فضاءات

فاطمة العراقية في ذكرى رحيلها.. بمناسبة مرور عام على خلودها / بشار قفطان

هذه الأيام تمر الذكرى الأولى لرحيل الإنسانة الأديبة والشاعرة المعروفة لدى العديد من الأوساط الثقافية والاجتماعية الفقيدة فاطمة علي الخفاجي والتي عرفناها باسم ( فاطمة العراقية ) ذلك الصوت الذي ظل مدويا حتى يوم الرحيل في ( أيها الأوغاد ) 1 . عصر يوم الثالث والعشرين من حزيران الماضي صدمنا بنبأ النعي والرحيل المفاجئ لتلك الإنسانة التي نشأت وترعرعت في أحضان عائلة مناضلة ضد أنظمة الاستبداد وتعرضت للملاحقة والاضطهاد على مر العهود بسبب انتمائها الفكري الإنساني وبقيت وفية على عهدها حتى يوم رحيلها .
.. وهي تفخر وتعتز في كونها تنتمي الى صف المحرومين الذين يريدون العيش الكريم الخالي من الاستغلال والاضطهاد والمهانة , ويجد القارئ الكريم ذلك في ما تركته فقيدتنا الراحلة في معظم نصوصها الأدبية والشعرية وسائر ما كتبته .
إن عراقية ام نزار حد النخاع والقليل يعرفها فاطمة علي الخفاجي.. اذ اختارت لها لقبا مشرفا واعتزت به حتى اخر لحظة من عمرها هو ( فاطمة العراقية ) ..
وهي القائلة : في احد لقاءاتها الصحفية تؤكد قائلة : ( حين يمتهن القلم هموم الناس البسطاء ووجع الوطن .واضطهاد الإنسان للإنسان هنا اعتقد تكون التجربة ناجحة . وافخر إنني التقط صور من المعاناة .وأبثها في مقال او نص نثري. وارى الرضا في عيون القراء .اعتقد هو هذا النجاح ..) 2
لقد خاضت في نتاجها وما سطره قلمها من شعورها المعبر في كل ما يلهج به المحرومون بغض النظر عن الانتماء الديني , والمذهبي , والقومي , والجنس والمعتقد .
هي حرب بلا هوادة على الاستغلال بكل أشكاله والعادات البالية , وقفت الى جانب المرأة يكل صراحة وجرأة .
ام نزار لم تنس شريك دربها وحياتها الذي غادرها في شباط عام 2008 وهي التي شاركته الهموم والمعاناة , بقي ذلك الفراق يؤرق حياتها اليومية وهذا ما تفجرت به خوالجها وصاغته في ( لقاء مؤجل .. الذي قالت : في جانب منه اعلم اننا سنلتقي .ونسهب في اللقاء من جديد .. قبلك لا افقه لحروفي معنى .وقبلك أمسد فراغ المسافات الموحشة .
ابتكرت لغيابك الف عذر.. ونار السنين تأكل ساعات الترقب ..مذ الف عام
وشذاك يغازل قمصاني ، ويلم غلائلي ..
اقسم ان في الدم مشتركات بيننا وعقود .. ونواميس دعتك
من اقاصي الوداع الاخير .............. ) ( 3 )

لقد بقيت الراحلة ام نزار روحا ترقد بين حنايانا
مجدا لصاحبة الكلمة الصادقة و القلب الكبير في ذكرى رحيلها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 – اخر نص نشرته بوم 21 حزيران 2012
2 – قي لقاء صحفي مع الاعلامية ابتهال بليبل بتاريخ 16 / 6 / 2010
3 – مقالة نشرتها على موقع الحوار المتمدن بتاريخ 12 / 6 / 2011