المنبرالحر

حساب الصچم! / حميد حران

للمواطن العراقي ديون في رقبة الكهرباء، قد تفوق الكثير من القطاعات الأخرى التي نَهبَتْ خيرات البلاد وحرمت العباد، فعلى ضوء ما أُعلِنَ من أرقامٍ فلكية من واردات النفط التي رُصدت لهذا القطاع المتلكئ، وإذا ما إعتبرنا أن النفط ملك لجميع العراقيين بإعتباره ثروة وطنية، وليست إرثا خاصا خَلفهُ أجداد من يستحوذون عليه اليوم ... لظهر لنا مقدار ما أسهم به كل مواطن، بما تم تخصيصه لها من الدولارات الخضراء .
جديد الكهرباء المُحيِرْ هو خصخصة الجباية، إذ سيقوم مستثمر أو شركة وربما مجموعة شركات بجباية مستحقات الوزارة من المستهلك!!، ومن الطبيعي أن تكون هذه الجهة الداخلة على علاقة المواطن مع الوزاره باحثة عن الربح مقابل ما تقوم به من عمل، وأي كانت الجهة التي ستدفع لهم، سيكون الخاسر هو المواطن، سواء تم فرض إضافة مبالغ على الوحدات المستهلكة أو بتخصيص جزء من واردات الوزارة التي ستدخل منقوصة في حساب الميزانية السنوية العامة (لبقايا الدولة).. نسمع من جهات (مسؤولة) إن عملية خصخصة الجباية، ستحقق وصول الإيرادات للدولة، وضمان الخدمة لمدة 24 ساعة للمواطن، مع إلتزام تام بتسعيرة الحكومة!!، وهذا يُـثير تساؤلات: هل أن من يقوم بالجباية جهة خيرية تعمل لوجه الله بدون مقابل؟ هل تملك عصا سحرية ترفع سقف الطاقة المُنتَجَة ؟
هل تملك قوة غير قوة السلطة تستطيع إجبار المدين على دفع مابذمته؟
ما عرفناه عن أنشطة القطاع الخاص المتعاقد مع الجهات الحكومية بعد 2003 أنه طفيلي لا يخضع لأية ضوابط، وأنه بمجمله مرتبط بأشخاص نافذين يضمنون له الإفلات من يد العدالة عند إخلاله ببنود ما يتم توقيعه من عقود، فأية ملائكة هذه التي ستعمل في قطاع الكهرباء بأخلاقيات مختلفة، يكون همها سعادة المواطن بحل أزمة مستعصية إستنزفت نسبة كبيرة من إيرادات العراق في زمن إرتفاع سعر النفط دون نتيجة مقبولة؟ .يساورني شك أن ما سيحدث للعراقيين على يد (مخصخصي الكهرباء) يشبه ما حدث لـ (جباري) من جاره (محيميد)!.. فقد كان المسكين يُجهد نفسه وعائلته في موسم الحصاد لكي يؤمن الكفاف أو مادونه، يخزن قسم مما يحصل عليه من حبوب لتوفير قوتهم ويبيع القسم الآخر ويقسمه بين الكسوة وضرورات الحياة الأخرى بـ (صرر) كل واحده تختص بشأن، بينما كان (محيميد البطران) معتمداً على ما يأتيه من أشقائه العاملين في الكويت آنذاك يُمضي يومه في الصيد مستخدما بندقيته (الشوزن) التي إعتاد أهل القرية على سماع صوتها كل يوم خاصة في موسم هجرة الزرازير ، وفي صباح يوم مشمس حط سرب منها فوق بيت جاره ، وجه (البطران) بندقيته نحوها وأطلق، أُصيب جباري بعينه ب (صجمه) طائشه صرخت زوجته المسكينه وهي ترى الدم ينزف من عينه، تمالك الرجل نفسه وطلب منها الكف عن الصراخ ثم قال :
-(جاسميه) إطيني صرة من الفليسات المضمومات، خليني أروح للطبيب أتلاحگ لروحي.. أجابته .
- ياصره منهن تريدها؟ الحمره؟ الخضره؟ الصفره؟ .
-يجاسميه إحنه ابختج آنه حاسب حساب الصچم حتى أخليله صره ...
وسلامتكم من الصچم....