المنبرالحر

من كتاباتهم على الفيس بوك في عيد الشيوعيين

شجرة السنديان / طالب غالي
تمر الأعوام عليك وانت كشجرة السنديان ..تقاوم الأنواء والعواصف. وتمتد جذورك في عمق التربة العراقية
وتورق خضرة وافياء يستظل بها المتعبون
يا حزب الشهداء. ..
يا حزب الكادحين ..عمالا وفلاحين.
يا حزباّ سطر للمجد ملاحم الأقدام والبطولة والتضحيات .
وصار انشودة للوطنية والإخلاص والوفاء.
يا حزب الطيبين .هو ذا عيد ميلادك
الثالث والثمانين يجيء مزهوا بفرح الرفيقات والرفاق واعتزازهم بك لما لك من تاريخ نضالي ومواقف وطنية .
كلهم جاءوا يحملون سلال حبهم محملة
بالورد وموقدين شموع الفرح لاستقبالك
ستظل رغم تشابك الأزمنة والظروف
مصباح هدى وبشارة سعد لغد أجمل يأتي
بالمحبة والسلام في عراق حر وشعب سعيد.
مبارك عيدك يا حزبنا الشيوعي المجيد
كل عام وانت مكلل بالانتصارات والعزم من أجل الوطن والشعب.
سلاما من القلب إليك ومحبة واعتزاز.
*******
سعاد الجزائري
الجو العائلي هو البوصلة الأولى في توجيه مسارنا الفكري والعلمي والثقافي..
هاشم الأعرجي خال والدتي كان سجينا فترة الحكم الملكي مع فهد مؤسس الحزب الشيوعي العراقي..
وفي 1963 جاء ذات يوم صيفي، خالي سعيد الجزائري، الحاصل على اول شهادة دكتوراه بالطرق والجسور، إلى بيتنا وقد ارتدى عقالا وكوفيه وأطال لحيته، وهو الأفندي الأنيق الذي يجيد خمس لغات إضافة إلى العربية.. لم افهم آنذاك لماذا تغيرت هيئة خالي.. كما استغربت بقاء السيدة سلمى في بيتنا، لا اريد ذكر اسم عائلتها كي لا اسبب لها اشكالا.
وكلما نسمع طرقا على باب بيتنا يختفي خالي وسلمى في فتحة بناها جارنا البناء في جدار تحت السلم..
الكل يتحدث بهمس، وكلمة شيوعية تتردد كثيرا بين كلمات الكبار. كان عمري آنذاك عشر سنوات.
سألت امي:
- يمه شنو يعني شوعي. لم الفظها بشكل صحيح.
ردت امي بغضب:
- اسكتي معليج..هاي اكلة حارة كلش..
ضحك الجميع، فعرفت ان امي كذبت علي، و(الشوعي)، ليست اكلة حارة فقط بل طيبة كلش، يحبها الفقراء والكادحين كثيرا..
ضمن هذا الجو المشحون والمخيف سمعت لأول مرة بكلمة الشيوعية، ثم لاحقا بدأت اجمع الكلمات وأصفها مع بعضها فعرفت انه حزب يحب العمال والفقراء. وأن خالي وسلمى ينتميان إلى هذا الحزب وهما مختفيان عندنا، وهناك أشرار يلاحقونهما.
اتفقت امي مع جيراننا الذين صاروا عيونا تراقب هجوم الحرس القومي على البيوت في النجف واعتقال عوائل بأكملها ..كانت سنوات رعب وموت مئات الشباب والشابات في أقبية السجون..
كبرت وعرفت ان امي ايضا لها علاقة بهذا الحزب وبرابطة المرأة العراقية في مدينة النجف، التي لا تتقبل آنذاك ارتباط اسم امرأة بالسياسة.
والدي كان عضوا بارزا في الحزب الوطني الديمقراطي.. لكن امي وأخي زهير واخوالي في الحزب الشيوعي، وتدريجيا بدأت انحاز إلى الأغلبية الشيوعية في بيتنا.
مرة سألوا والدي:
- كيف ينتمي أولادك إلى الحزب الشيوعي وانت في حزب آخر؟ اجاب يومها
- تلك هي الديمقراطية!
