المنبرالحر

سوالفهم المكّسرة * / احسان جواد كاظم

- فرضت الدولة الاسلامية داعش الجزية على المسيحيين في الموصل وسهل نينوى. احزاب الاسلام السياسي الشيعية والسنية الحاكمة عمّمتها على جميع العراقيين ولم تحصرها بأهل الكتاب، من باب المساواة. وذلك من خلال سرقتها لثروات البلاد والمال العام وتجريد المواطنين منها وهم صاغرون، والما يعجبه يولّي لبلاد الكفر !.
وبهذا فهم عدلوا مرتين... الاولى، في توزيعهم العادل للظلم على كل العباد، وكان لهم في سلفهم المقبور اسوة حسنة. والاخرى تقديم الاموال لمن يحافظ عليها من طمع الرعاع في جيوبهم حلالاً بلالاً.
خصوصاً وانهم متمسكين، بالديمقراطية للگشر(بمعنى آخر للنخاع ). فديمقراطيتهم Democracy تتطابق مع تفسير المأسوف على شبابه معمر القذافي الذي يقول، بأن
آتية من ديمو وكراسي. وقد طبقوا نظريته ببراعة من خلال عراكهم الديّكي على الكراسي رغم تحاصصهم وتوافقهم ومقبوليتهم الانتخابية.
الشيء الوحيد الذي ابدع الفقيد في توصيفه لهذه الديمقراطية، هو تسمية ممارسيها، من هالنمونه، وبهذا الشكل ب " دهماء الكراسي ".
المرحوم كان عنده طلعات فكاهية ما تنّسي !
- على طاري الجكسارات ( سيارات الدفع الرباعي المدرعة المظللة التي يستخدمها المسؤولون عندنا واغلبيتهم العظمى من المتوظئة اياديهم و المبصومة جباههم )، التي تكون على شكل موكب طويل من الحمايات والاعوان المسلحين وما تسببه من مضايقات للمواطنين بغلقها للشوارع وخلقها للازدحامات المرورية وتعطيلها لأشغال الساعين على باب الله.
نذّكرهم بما قد يجرح مشاعرهم المرهفة، انه قيل... كان الامام علي قد ركب لحاجة، فتبعه رجل يمشي خلفه. فقال له علي : " ارجع ! فان مشي مثلك وراء مثلي فتنة للمتبوع ومذلة للتابع ". / نهج البلاغة /.
بس منو يقرا، منو يكتب ؟ فالسيارات المدرعة والحمايات المسلحة يعتبرونها ضرورة من ضرورات ابهة السلطة وسطوة الحاكم... وامام الفقراء والمتقين وسيد البلغاء والمتكلمين كان يبالغ كلش.
ومن قصص التراث الطريفة التي تتكرر اليوم على شكل مأساة... انه صادف وجود سيبويه المصري ( محمد بن موسى الكندي ) مرور موكب حاكم مصر حينها.
فسأل احد المتفرجين :" ما هذه الاشباح الواقفة، والتماثيل العاكفة، سُلطت عليهم قاصفة، يوم ترجفُ الراجفة، تتبعها الرادفة، وتعلى لهم قلوب واجفة ؟
فقال رجل :" انه الأخشيد ينزل الى الصلاة ! "
فقال المصري :" أما كان يكفيه صاحب او صاحبان، ولا حاجب ولا حاجبان، ولا تابع ولا تابعان. لا قبل الله له صلاة، ولا قبل له زكاة، وعمّر بجثته الفلاة...
فضحك الناس وحسبوه مجنوناً.
- تجمعت مجموعة من الباحثين عن الحسنات، كما في منجم ذهب، في منطقة منصورية الجبل في محافظة ديالى، كما جاء بالاخبار، لتقوم باصلاح بيوت الله التي خربتها الدولة الاسلامية ايام مجدها الباقي والمتمدد قبل سحقها...
في غمرة بحثهم الملهوف هذا، نسوا بان لديهم اهالي متهجولين في البراري يعيشون في مخيمات بائسة في هذه الاجواء الباردة واطفالهم بدون مدارس ومرضاهم وحواملهم يحتاجون لمستشفيات تعالجهم.
هل من يسلّفني ضحكة ؟!!
او حتى يضحك عني بالنيابة، وله الاجر والثواب.
* السالفة - تعني الحكاية باللهجة العراقية الدارجة.
المكّسرة - تعني عراقياً، بالتافهة.