يحمل بيده غير الميكروسكوب والتلسكوب الكاشفين ، يومياً، كل ذرات الفساد المالي والاداري والسياسي والاخلاقي.
بكل الاحوال اعلمكم ايها الرديئون والتافهون يا اعداء الحرية ان علي حسين سيظل ، كما كان، عاشقا لموسيقى موزارت..
وستظل اغصانه متألقة بمطر الباب الشرقي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 10 – 12 – 2016