في عمر الثامنة عشر انتميت إلى رابطة المرأة ثم انتميت إلى الحزب الشيوعي بعد فترة قصيرة..
اما دخولي حقل الإعلام فكان عن طريق الحزب الشيوعي ايضا، حيث التحقت بدورة صحفية في جريدة طريق الشعب رشحتني إليها السيدة بثينة الشريف بعد ان لاحظت اني اجيد كتابة تقارير لزيارتنا الميدانية كنا نقوم بها الى المناطق الريفية و الفقيرة لإقناع العوائل بإدخال أبنائهم في المدارس..
ركنت شهادة تخرجي من كلية الإدارة والاقتصاد جانبا، والتحقت بالعمل في جريدة طريق الشعب، قبل تخرجي بعامين.. حيث اذهب إلى الجامعة صباحا ومساء اداوم في الجريدة، بقيت هكذا حتى أنهيت دراستي وتفرغت بعدها للعمل في الجريدة..
تلك هي قصة انتمائي إلى حزب لم انتم إلى سواه.. وارتبط اسمي به منذ سنوات شبابي الاولى..
حزب قدم الكثير.. ومر بسنوات طويلة تحاصره قضبان السجون والموت، لكنه ظل اقوى من حديد تلك القضبان وانقى حزب عرفه تاريخ العراق السياسي..
ورغم مرور عقوده الثمانية لكنه حزب يتجدد بشبابه وشاباته..
********
المجد للحزب الشيوعي العراقي والكردستاني في الذكرى الـ 83
لتكن ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي والكردستاني، وهما حزبا الكفاح والعمل ، حزبا الفكر والتأمل والامل، حافزا لنا جميعا على تقوية مواقع الحزب الجماهيرية ، ورص صفوفه، والحفاظ على وحدته.. فالحزب قوتنا، والحزب سلاحنا الأكثر مضاءً في الدفاع عن مصالح وتطلعات العمال والفلاحين وفقراء المواطنين ، وكل شغيلة اليد والفكر.
حيدر الشيخ علي
*********
احمد شمران الياسري
قلت لصديقي المصري الذي كان يشتم الشيوعية واصحابها الكفرة المجرمين.
- هل تعرف مصريا ينتمي اليهم.؟
قال : معاذ الله..
- طيب هل عرفت عراقيا ينتمي اليهم ايضا؟.
قال : كلا..
قلت له: كيف تراني خلال فترة عملك في العراق. وكيف ترى العامل نعمة والمهندس نوزاد و...
اجابني: انهم افضل من عرفتهم هنا. انهم اناس طيبون كرماء. حتى اني احببت العراق لأجلهم واحببت عملي اقتداءً بهم..
قلت له: انهم شيوعيون ولكن اياك ان تخبر احدا او تقترب منهم اكثر، لانهم مراقبون من قبل اشخاص يعملون في الامن السري.
اجابني بصيغة ندم: والله العزيم!!. انا الي كافر وابن ستين كلب، عشان تكلمت من غير ما اعرف..
كل عام والناس الطيبون المخلصون لعملهم ووطنهم واهلهم بألف خير...
اسعد الله صباحكم...
**********
مبروك الذكرى83 ..
وسيظل مزهراً رغم الجراح
مجموعة في الفيس بوك تسمى نفسها (تنويريون) لا أعرف كيف دخلت هذه المجموعة ومن ادخلني ومن يشرف عليها ولكنني وجدت نفسي أكتب هذه الكلمات :
لست ناطقا عنه أو باسمه ولكنني أتفهم سياساته واثمن عاليا مواقفه الوطنية والعربية، وافهم انه يرفض استغلال الدين ورجال الدين للوصول لغايات غير دينية وله موقف مستقل ونقدي عن كيفية إدارة الدولة المدنية من قبل رجال الدين وله من الشجاعة عن يمارس النقد تجاه نفسه (النقد الذاتي).. كما وان سجله ناصع بأفراده ووزرائه في سجل الشفافية والنزاهة وهم الأمل الباقي للعراق.. تحياتي.
شاعر الحزب عريان السيد خلف يوصل صوت الحزب الشعري إلى جمهوره في البحرين ولاحقا الشارقة..
