المنبرالحر

العلم العراقي !.. والراحل طيب الذكر مام جلال !!! / صادق محمد عبد الكريم الدبش

لا ادري لماذا كل هذا الصخب والجعجعة الغير مبررة !..
فَلَو كان لدينا دولة يعتد بها !.. تحكمها قواعد ونظم وضوابط الدولة الناجحة ؟
وتسير وفق قواعد وأسس تحكمها وتتبعها في كل شاردة وواردة ؟!..
لكان هذا الذي حدث في مراسم تشييع الراحل رئيس جمهورية العراق جلال الطلباني ، وغيرها الكثير من الأحداث المشابهة !..
لما كان له ان يحدث ابدا !!... كوّن الدول تسير وفق نظم وبروتكولات واضحة ومعلومة !...
والدول لا تسيير بطريقة الفعل وردة الفعل !.. ومن دون رؤيا واضحة ومعلومة !..
لو كان هناك من يقوم على إدارة الحكومة ، ويمتاز بالتبصر والاقتدار وسرعة البديهية ، والذي يأهله بالمبادرة واتخاذ ما يلزم وفي الوقت المناسب ، لما حدث الذي جرى ، كون من يمسك بيده سلطة القرار يتمتع بفن الإدارة الناجحة للدولة ، أو من المفترض ذلك ، ووفق الأطر الدستورية والأنظمة النافذة ، والتي تأهله باتخاذ كل الإجراءات والقرارات والمراسيم اللازمة والتي تحكم عمل مؤسسات الدولة وطريقة إدارتها بشكل ناجح ، وأن تكون مستعدة لكل حدث طارئ ، لتنظيم ذلك والإعداد له بسلاسة وانسيابية وتبصر .
فكيف إذا كان هذا الحدث يتمثل برحيل الرجل الأول في الدولة العراقية ، وحامي دستورها ، رئيس جمهوريتنا طيب الذكر جلال الطالباني ؟.. وهو حدث جلل ومصاب أليم .
وكان على الحكومة أن تتصرف كونها الجهة الوحيدة المسؤولة عن بسط إرادتها وسلطتها وهيبتها على كامل التراب العراقي ، وتتحمل المسؤولية الكاملة عن كل شاردة وواردة في البلاد !..
وكما نعرف فالأجواء العراقية خاضعة بشكل حصري بيد الحكومة الاتحادية !..
والطائرة التي نقلت جثمان الفقيد الراحل ، هي طائرة عراقية تابعة لوزارة النقل الاتحادية ، ولا تتحرك إلا بإمرة السلطات الاتحادية !..
كان بمقدور الحكومة العراقية ان توعز لهذه الطائرة بالهبوط في بغداد ، بعد أن تكون قد أعددت المراسيم وبما يليق لتلك المناسبة ، وتتم مراسم تشييع رسمي وشعبي في العاصمة كوّن الفقيد رئيس لجمهورية العراق !...
كان من المفروض ان تجري تلك المراسيم وبشكل يوحي للجميع بأننا نعيش في دولة ناجحة ، ولها مكانتها ويقوم على إدارتها أناس أكفاء ويتمتعون بالخبرة والدراية ، ويعكسون ذلك للرأي العام العراقي والعربي والدولي ، وبأنهم بحق رجال دولة ديدنهم ورائدهم الوطن ورفعته وسموه .
كان من الممكن تلافي كل هذا اللغط ، والتسامي عن الجراح والشرخ الذي حدث بعد 25/9/2017 م .
وتلافي كل التقولات والتنابز والمناكدات ، والتعنيف الى حد التخوين لهذا الطرف او ذاك ، او التأليب على الأخر !..
من الواضح وما شاهدناه مع شديد الأسف والحزن ، يتضح لنا بأن ( الدولة ومؤسساتها تسير بقدرة الله !!.. وبالتفاطين !! ) .. والدول لا تدار هكذا !؟.. والباقي لا يحتاج الى إضافات او الإسهاب والشرح .