المنبرالحر

اعمار المناطق المنكوبة بعيداً عن المزايدات السياسية / سلام فواز العبيدي

تشهد الاونة الاخيرة ضجيج اصوات تدعي الدفاع عن الاقليات ومصالحها وهم انفسهم من ناصبوا تلك الاقليات العداء السافر عندما رحبوا بقدوم عصابات داعش وعاثوا بمناطق الاقليات تحديداً الفساد والدمار، حينها قالوا ان هؤلاء الدواعش "ثوار" ومن بينهم من تقدموا مع الغزاة في افعالهم الدنيئة وارتكاب الجرائم الفادحة، واليوم عندما يجري الحديث المجرد عن الدعم الدولي ودعم المنظمات الانسانية للنازحين تجد ذوي الالسن الطويلة الجلفة تمتد دفاعاً عن مدن ومواقع معينة على انها مناطق منكوبة وتتجاهل مناطق اخرى طالها الدمار المماثل لما حلّ بتلك المناطق مدار حديث هؤلاء، ولا تجد من يدعو لاعتبار مدن العراق الاخرى منكوبة ايضاً ويغازلون اتباعهم اثباتاً للوجود والادعاء والتباكي على وحدة العراق وترابه. لقد تدمرت البنية التحتية لبلادنا الى حد يصعب اعادة اعماره وهؤلاء غارقون في تعاطي الفساد والسرقات العلنية ومنهم من هو ضالع باعمال التفخيخ والدعوة للانتحار طريقاً لنيل الجنة، هؤلاء ذاتهم يحاولون اليوم غسل ايديهم المدنسة بالغدر والعزف على نبرة الطائفية النزقة وتصعيد الثارات وسرقة السلاح والمتاجرة به في اسواق الدواعش وزياراتهم تتواصل لدول مجاورة معادية للعراق وشعبه بل للعملية السياسية برمتها وهناك من يعكف على اقامة المشاريع المشبوهة والسمسرة واماكن البذخ والملاهي وشعبنا يئن من الضائقة المالية وازمات الحياة العامة، هؤلاء يمنون النفس خداع الرأي العام على انهم نظيفي الايدي ويعدون انفسهم لخوض الانتخابات القادمة كي يعودوا ثانية لذات المواقع البرلمانية، ان هذه الاوضاع التي تعصف بمصير شعبنا والوطن تدعو للتدارس الجاد بحثاً عن المعالجات الملموسة بنقاط محددة وبالتشاور مع الراي العام العراقي وقواه الوطنية والمرجعيات الدينية ومثقفي البلاد للتوصل الى خطة عمل واضحة وعلنية للرأي العام العالمي ايضاً. وهذه الخطة:-
(1) ضروري تشكيل لجنة عليا لاعمار المناطق المدمرة والتي تشكل نصف مساحة العراق تقريباً، وان تكون هذه اللجنة بعيدة عن البرلمان وتدخلاته وعن مجلس الوزراء والتحالفات والكتل والطوائف وان يجري اختيار هذه اللجنة من ذوي الخبرة والوطنية والنزاهة والحيادية.
(2) اجراء جرد شامل في كافة مدن العراق بحثاً عن حجم التدمير وتوثيق تفاصيله بالارقام واسماء اصحابها وحجم الدمار في المؤسسات والمعامل والجسور وبنايات المواطنين وحاجاتهم العينية بالتنسيق مع لجان مماثلة في كل محافظة وتوابعها واسماء شهدائها وان تعلن هذه التفاصيل كي يجري الرد على بعضها ان وجد، هذه مهمة استثنائية شاقة لكنها ضرورية تجاه الخراب الشامل بالارواح والممتلكات.
(3) حصر أي معونات مادية وعينية من أي جهة محلية او دولية بصندوق هذه اللجنة العليا والاعلان عن التفاصيل والمبالغ والدول المانحة ووجهة الصرف حسب تسلسل الاوليات بشفافية عالية مع علم الناس واخذ ملاحظاتهم والاقتراحات بنظر الاعتبار ثم مخاطبة كافة الدول والمنظمات بهذه الوجهة فقط وتقديم دراسة متكاملة عن حجم الاضرار في العراق من بنايات وحقول وشهداء وممتلكات ومن الاسباب الموجبة لهذه المعالجة كمشروع مقترح ان هناك تطاول على اموال ومساعدات النازحين وجولات استجداء من الدول غير معلومة التفاصيل واين ذهبت ثم ان هناك مئات العناصر ممن تدنست ايديهم بدم الابرياء يضعون انفسهم مدافعين عن حياة وبؤس النازحين والبعض حتى يمنح لنفسه صفة كما يروق له دون علم وموافقة الجهات الرسمية العليا، واخرين ينحازون لمناطقهم تحديداً وهناك من ارغم وكلاء توزيع الارزاق باستلام مادة الرز الفاسدة التي حتى الدجاج يرفض تناولها وغير هذا من الحالات التي تجري باتجاه التفاقم والتناحرات والثارات المجتمعية ولتلافي كل ذلك لابد من الفرز بين فريقين الابرياء من الشعب عن حثالات اذاقت الناس العذاب وعبثت في البلاد فساداً وفوضى.