انا صديق الحزب والشعب العراقي من شماله إلى جنوبه كما يتغنى به جعفر حسن حين أمم نفط العراق يومها شدينا الرحال إلى بغداد المنصور لطلب العلم والمعرفة وقد تبحرنا بالثقافة والسياسة.. ودمتم.
بحريني محب للحزب الشيوعي العراقي
********
الفنان سالم الزيدي
نغتنم فرصة حلول الذكرى 83 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي لنتقدم باحر التهاني والتبريكات للشيوعين في ذكرى انطلاقة الفكر التقدمي والفعل الثوري لشعبنا العراقي في مواجهة الظلم واﻻستعباد وقوى العمالة واﻻستعمار..
لقد ناضل حزبكم منذ تأسيسه من اجل العراق وشعبه وترسيخ وحدة قواه الوطنية وبناء الدولة المدنية الديمقراطية عبر ارادة الجماهير من خلال اﻻنتخابات.
وقدم الشهداء ﻻجل الدفاع عن حقوق الناس في الحياة الحرة الكريمة....واليوم يقف في مقدمة الشعب لمحاربة اﻻرهاب والعنف والتطرف والفساد وبناء الدولة المدنية.. دولة الخدمات واحترام حقوق اﻻنسان..
نبارك هذه المناسبة العظيمة التي هي عيد لكل ابناء شعبنا العراقي.. ونشارككم فرحتكم
والمجد والخلود للشهداء وتحية اكبار واعتزاز للشيوعيين وحزبهم المناضل في ذكرى اﻻنطلاقة.
********
وائل المرعب
تحية عطرة للشيوعيين العراقيين في مناسبة الذكرى (83) لتأسيس حزبهم المناضل، وتحية إجلال وإكبار للآلاف من شهدائه الأبرار الذين اعتلوا أعواد المشانق والذين غيّبوا في دهاليز الأقبية والزنزانات عبر مسيرة كفاحه المضني.
*********
نضال القاضي
تحية للحزب الشيوعي العراقي في مولده.
كل عام والشيوعيون وكل الشرفاء في كل مكان بخير.
*********
افراح شوقي
مبارك لنا حزب الشرفاء..
انا معهم أمضي وراسي مرفوع
**********
معد فياض
83 سنة من عمر الحزب الشيوعي.. للأسف لا وطن حر ولا شعب سعيد..
المجد للرفاق شهداء الحزب..
تحية للرفاق أعضاء الحزب..
تمنيات مخلصة لان يحقق الحزب المزيد من الانتصارات.
********
الحزب الشيوعي .. ميلاد وذكريات
وديع شامخ
في عيد ميلاد الحزب الشيوعي العراقي هناك الكثير لقوله سياسيا وفكريا واخلاقيا وجماليا بحق هذا الحزب المدرسة، ولكني اليوم اريد الاحتفاء بكوكبة الشهداء الشيوعيين ومنهم اخي الشهيد صبري شامخ، الذي كان اخي وقدوتي ومعلمي. اريد ان أفتح خزانة اسراره في مخطوطة ديوانه الشعري الشعبي «شمعة بدرب مهجور» والتي انجزها في سبعينيات القرن العشرين، وبقينا نحن آل شامخ نحتفي بها ونحملها أثرا خالدا للراحل الكبير، لقد كان الراحل ابو فراس شاعرا شعبيا ويكتب في الفصحى احيانا وقد انصفه اخيرا الشاعر والمترجم المبدع كريم كاصد في كتابه الاخير. كما كان خطاطا ورساما ومثقفا ومحبا للناس حتى بذل نفسه الأعز في سبيل مبادئه ..
هذه لقطات مصورة من ديوانه الذي اتشرف بالاحتفاظ به منذ السبعينات ولحد اللحظة واتمنى ان انشره في كتاب خاص في يوم قريب ..
*******
معطف الحزب الشيوعي
د. ماجد الحيدر
برأيي المتواضع أن نصف الأدب العراقي المعاصر (على الأقل) قد خرج من معطف الحزب الشيوعي.. شكرا أيتها المدرسة الكبيرة المعطاء.. لا ينكر فضلك إلا جاحد، حتى لو اختار طريقاً مختلفاً بعد حين !
