المنبرالحر

العراق _ في الذكرى الثالثة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي..! / باقر الفضلي

حينما يجري الحديث عن أية ذكرى، إنما ينصرف الذهن الى تأريخ محدد بالذات، وعن الشيء المقصود بالذكرى؛ وفي حلول الذكرى الثالثة والثمانون عن تأسيس الحزب الشيوعي العراقي، إنما يجري الحديث، ليس فقط عن الحزب الشيوعي العراقي كحزب سياسي حسب، بقدر ما ينصرف الى الحديث عن تأريخ شعب لما يزيد عن ثمانية عقود بكل ما فيها من أمجاد ومن شدائد وصعوبات، وعن كل ما قدمه هذا الشعب من تضحيات، وما حققه من إنجازات، ونجاحات في سبيل مصالح هذا الشعب ومن أجل مستقبل الأجيال،الأمر الذي يمثل فيه الحزب الشيوعي في كل ما تقدم، المرآة التي عكست كل ما صورته تلك النجاحات وما عنته ولا زالت تلك التضحيات، في سبيل وحدة هذا الشعب والحفاظ على تماسكه وتجانسه الإجتماعي وتقاربه ووحدة مصالحه القومية والوطنية..!
فالحديث عن ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي، بكل ما تعنيه من مسيرة ثمانية عقود من الزمن، إنما تعكس حقيقة ما قدمه الشعب العراقي بكل تجانسه الوطني، وتوائم طبقاته ، التي وجدت في صفحات هذا الحزب التأريخية، كل ما يسجل صفحات نضالها، وتأريخ أمجادها المكتوبة بحروف من نور، والتي أطرتها النجوم الزاهرة من نخب المناضلين الشيوعيين، من قادته الأبرار الميامين، أمثال الرفاق الشهداء؛ فهد ورفاقه الأبرار، والشهيد الرفيق سلام عادل، ومن جموع الشهداء الذين كانوا في طليعة صفوف الطبقات والفئات المناضلة في سبيل مصالح الوطن والشعب العراقي، ، من الذين تظل ذكراهم، خالدة في سماء النضال العراقي، ومن الذين وقفوا مرخصين حياتهم في سبيل إعلاء كلمة الوطن والحفاظ على سيادته، ووحدة الشعب العراقي، والدفاع عن الديمقراطية، وحرية التعبير والإختيار..!
كل ذلك تجلى في نضالات الحزب الشيوعي العراقي، طيلة العقود الثمانية الماضية، وفي وقفاته المشهودة في توحيد الصف الوطني، والعمل المتواصل من أجل تكوين الجبهة الوطنية الديمقراطية، وتراص الصفوف الوطنية، على جميع الأصعدة، وله في ذلك من المواقف، التي لا زالت الذاكرة العراقية حية في تداولها، وإستلهام الدروس الغنية من مآثرها الرائعة، ومن ما ألهمته للأجيال ولا زالت، من عبر لا يمكن الإستغناء عن معانيها..!
فمجرد إستعادة الحديث عن مرور الذكرى وكما تمت الإشارة اليه فيما تقدم، وفي هذا الوقت المعقد والصعب من حياة العراق، يصبح للذكرى تميز خاص، من أنها تأتي في مثل هذا الوقت، الذي تسجل فيه مواقف الحزب الشيوعي العراقي من الحياة السياسية العراقية، مسيرة واضحة الإتجاهات بشأن ما يتعلق بألإصلاحات السياسية المطلوبة في العملية السياسية، لما يمثله الحزب من قوة سياسية، لها تأريخها المشهود في النضال السياسي والوطني، وله إعتباره على المستوى الجماهيري والشعبي، حيث يمثل التمدد المتواصل لنضال الحزب طيلة هذه الفترة الطويلة، وطبيعة الظروف السياسية المختلفة التي مر بها، عبر ثمان عقود منذ التأسيس، ناهيك حجم التضحيات التي قدمها من خيرة مناضليه الإبرار، كل ذلك يجعل لمرور ذكراه الثالثة والثمانين نكهتها الخاصة ، ويمنح نضاله الدائم في ظل هذه الظروف، من أجل إنهاء المحاصصة، وإرساء قواعد وأسس بناء الدولة المدنية الديمقراطية، ما يعزز ثقة الشعب وأصدقاء الحزب بتلك السياسة، وأقل ما يقال عن طبيعة الحزب الشيوعي العراقي، هو ما يتصف به من الشعبية الواسعة بين صفوف المواطنين، وما يمثله من طليعة نضالية متميزة للطبقة العاملة العراقية وحركتها النقابية، وجموع الفلاحين والفئات الكادحة، طوال هذه العقود الطويلة من الزمن..!
كل التحية والتهنئة للحزب الشيوعي العراقي بهذه المناسبة التأريخية، والمجد والخلود لشهدائه الميامين..!
/ 31/3/2017