المنبرالحر

حول العملية الارهابية في ستوكهولم / د. خليل عبد العزيز

العمل الارهابي الجبان في ستوكهولم اثبت من جديد بان الارهابيين الذين يتسترون بالشعارات الدينية ويسيرون تحت رايتهم السوداء الله اكبر ليس لهم أي علاقة بالمفاهيم الانسانية والحضارية وهم ثمرة الافكارالتي يبثها رجال دين يتلقون الدعم المادي من بعض الدول العربية وغيرها لتحقيق مصالحهم السياسية والعبث والاخلال بكل التوجهات التقدمية والديمقراطية . كما وان رجال دين معروفين امثال يوسف القرضاوي الذي تتبناه دويلة قطر وانضمت اليها الآن تركيا يبثون المفاهيم والآراء المتخلفة ويحاولون وقف عجلة التاريخ والابقاء على مظاهر التخلف والانحطاط في الدول العربية والاسلامية . القرضاوي الآن يروج للرئيس التركي اردوغان باعتباره قائداً اسلامياً واميراً للمؤمنين . ان عملية ستوكهولم تبين خطورة الافكار والمفاهيم التي تبثها منظمات دينية متطرفة والتي تتخذ من المساجد والمدارس الدينية أماكن لنشر الفكر والتوجه المتخلف ومعاداة التقدم والمباديء الديمقراطية . وأكدت وسائل الاعلام السويدية ان مدرسة دينية في ستوكهولم تعمل على الفصل بين البنات والبنين حتى في الباصات التي تنقلهم من والى المدرسة . وهذه المدارس والمنظمات تتلقى الدعم المادي الحكومي الذي هو في الاساس مخصص لتربية واعداد جيل ناشيء مسلحاً بالفكر الديمقراطي والانساني والعلمي . ان هذه المنظمات الدينية تعمل على " استيراد " بعض علماء المسلمين من الدول الاسلامية لالقاء محاضرات والدعوة الى التمسك بالافكار البالية . لقد قال احد هؤلاء " المستوردين " ان على الرجل الاسلامي في السويد منع زوجته الخروج من البيت بدون موافقته شخصياً ومعرفته اين ستذهب " حرمته " ومرتدية الحجاب الكامل وهذا ينطبق ايضاً على بناته . يذكر ان الكثير من هؤلاء الذين يتسترون بالاسلام يزاولون الكذب والخداع امام السلطات الحكومية للحصول بدون وجه حق على المعونات الاجتماعية . ان الارهابي القادم من اوزبكستان وصل السويد قادماً من تركيا التي تسمح للمواطنين المسلمين من بعض بلدان آسيا الوسطى بدخول الاراضي التركية بدون الفيزا . ان هذا الارهابي شأنه المئات من هؤلاء وعن طريق التهريب يصلون الى السويد ويتوحدون في منظمات وعصابات تزاول السرقة والاحتيال بأساليب متنوعة ضاربة عرض الحائط الانظمة والقوانين ومستغلة التصرفات والمعالجات الليبرالية من الجانب السويدي ان الارهابي الاوزبيكي رحمت عقيلوف كان معروفاً بتعاطيه المخدرات وبعيد كل البعد عن المفاهيم والمعتقدات الاسلامية ويقول احد اصدقائه انه كان لايعرف مراسيم اداء الصلاة لكنه كان ينشر في صفحته بالفيس بوك اخباراً عن المنظمة الارهابية داعش وصورا عن العملية الارهابية التي نفذها مواطنان من الشيشان في مدينة بوسطن الامريكية . لقد اصبح هذا الارهابي مؤيدا للمنظمات الارهابية وهو في السويد شأنه الكثير من المسلمين القادمين من البلدان العربية والاسلامية .وقال الارهابي رحمت في التحقيق الاولي بانه نفذ عمله ضد الكفار السويديين ورفض قرار المحكمة بتعيين محامي سويدي للدفاع عنه وطالب بان يكون محاميه مسلما وسنياً . ان هذا الحادث الارهابي يبين من جديد خطورة الافكارالمتخلفة التي ينادي بها بعض المسلمين المتطرفين في السويد والدول الاوربية والتي جاءوا هرباً من ظلم وقمع حكامها المسلمين ولكنهم في منفاهم اصبحوا يقلدون سلوك وتصرفات حكامهم .
ان ردود الفعل من قبل جماهير ستوكهولم كان فورياً فقداحتشدوا بمئات الآلاف في الساحة المركزية في المدينة حاملين باقات الورود ووضعوها في الاماكن التي استشهد فيها اربعة اشخاص وجرح خمسة عشر آخرين . كان منظرالجماهير المحتشدة مثيراً وهادئاً وكان الدموع تسيل على خدود بنات وابناء ستوكهولم المذهولين من هذا العمل الارهابي الجبان وقد شاهدت الكثير من المواطنات والمواطنين العرب وهم يشاركون في التحشدات الجماهيرية وكان من بين هؤلاء احد الشيوعيين العراقيين وكبير السن يسير تحت لوحة مرفوعة عالياً ومرسوم عليها مخطط للقلب ووسطها باللغة السويدية كلمات ستوكهولم في القلب . كما وان الجماهير المحتشدة وضعت باقات الزهور ولوحات الشكر والتقدير للبوليس الذي استطاع وخلال اقل من ثلاث ساعات القبض على الارهابي بعد هروبه من مسرح الجريمة . ان هذا الحادث الارهابي الذي نفذه رحمت عقيلوف بواسطة شاحنة سرقها قبل ذلك بدقائق وقام بسحق وقتل وجرح مواطنات ومواطنين ابرياء كان من بينهم طفلة في الحادية عشر من عمرها عائدة من مدرستها باتجاه الوصول الى بيتها وكذلك امرأة يتجاوز عمرها الثلاث والثمانين سنة لم يكن الاول في ستوكهولم اذ سبقه عمل ارهابي وقي نفس شارع الملكة وبمسافة لاتتعدى عشرات الامتار عن الحادث الثاني والذي جرى عام 2010 ونفذه الارهابي العراقي من اصول فلسطينية تيمور عبد الوهاب . ان الضحية الوحيدة في هذا الحادث كان نفسه الارهابي تيمور اذ ان الخوف والقلق والارتباك ادى الى انفجار الحزام الناسف قبل القيام بجريمته . . لقد اختار الارهابيان هذا الشارع بالذات لانه دائماً يشهد حشوداً من سكان ستوكهولم والسواح وفيه اهم المخازن والمحلات التجارية والسياحية .