*********
اشياء بحاجة إلى مراجعة
عمران العبيدي
اولا مبارك لجميع اصدقائي من الشيوعيين. سواء منهم المنتمين او الموالين والمشجعين...فالحزب الشيوعي حزب عريق يشهد له الجميع. نتمنى للجميع المزيد من النضال في سبيل المباديء الانسانية.
ملاحظتي...مواقع التواصل الاجتماعي فيها اعداد كبيرة من الموالين لهذا الحزب العريق الكبير.. وهذا ما اكتشفته ببساطة من الكم الهائل من المحتفلين والمهنئين وهؤلاء بالطبع يشكلون القاعدة الانتخابية بالنتيجة هم وعوائلهم. لكن الغريب انك تكتشف ان هذا الحزب في احسن الاحوال يفوز بمقعد يتيم.. على الشيوعيين مناقشة ذلك بواقعية وجدية.. محبتي للشيوعيين جميعا..
مع ملاحظة اني لست شيوعيا ولا انتمي لاي حزب او حركة.. تمنياتي للجميع بالموفقية.
***********
تلك الصبية في شارع الكفاح
بقلم: جمعة الحلفي
ذكرني رفيقي القديم الشاعر جواد وادي، الذي يقطن المغرب منذ سنوات طويلة، بفترة عملنا الحزبي المشترك في مدينة الثورة، واستجابة له أكتب هذه الشذرات عن تلك الأيام الخوالي بالترافق مع ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي.
في بداية السبعينيات كان العثور على مكان لعقد اجتماعاتنا الحزبية يشكل معضلة لنا، لأن معظم عائلات رفاقنا كانت تخشى وترفض عقد مثل هذه الاجتماعات في منازلها لأسباب أمنية بالطبع.
تفاقمت هذه المعضلة بعد اشتداد سواعد البعثيين في المدينة، التي كانت قبل ذلك بسنوات قليلة، حكراً على الشيوعيين واليساريين.
في تلك الأيام كان الانتماء للبعث أمراً مخجلاً بسبب تاريخهم الدموي المعروف، لهذا كان البعض من المعارف أو ابناء المنطقة الذين انتموا للبعث، يتجنبون الاعلان عن ذلك.
كان صديقنا (رحيم) النائب الضابط، يتأمل الترفيع الى رتبة أعلى فدخل ما سمي حينها "دورة ضباط الموس" التي تشترط الانتماء للبعث. كان عندما يأتي الى المقهى يحمل معه كتيباً صغيراً يخفيه عنا ويقرأ فيه خلسة، كان هذا الكتيب هو النظام الداخلي للبعث.
نعود لأزمة عقد الاجتماعات التي كنا نضطر أحياناً لعقدها في الحدائق العامة برغم مخاطر ذلك. في تلك الأيام انضم لهيئتنا رفيق جديد هو الصديق جواد وادي، الطالب في الجامعة المستنصرية حينها، كان جواد يتحايل على عائلته ليعقد اجتماعات الهيئة في غفلة منها. يقول جواد لوالدته أن لديه ضيوفاً على الفطور فنأتي صباحاً لعقد اجتماعنا. في يوم من الأيام قالت له والدته: "يومه جواد أنا ماسامعه بعمري واحد يعزم على ريوك"؟
بعد أن علم شقيقه الكبير بهذه الاجتماعات ومنعنا من عقدها، وجد لنا جواد حلاً سحرياً، أن نعقد اجتماعاتنا في بيت خالته، الذي يقع على الشارع العام، مستثمرين انشغالها بعملها في سوق الجوادر القريب من البيت.
غلطة قاتلة ارتكبها جواد في مرة من المرات، اعطى أولاد خالته الصغار بضعة دراهم وقال لهم اذهبوا لتشتروا بها، فذهب الأولاد مباشرة الى والدتهم في السوق، وعندما سألتهم عن الأمر قالوا لها (جواد وجماعته كاعدين بالبيت) فهرعت نحونا مثل عاصفة هوجاء وهي تصرخ (ولك جواد تريد تذبنا بتوهكه) لم يكن أمامنا سوى حمل ماخف من اغراضنا وأوراقنا والفرار بجلودنا.
