المنبرالحر

أنا انتخب إذاً أنا موجود / كفاح محمد مصطفى

انعقد يوم الثلاثاء 19 تشرين الثاني في بغداد اجتماع واسع لممثلي القوى والشخصيات المدنية الديمقراطية بحثوا خلاله موضوع المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة في قائمة مدنية موحدة على المستوى الوطني، و اتفق الحاضرون على العمل معاً ضمن اطار تحالف مدني ديمقراطي عابر للطوائف، يخوض الانتخابات بمشروع مدني واضح يكون بديلاً للمشاريع الطائفية. مشروع ديمقراطي يسهم في تصحيح مسار العملية السياسية وتخليصها من أزمتها الراهنة في اتجاه بناء الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والقانون والضمانات الاجتماعية واتفق المجتمعون على ضرورة ان يكون برنامج التحالف برنامجاً واقعياً يمس حاجات ومصالح المواطنين بعيداً عن محاولات ايهام الناس وخداعهم بما لا يمكن تحقيقه على ارض الواقع.
ومنذ ذلك اليوم والقوى والشخصيات المدنية الديمقراطية تبذل الجهود الحثيثة لتشكيل القائمة المدنية الموحدة، حتى تكللت جهودها يوم امس الثلاثاء بتسجيل القائمة لدى المفوضية العليا للانتخابات باسم «التحالف المدني الديمقراطي».
نعم، ان العملية السياسية بحاجة ماسة الى دماء جديدة دماء نقية نزيهة مخلصة كفوءة. فقد خدعت القوى السياسية المتنفذة مع الاسف الشديد الشعب العراقي بشعارات واهداف وبرامج لم تتمكن من تحقيقها وبقيت حبراً على ورق. فعلى سبيل المثال وليس الحصر نصت المادة 30 من الدستور على ان «تكفل الدولة للفرد وللاسرة الضمان الاجتماعي والصحي والمقومات الاساسية للعيش في حياة حرة كريمة تؤمن لهم الدخل المناسب والسكن الملائم». كما نصت على ان تكفل الدولة الضمان الاجتماعي والصحي للعراقيين في حال الشيخوخة او المرض او العجز عن العمل او التشرد او اليتم او البطالة، وان تعمل على وقايتهم من الجهل والخوف والفاقة وتوفر لهم السكن والمناهج لتأهيلهم والعناية بهم.
فما نسبة ما حققته القوى المتنفذة من هذه المادة؟
ان على المواطن العراقي ان يدرك بانه هو من يضخ الدماء الجديدة النزيهة والمخلصة والكفوءة، التي ستطرد الدماء الفاسدة من العملية السياسية، وذلك بذهابه الى مراكز الاقتراع ورفعه شعار «انا انتخب.. اذاً انا موجود».
نعم موجود لانتخاب عناصر نزيهة وكفوءة ومخلصة لاصلاح العملية السياسية وتحديثها وتطويرها، وهذا ما سيفعله المواطن العراقي بكل تأكيد.