مجتمع مدني

أكل ..سكن ..راتب وأقرباء عبد الكريم قاسم

صديق الفقراء ومهندس ثورة 14 تموز 1958 المجيدة، عنوان الوطنية والنزاهة والشجاعة الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم باني جمهورية العراق ؛ انه فارس 14 تموز لكي يطيح بالنظام الملكي المباد؛ ان بساطة ونزاهة ووطنية وتواضع عبد الكريم قاسم تتمثل في ما يأتي:
1_ اكل عبد الكريم قاسم كان يدعو الى تناول الغداء معه كل من يتواجد معه او يكون على مقربة منه وقت الغداء على الرغم من قلة الغداء الذي يأتي به من بيت شقيقه حامد مقابل مبلغ شهري يدفعه وكان مقداره مائة دينار وكان يتكون الطعام الذي يجلبه المرافق كل يوم موضوعا في (سفر طاس صغير) متكون من ثلاث خانات واحدة فيها الرز والثانية فيها المرق والثالثة فيها دجاجة صغيرة؛ لم ولن يتغير هذا السفر طاس الى يوم استشهاده والعشاء يتكون من (شيشين تكة بلا خبز) ويأكل معه مرافقه او مرافقيه الاثنان؛ وكان فطوره كوب شاي بالحليب من مطعم الوزارة.
2_ سكن عبد الكريم قاسم : كان يسكن في مقر وزارة الدفاع في اكثر ايام الاسبوع وكانت له صورة مشهورة انتشرت بعد استشهاده وهو ينام في مكتبه على يطغ (فراش بدون سرير) اما من حيث سكنه ففي دار مستأجرة.
3_ راتب عبد الكريم قاسم : كان راتبه على الرغم من كونه رئيس الوزراء بالاضافة الى مخصصاته اربعمائة واربعين دينارا وانه لم ولن يستلم راتبه بيده؛ حيث يضع مرافقه راتبه في الخزانة الحديدية ويقوم بإرسال مائة دينار الى شقيقه حامد مقابل الغذاء الذي يقدم له ومائة دينار الى شقيقته ام طارق واربعين دينارا الى مطعم الوزارة حيث المائتان الباقيتان في الخزانة يقوم المرافق بأخذ قسم منها وتوزيعها على الفقراء خلال جولات عبد الكريم في بغداد وحتى ينفد ما في الخزانة وفي يوم 8 شباط 1963 السوداء لم يبق في الخزانة سوى دراهم فقط فكان هذا رصيده اثناء استشهاده على الرغم من تسمنه منصب رئيس الوزراء ما يقارب خمسة اعوام مع العلم انه كان يستحق راتب فريق ركن من وزارة الدفاع لكونه القائد العام للقوات المسلحة على الرغم من عدم تسلمه اطلاقا وبتاتا كل سنة .
4_المخصصات السرية (ما يقابل المنافع الاجتماعية للحكومة الديمقراطية) لعبد الكريم قاسم لكونه رئيس الوزراء وهذه المخصصات (ستة آلاف دينار) كل سنة ولم يصرف منها الا في الحالتين الاتيتين (عيد الاضحى وعيد الفطر) وكذلك في ذكرى 14 تموز حيث يقوم بتوزيعها على العرفاء ونواب الضباط والفقراء.
5_ اقرباء عبد الكريم قاسم: عبد اللطيف قاسم شقيقه؛ لقد ارتقى الى رتبة نائب ضابط في القوة الجوية وكان سكنه في احدى الدور الحكومية؛ حيث يذهب الى مقر عمله على دراجة هوائية؛ حيث امر آمر القاعدة الجوية بالقيام بتخصيص سيارة لنقله الى داره عوضا من الدراجة الهوائية؛ فرفض لكن الآمر امر بذلك وبينما علم عبد الكريم قاسم ذلك دخل في نقاش حاد وجدي مع شقيقه حيث اعتبر ان هذا الامر مخالف للاعراف والسياقات العسكرية بل محاباة بوصفه شقيق القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع، ما امر عبد اللطيف ان يتقاعد من يومها؛ شقيقة عبد الكريم قاسم طلبت منه تخصيص دار سكنية لها فأصطحبها بالسيارة الى الجهة الشرقية في بغداد وطلب منها النزول حيث رأت بأم عينيها الجياع والذين لا يمتلكون ملابس ولا دوراً سكنية تليق بهم؛ وقال لها حين انتهي من توفير المسكن والمأكل والملبس لهؤلاء لك الحق في الحصول على دار سكنية مثلهم .
عبد الكريم قاسم الرمز الشامخ للنزاهة والشرف؛ نموذج العسكري النظيف والقائد النبيل الذي ارتقي قولا وفعلا فوق الطائفية والعنصرية والتعصب وبنى للعراق نهضته المعروفة وكم نحن بحاجة لمثل هذا النموذج العفيف النقي الطاهر.
خدر ديرو- خانصور