كان مشهداً مروعاً لأننا هربنا أمام أنظار اصحاب المحلات المجاورة لمنزل خالة جواد العزيز.
**************
في ذكرى الحزب الشيوعي العراقي !
هادي الحسيني
في كتاب ذاكرة النخيل لعزيز الحاج والذي يتحدث فيه عن ذكرياته وايام نضاله في صفوف الحزب الشيوعي العراقي، يروي انه كان معلماً في احدى المدارس بمدينة الكوت، ويقع خلف المدرسة تماماً سجن الكوت الذي يُعتقل فيه مؤسس الحزب الشيوعي يوسف سلمان يوسف (فهد). وكان قد حكم عليه بالاعدام ابان الحكم الملكي اواخر العام 1948 وبانتظار تنفيذ الحكم. وقد اتفق رفاق فهد ان ينقذوا رفيقهم من الاعدام الامر الذي جعلهم ان يفكروا بحفر نفق من المدرسة التي يدّرس فيها الحاج وبمساعدة بعض الطلاب وحتى زنزانة رفيقهم سكرتير الحزب، واستمروا في عملهم اياما واسابيع من دون ان يعرف احد بهم .
في تلك الاوقات كان مدير السجن يرسل احد الحراس ليأتي له بالرفيق فهد ويجلسوا سوية يلعبوا الطاولة ويشربوا الشاي ويدخلوا في حوارات طويلة عن الكثير من القضايا، حتى إن مدير السجن الذي كان مبهوراً بشخصية فهد سأله ذات يوم قائلا : لو أتيحت لك فرصة الهروب من السجن بطريقة او باخرى فهل سوف تهرب؟ وتجعلني اذهب الى السجن مكانك وافقد وظيفتي؟ وعائلتي ستصبح فاقدة الاب؟
فرد فهد قائلا: اقسم لك بشرفي الشيوعي إذا اتيحت لي مثل هذه الفرصة فسوف لن اهرب ابداً وانتظر تنفيذ حكم الاعدام عليّ!
بعد ايام تمت عملية حفر النفق والوصول الى زنزانة الرفيق فهد. كان الوقت مساءً وكل شيء على ما يرام فثمة سيارة تنتظرهم في باب المدرسة لكي تقلهم الى مكان ما. وعندما دخلوا على رفيقهم قالوا له : السيارة بانتظارك في الخارج لتنقلك الى المكان الآمن ايها الرفيق .
فقال لهم فهد : لقد اعطيت كلمة شرف بالقيم والمبادىء التي نحملها ونناضل من اجلها الى مدير السجن ان لا اهرب لو اتيحت لي الفرصة..
فآثر الذهاب الى المشنقة بشجاعة وقوة ورجولة قلّ نظيرها، وأبى ان يهرب ليترك مدير السجن عرضة الى الاعتقال وتحطيم مستقبله !!
بهذه الاخلاق الراقية وبهذه الشجاعة النادرة استطاع سكرتير الحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف ان يعيش بضمير العراق وان يبني مجده ويشيده داخل قلوب الفقراء من الطبقة العاملة، لا ان يبني قصراً او جاهاً من اكتاف البسطاء ويفرضه بالقوة والجبروت الذي هو آيل للزوال لا محالة ..
وها هو شهر آذار الحالي الذي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ مولد الحزب الشيوعي العراقي يعيد لنا ذكريات فهد ورفاقه ونضالهم الذي لا يضاهيه نضال على مدى اكثر من ثمانين عاما..
ولا اعرف بالتحديد كيف ارتبط شهر نيسان بتاريخ ولادة حزب العفالقة القتلة , الحزب الذي جلب الويلات والمصائب للعراق وهذا الشهر هو موسم الربيع الجميل وتفتح الحياة بطريقة حقاً ينذهل لها الانسان ويحس ان الحياة فعلا جميلة وتستحق العيش .. لكن عندما ولد البعث العفلقي اصبح الناس يكتفون بشهر أذار ربيعاً لهم كونه شهد في اخر يوم من ايامه ولادة الحزب الشيوعي العراقي , ذلك الحزب الذي اعطى من التضحيات الجسام التي لا تصدق على يد الحزب العفلقي الهمجي المولود في السابع من نيسان ولكن بعد ثلاثين عاماً من ولادة حزب " فهد "
وكم حاول البعثيون ان يمحوا تاريخ الحزب الشيوعي لكنهم فشلوا فشلاً ذريعا في ذلك. وكيف لا وقد قال عنه حسن محسن عوينه يوم اعدامه:
(حصن حزب اشاده فهدُ ** كيف تستطيع هدمه قردُ) !
