مجتمع مدني

بيان لجنة العمل المشترك لمنظمات الجالية العراقية في أستراليا حول الأزمة الراهنة في العراق

يعلن أبناء الجالية العراقية في أستراليا إدانتهم الهجمات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية التي تطلق على نفسها إسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) والتي تستهدف أبناءنا في عموم العراق مما يشكل كارثة إنسانية تهدف الى تمزيق وحدة العراق وتدميرالنسيج الإجتماعي لأبنائه.
إن العراق يتعرض لهجمة شرسة من قبل هذه المجموعات الإرهابية التي تستخدم الخوف والعنف والجريمة وسائل لتعزيز هيمنتها ، وذلك باستخدام شتى الطرق ومنها ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل وتهديم المباني الدينية المسيحية منها والإسلامية ، بالإضافة الى نهب البنوك وغيرها من المؤسسات والدوائر الحكومية.
نحن أبناء الجالية العراقية في أستراليا نحب الحياة ونحترم كل بني البشر بغض النظر عن عرقهم أو دينهم. لقد جئنا من خلفيات وثقافات وديانات متعددة ، إلا أن هدفنا اليوم أن نوحد أصواتنا ونعلن وقفتنا مع أحبائنا في العراق ، كما نبدي قلقنا الشديد على أهلنا وأصدقائنا هناك ، الذين يواجهون الخطر المحتمل بالعيش تحت وطأة حكم دكتاتوري جديد.
بحسب المنظمة الدولية للأمم المتحدة فإن أكثر من مليون مواطن عراقي قد تم تهجيرهم في العام 2014. كما أن المنظمة الدولية للهجرة تقدر أن 40,000 آخرين قد أجبروا على الفرار من مدن تكريت وسامراء عقب هجمات المجوعات المسلحة . ومن جهتها عبرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن قلقها بشأن مايحدث من إعدامات وعمليات قتل ، داعية الى وقف فوري للعنف هناك.
من هي "داعش" ؟
من المعروف أن "داعش" هي فرع من منظمة القاعدة الإرهابية ، ولقد نشرت صحيفة ديرشبيغل الألمانية عام 2013 تقريراً جاء فيه أن المنظمة الإرهابية قامت باختطاف المئات من المناوئين لها من ناشطين في مجال حقوق الإنسان وسياسيين ورجال دين مسيحيين والعديد من الصحفيين الأجانب، مضيفة بأن "كل من يعارض مقاتلي داعش ، أو أن يعتبر من غير المؤمنين فإنه يكون عرضة للتصفية."
وهكذا فإننا نعتقد بأنه من الخطأ تسمية منظمة "داعش" الإرهابية بالميليشيا السنية أو متمردي العشائر وما إلى ذلك من تسميات.
وتأكيدا لما ذكرنا فإن الحكومة الأسترالية أعلنت في شهر كانون الأول من عام 2013 الماضي "داعش" "كواحدة من أعتى وأنشط المنظمات الإرهابية في العالم." وقد أكدت الحكومة على أن المنظمة "ترتكب هجمات يومية ، عادة ماتكون بلاتمييز ، تستهدف الحشود والتجمعات خاصة خلال المناسبات والإحتفالات الدينية وذلك لإيقاع أكبر عدد من الضحايا وجذب الإنتباه الى مايقومون به من جرائم."
إن "داعش" ماهي الا رأس الحربة لهذه الهجمة البربرية التي تشاركها فيها مجموعات إرهابية اخرى تشكل خليطا ً من البعثيين والإسلاميين المتطرفين ، مثل "جماعة أنصار الإسلام" و "الجماعة النقشبندية" و "جيش المجاهدين" و "والجيش الإسلامي في العراق" الخ.
نحن ، أعضاء لجنة العمل المشترك لمنظمات الجالية العراقية في أستراليا ، ندعو الى مايلي :
• أن تتخذ وسائل الإعلام خطوات مسؤولة لتقديم محايد ودقيق لتقاريرها الإعلامية وذلك بالإعتماد على مصادر موثوقة ، حيث أننا قد لاحظنا تصوير وسائل الإعلام الأسترالية للأزمة الراهنة على أنها صراع بين أبناء العراق من الشيعة والسنة. أن الأستراليين من أبناء الجالية العراقية في سدني يعبرون عن إدانتهم لمثل هذه الإدعاءات ويؤكدون على أن الأزمة الراهنة ماهي إلا هجمة شرسة تقوم بها قوى إرهابية متطرفة تهدف الى إعادة العراق الى حقبة الحكم الدكتاتوري وأزمان القرون الوسطى ، بعد أن استغلت فشل نظام المحاصصة الطائفية الذي شكل الحجر الأساس للعملية السياسية في العراق منذ عام 2003.
• أن تشارك المؤسسات الحكومية الأسترالية في الولايات وعلى الصعيد الفيدرالي في حوارات تنظمها مع أبناء الجالية العراقية لتشجيع مبادئ السلام والانسجام بين مواطنيها.
• أن تعمل جميع المنظمات الدينية والمؤسسات غير الحكومية وشخصيات المجتمع البارزة على تشجيع وتنمية روح التسامح والوحدة بين ابناء الجالية وإخوانهم في المجتمع الأسترالي الأرحب.
• أن تقدم الحكومة الأسترالية يد العون والمساعدات الطبية لتخفيف معاناة الملايين من أبناء الشعب العراقي في أزمتهم الإنسانية الحالية.
• أن تستمر الحكومة الأسترالية بإدانة الشخصيات والدول التي تدعم الإرهاب والعمل على تقديمها للعدالة.
• أن تعمل الكتل السياسية المسيطرة على العملية السياسية في العراق على إنهاء نظام المحاصصة الطائفية والعرقية باعتباره سبب فشل العملية السياسية ، واستبداله بنظام جديد مبني على المواطنة يعبرعن مصالح جميع أبناء الشعب في عراق فيدرالي ديمقراطي مدني موحد.
• أن يقف المجتمع الدولي وقفة أكثر حزما ً ضد "داعش" وغيرها من المجموعات الإرهابية في العراق.
إن التحول من الدكتاتورية الى الديمقراطية الحقيقية هو أمر جديد على العراق الحديث ، ورغم إدراكنا بأن الوضع الراهن هو وضع حرج للغاية إلا أننا نؤمن بأن مستقبل العراق يعتمد على نجاح عملية التحول الى الديمقراطية التي تحتاج الى الولاء للعراق ولمصالح أبناء شعبه. هناك الكثير مما يجب عمله في مجالات التعليم والتوظيف والنمو والعلاقات مع الشعوب الأخرى كشعب أستراليا الطيب.

ترجمة : سحر كاشف الغطاء