المنبرالحر

أم غادة.../ تضامن عبد المحسن

ام غادة مثل كثيرات من العراقيات لها حقوق مسلوبة، الا انها لا تستطيع ان تستردها، بسبب انها امراة لا حول ولا قوة لها.. واليكم حكايتها المؤلمة... فهي شابة تزوجت في مقتبل العمر ولها من الاطفال ثلاثة، فقدت زوجها ايام الاقتتال الطائفي والقتل على الهوية، بعدها اضطرت لتزويج ابنتها رغم صغر سنها،كي توفر لقمة فرد من العائلة للباقين من اطفالها، فهي بالكاد توفر لقمة العيش لابنتها وابنها الصغيرين.
استطاعت ان تسجل فقدان الزوج في المحاكم على انه مفقود لكي تستطيع ان تحصل على راتب الرعاية الاجتماعية المخجل، الذي هو اشبه بالاستجداء، خاصة حينما يقترب العيد وتقترب ايام المدارس ويقترب موعد تسديد ايجار الشقة التي تسكنها وكأنها جحر.
ولانها صغيرة في السن ولان راتب الرعاية لا يكفي، فلم تستطع تدبير امر العائلة لوحدها، ما حدى بها للزواج مرة ثانية وبعد اربع سنوات، كان زواجا شرعيا ولكن غير رسمي والذي يسمى (زواج السيد)، تمنت ان تشعر مع الزوج بالأمان وتخيلت بانه الفارس المخلّص الذي سيبعدها عن شبابيك مكاتب (اللا رعاية) ويوفر لأطفالها العيش الكريم، وبمرور الايام اكتشفت انه سكير لا يقوى على ترك الخمر والتدخين فكان في كل ليلة و(بعد ان تلعب الخمر برأسه) يضربها ويكسر اواني المطبخ وأثاث البيت، وبسبب الضرب المتكرر على رأسها وآذانها، اصبحت تعاني من ثق? السمع.
بدأت معاناة جديدة بعد ولادة طفلها الاول من زوجها الثاني فصار لزاما عليها تسجيله في سجل الولادات، ولكن كيف وليس لها عقد زواج مصدق في المحكمة، ولا يمكنها ذلك لان زوجها الاول مازال مفقودا «حسب سجلات المحاكم الشرعية» واهله يرفضون ان يسجلوا وفاته اذ مازالت امه تنتظر عودته!! وحينما سألت ام غادة المشرعين.. اتضح انه لا يحق لها ان تتزوج الا بعد ثبوت وفاته.
ام غادة تعيش في دوامة، الفقر والحياة، الحلال والحرام، وهي لم تقترف ذنبا، لكنها لا تستطيع ترك زوجها الحالي، فلا اهلها يرضون بها وباطفالها ولا اهل زوجها المفقود يريدونها، بسبب ضعف الحالة الاقتصادية.
اليوم هي مرتكبة للخطيئة في عرف رجال الدين، ووجدت حلا هزيلا في عرف العالمين بحالها، كم امرأة يستغلها زوج ارتبط معها بورقة صفراء من اجل ان تعيش في ظله فقط لتأكل، كم امرأة تخيلت ان في وزارة المرأة حلا، وفي المحاكم انصافا.
ربما، اخطأت ام غادة، لكنها لم تجد من يأخذ بيدها ويدلها على الطريق الصحيح، وكم امرأة مثلها تائهة، ضائعة، تبحث عن جهة رسمية تهتم بشريحة النساء الارامل بشكل جدي.