واليوم نشاهد حزب فهد مازال عالياً ويحاول الامساك بنجوم السماء , ورفاقه كانت تنصب اليهم المشانق العاليات من قبل البعثيين السفلة الذين فضح الله عهرهم وألبسهم ثيابا رثة ووجوه سوداء الى يوم يبعثون!
وظلت تخرج علينا بؤر الارهاب الهمجية لتحاول خلخلة التوازن في الشارع العراقي من خلال احداث التفجيرات وقتل الابرياء من المدنيين في مناطق مختلفة من العراق, كي تنتقم وتثأر لفلول البعث الذي كنا نسمع ونقرأ شعاراته دائما بانه البعث الصامد , لكنه لم يصمد ولو ليوم واحد , يا للمهزلة لهذا البعث ...
عندما كنا في المدارس الابتدائية كانوا يقرأوا علينا بيت الشعر التالي :
( بعث تشيده الجماجم والدم تتهدم الدنيا ولا يتهدم!)
لقد صدقوا في صدر هذا البيت, حيث شيدوا هذا الحزب على جماجم الابرياء , باعداماتهم اليومية ومجازرهم الوحشية المستمرة !
وكان بيت الشعر اصلا: وطن تشيده الجماجم والدم، وقائله الجواهري، لكنهم غيروا كلمة الوطن بالبعث وقد خاب ظنهم في عجز البيت , فالدنيا مازالت قائمة ولم تتهدم, انما قد تهدم البعث واصبح في خبر كان !
بينما يحتفل الشيوعيون اليوم بميلاد حزبهم بكل علو وشموخ
ليرشوا الورد فوق قبور فهد وحازم وصارم وغيرهم الالاف من المناضلين
وليكتبوا تهانيهم فوق قبر سلام عادل، ذلك البطل الذي اذاقوه في زنزانته شتى انواع التعذيب، حتى قلعوا عينيه، وكان شامخاً ولم ينل منه احد. استشهد سلام عادل ليكون مثالا كبيراً على الصمود والتحدي من اجل القيم والمبادىء العليا السامية، وسار الكثيرون على دربه ..
ويمضون بدربهم درب الحرية
من اجل ان يتحقق السلام في هذه الارض
ومن اجل ان لا نمشي بدروب الظلام المستبد
الظلام الدامس
آه من الظلام , لقد انتهى الان،
لكن ثمة عقبات ستزول حتماً ...
***********
السلام على صناع السلام
صلاح زنكنه
كنتُ غضا يافعا مطلع السبعينات حين تلمستُ للمرة الأولى ملامح الفكر الشيوعي عبر أناس نذروا أنفسهم لنصرة هذا الفكر العتيد الذي تشرب في وجدانهم وضمائرهم , ولما أشتد عودي قليلا وتفتحت خلايا الوعي عندي وجدت ضالتي في أدبيات الحزب الشيوعي التي كانت بمثابة كوة فسيحة أطل من خلالها على العالم وتموجاته وتقلباته وصيرورته ولأنفض عن كاهلي أكوام من الأوهام والبدع حتى طلقت السماء وأنشغلتُ بالأرض عبر فيض الماركسية اللينينية التي بهرتني بطروحاتها الواقعية والانسانية , وكانت جريدة طريق الشعب اليومية والفكر الجديد الأسبوعية ومجلة الثقافة الجديدة الشهرية مصدري البكر في تهجي الف باء الثقافة والفكر والمعرفة لأنطلق الى الحياة بذخيرة وعي شديد الأهمية هو سر أصالتي وتوهجي ونقاوتي .
سلام على ماركس الأب الروحي الذي أنزل الفلسفة من علياء السماء ومرغها بوحل الأرض , سلام على لينين صديقي العظيم الذي جعل الفكر فعلا والنظرية سلوكا , السلام على فهد وصارم وحازم وسلام عادل الذين خطوا بدمائمهم لوحة السلام والأمل والحرية .
