المنبرالحر

ملعب داعش الدولي / ابراهيم الخياط

«القاعدة» منظمة متعددة الجنسيات، أصولية، تأسست أواخر الثمانينات برعاية أمريكية لمقاتلة السوفييت والشيوعية في افغانستان، حيث جندت 35 ألف «مجاهد» من 43 دولة، وأهم شروط عضويتها السمع والطاعة، وهي مصنفة في مجلس الأمن كمنظمة إرهابية.
هاجمت القاعدة أهدافا متنوعة في مختلف الدول، أبرزها هجمات 11 سبتمبر الشهيرة، وللان تستخدم القاعدة دليلا زودتها به وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لكيفية تصنيع المواد المتفجرة، وهي تنفق سنويا 30 مليون دولار أمريكي على تنفيذ عملياتها.
جلّ تقنياتها تتمثل بالهجمات الانتحارية، وفلسفتها تتلخص بـ «مركزية في القرار ولامركزية في التنفيذ»، وهدفها انشاء دولة الخلافة الجديدة، وقد ذهب البعض إلى أنه لولا كتابات «سيد قطب»، لما تواجدت القاعدة، فقطب ادعى أن العالم الإسلامي لم يعد إسلاميا بل عاد إلى الجاهلية وغزته مفاهيم الاشتراكية، وان الذين يقال انهم مسلمون، أصبحوا في عداد المرتدين. وهذا الأمر لم يعط للقاعدة «ثغرة شرعية» لقتل المسلمين فحسب، بل صار «أمرا واجب التنفيذ شرعا».
وبعد أن أصبحت القاعدة معزولة جغرافيا، ظهرت لها قيادات إقليمية، فشكلت تنظيمات رسمية آخرها الدولة الإسلامية في العراق والشام أو «داعش» وهو تنظيم مسلح ارهابي يهدف ـ أيضا ـ إعادة ما يسمى «الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة»، ويتخذ من العراق وسوريا مسرحا لعملياته.
بعد أن سقطت بيده مساحات ومدائن وثكنات في سوريا، صار «داعش» يمتلك دبابات وصواريخ وعربات مصفحة وسيارات رباعية الدفع وأسلحة متنوعة، وصار يمتلك جيشا من الحمقى والملوثين والمجرمين والسفاحين وكلنا رأى مقطع الفيديو لـ «مجاهدين» من «داعش» وهم يلعبون كرة قدم برؤوس مواطنين يزعمون انهم كفار.
وكانت تظهر عليهم سعادة بالغة، ويظهرون وهم يرتدون زيهم الافغاني الموحد.
ومن أين لـ «بعقوبة» أن تأتي بكاميرا عام 2007 لتصور ثلة من هؤلاء الدراكولات وهم يوقفون سيارة عجلى فيها رجل يأخذ زوجته التي على وشك الولادة للمستشفى، يجبرونه على النزول عند معمل المعجون فيريد أن يوضح لكنهم لايسمعون، وبسبب التأخير تضع المرأة حملها في السيارة، وما أن يستقبل الطفل الحياة ببكائه حتى يرمون أباه المسكين برشة طلقات فيموت وتفقد الأم وعيها والطفل يصرخ، الملثمون ينسحبون فيأخذ فصيل من الكلاب السائبة مكانهم، تسترجع الأم وعيها وياليتها ما استرجعت لأنها هذه المرّة شلت وهي ترى الكلاب تنهش وليدها قطعة.. قطع?.
ومن أين لـ «بعقوبة» أن تأتي بكاميرا في العام ذاته لتوثق ملامح سعدي أبو الساعات صاحب المحل المجاور لعبود الحلو، الذي عزم الملثمون المعروفون أن يقتلوا أولاده الاثنين (طالبا المتوسطة) أمامه فتوسلهم ليس للعفو عنهما لأنه يعرف دمويتهم بل أن يقتلوا واحدا ويتركوا له الآخر، فكان جوابهم بمنّة: سنتركك أنت.