السلام كل السلام على العراق والشيوعيين العراقيين وهم يحتفلون بميلاد حزبهم ويسعون لوطن حر وشعب سعيد.
**********
إلى إعصار الأحرارفي الذكرى الثالثة والثمانين لميلاده
رائد محمد نوري
مسيرة نضالية مضمخة بدماء الشهداء الزكية وعرق المناضلين الكادحين الطاهر
تمنياتي القلبية الحارة أن يصان هذا الإرث العراقي الإنساني العظيم من الطارئين والمنافقين والطامحين إلى غير تحرر العراق وازدهاره وسعيه لتحقيق العدالة الاجتماعية وسيادة القانون والمساواة أمامه ورقي شعبه
وأن يكون حاضر المسيرة مشرقاً مفعما بشتلات الأمل العطرة بعطور المحبة الصادقة
وأن يكون غدها مثمراً (وطناً حراً وشعباً سعيداً)
***********
محبة لكم
يطيب لي ان اهنئكم في الذكرى العطرة لتأسيس حزبكم العتيد، الذي يتقدم الصفوف بالرغم من الظروف السلبية القاهرة والتراجعات الموضوعية المؤلمة.
الف محبة لكل الاخوة الذين يحفرون امل المستقبل باظافرهم في صخرة الواقع الصعب في سبيل وطن حر وشعب سعيد.
حميد خنجي
البحرين
********
حزبنا النبيل هو الخير في كل عام
في مناسبة الذكرى الثالثة والثمانين لعيد ميلاد حزبنا الشيوعي العراقي، اقدم التهاني الى جميع رفاق الحزب واصدقائه، متمنية تحقيق الاماني بالوطن الحر والشعب السعيد، بالعدالة الاجتماعية والدولة المدنية الديمقراطية. ونحن نسير على الطريق القويم الى الامام يدا بيد مع العامل والفلاح وكل ابناء الشعب العراقي الغيور.
حزبنا هو فخرنا ونهجنا ، وعهدا منا ان نمضي في المسيرة نفسها بخطوات واثقة من اجل عراق أفضل، ومن أجل السلم الاهلي لجميع اطياف الشعب .
ايمان الهاشمي
محاسب قانوني ومراقب حسابات
***************
كنت شيوعيا!
عامر بدر حسون
بودي ان استذكر بطلا من مدينتي اسمه رزاق شعلان.. المعلم والمناضل الشيوعي. فهذا الشخص الذي مر بمحطات قاسية في حياته كان في بدايته ونهايته مثل ابطال القصص والروايات:
كنا نلعب كرة القدم كشباب صغار في الدرابين او في ملاعب صغيرة. فجاء وبدأ يدربنا على اصول كرة القدم ثم انه شكل فريقا منا اسماه فريق الفتيان (استخدمت اسم الفريق في احد مسلسلاتي التلفزيونية من باب الوفاء او مداعبة تلك الايام).
كان يقضي معنا وقتا طويلا وشاقا دون حديث في السياسة وكان يراقبنا وينظم لنا المباريات.. لكنه نتيجة تلك المراقبة كان ينفرد في نهاية كل تدريب او لعبة بمن يختاره ويخرج من جيبه وبسرية تبهر الشباب، جريدة الحزب ويعطيها مع توصية بقراءتها سرا!
وقد اعطاني تلك الجريدة يوما ومن يومها تغير مصيري!
***
كان المعلم رزاق شعلان مؤسس منظمة الحزب في مدينة المحمودية، ومعه خضت "اخيب" تجربتين لي:
الاولى عندما طلب مني ان البس دشداشة واتدبر غترة او يشماغ ونتنكر كقرويين ونذهب الى الريف ونقضي ليلتنا هناك!
- ثورة؟
- لا! ولكن يجب ان نزور التنظيم الفلاحي هناك!
كان هذا في اواخر العام 1968 وكان حزب البعث في السلطة منذ شهور قليلة.
ولا ادري كيف وصلنا الى هناك وكيف تجاوزنا الكلاب السائبة والظلام الكثيف.. لكن تلك التجربة اطلقت خيالي المليء اساسا بالقصص والروايات.
دخلنا اخيرا الى بيت هو عبارة عن غرفة طينية فقط! خبزت فيه الام وصلّت واعدت الشاي، وجلسنا قربها نتحدث في انتظار فلاحين اخرين ليبدأ الاجتماع بحضورها!
كنت سعيدا بذلك الفلاح الفقير والشاب وهو يردد كلمات مثل البرجوازية والامبريالية بطريقته المحببة، وكلما اغرق الاستاذ رزاق في شرح النظرية كان الفلاح يلتفت الي ويسأل:
- رفيق شوكت توزعون السلاح علينا؟!
كان يوجه السؤال لي ظنا منه انني مشرف من الحزب.. فقد انتبهنا ونحن في الطريق الى ان الفلاحين هم زبائن ابي (العلوجي) فاقترح علي ان احتفظ بلثامي حتى لا يكشف التنظيم!
وهكذا تم القضاء على مستقبلي كقائد للفلاحين!
***
وكانت المهمة الخائبة رقم اثنين عندما كلفني بقيادة اجتماع لمثقفين في المحمودية بشكل علني وبهدف تأسيس فرع لاتحاد الادباء في المحمودية.
فقد اتصل بمجموعة مثقفين (اكثر من عشرة) كلهم من القراء، اي لا كاتب ولا فنان بينهم.. وكان علي ان اقودهم وكلهم اكبر مني في العمر بسنوات!
وصرنا فرجة في الاجتماع المكشوف للعدو والصديق، والذي عقدناه في مقهى قرب سينما المحمودية الصيفي، لكنني كنت قابضها جد خصوصا وانه لم يكن حاضرا في الاجتماع!
وبعد ساعتين انتهينا على امل الاتصال بهم ثانية لكننا لم نفعل.. فقد عرفنا ان شروط الانتماء للاتحاد لا تنطبق على اي واحد فينا!
***
لم يكن امام ابناء جيلي يومذاك الا خيارين:
اما بعثي او شيوعي!
وقد اخترت الافضل والاصعب.. والاكثر اثارة للخيال في الدفاع عن العدالة والفقراء.
وقد تم ذلك عن طريق رزاق شعلان، الذي استطاع بناء منظمة للحزب في المحمودية وعانى في ذلك العمل ما عاناه .. وعندما كبر بعض الرفاق صاروا منافسين له لكنه لم يكن منزعجا، فقد اعتاد دفع الاخرين إلى الواجهة ووضعهم على طريق النجاح والمنافسة.
وعموما كان هو العنصر المكشوف في المدينة وكانت اغلب الضربات توجه اليه.. لكنه انتهى على يد البعث في وقت مبكر:
اقتادوه الى مديرية الامن العامة ببغداد وعاد محطما وقال:
- لقد انتهى كل شيء!
كم كان التعذيب قاسيا ووحشيا اذن؟
وتحول بمضي الوقت الى مدمن في مجتمع لا يرحم الضعف الانساني ولا الطاقة المحدودة للبشر.. ووجدها البعثيون فرصة لينكلوا به ويشوهوا سمعته ثم انتهى الى قتيل في ظروف غامضة!
واذ يتذكر اليوم الشيوعيون ابطالهم وشهداءهم فإنني اود ان اتذكر صاحب التضحيات الهائلة والخسارة المريرة رزاق شعلان..
لقد كانت حياته خلطة مذهلة من البطولة والتضحية ثم الانكسار والخسارة والنبذ من مجتمع يقدس القوة.
***
وكنت شيوعيا في افضل واصعب سنوات عمري: سنوات الشباب والامل.
وعندما تركت الحزب كان الامر كما دخلت اليه اول مرة: بإرادتي ودون مشكلات او ضغوط.
وقد غادرت الحزب قبل اكثر من ربع قرن.. لكنني ما زلت مدينا له بأفضل ما حصلت عليه.
واعتذر من القراء الظرفاء، اذ لا اسرار عندي للبوح بها ومن لديه مشكلة مع الحزب فليؤجل التعبير عنها اليوم مادامت المناسبة هي مناسبة عيد..
اصدقائي رفاقي القدامى الشهداء والاحياء.. شكرا على كل شيء مع تمنياتي الطيبة!