فضاءات

التشكيلي عامر سلمان الشمري ينسج التراث العراقي بطريقة حداثية / شميران مروكل

الفنان عامر سلمان الشمري، من مواليد الحلة، قضاء المدحتية. عمل متدربا ومدربا في دار التراث الشعبي مع الراحل الفنان الرائد عطا صبري اوائل سبعينيات القرن الماضي، ومحاضرا في النشاط المدرسي في بابل، ثم معيدا في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل لتدريس مادة "تصاميم نسيجية". وقد حصل على شهادة الماجستير في الخط والزخرفة، وجاءت رسالته بعنوان "تطور الخط الكوفي في العصر العباسي".
قال له الفنان عطا صبري، اثناء افتتاح معرضه الشخصي الاول عام 1973 في المركز الثقافي الالماني ببغداد: "انت يا عامر مشروع فنان في المستقبل، يعجبني فيك هدوءك وصمتك وثقتك بنفسك، وإطلاعك على موضوعة التراث الشعبي العراقي بكل تفاصيلها ومسمياتها في بيئتها الاصلية ( المدحتية )، وهذا ما سيجعلك من اهم مصادر التراث الشعبي الآن وفي المستقبل ان ارادوا الاستفادة منك.. يا عامر لا يكفي اقامة معرض لتحقيق رغبة او ان يعرفك الآخرون.. بل الاستمرار في العمل والبحث عن كل ما هو جديد، والدراسة والإطلاع والمشاركة الدائمة في كل الفعاليات، اعتقد بانك ستحمي التراث وستعيده بقوة ولو بعد (اربعين عاما). انا اعرفك يا ولدي انت مجد ومثابر ومخلص... اشد على يدك ومسرور بك وبأعمالك. انت فعلا احد ابنائي الذين اعتز بهم" .
وقد كان المعرض الشخصي الاول للفنان الشمري تحية لمهرجان الشباب العالمي العاشر في برلين، وجرى نقله الى برلين وحصل الشمري حينها على دبلوم شرف الدولة والمهرجان العالمي.
أما معرضه الشخصي الثاني، فقد أقامه في المهرجان الفولكلوري العربي الاول في بغداد عام 1977 على قاعة المركز الفولكلوري العراقي، وحمل المعرض تحية للثورة الفلسطينية من خلال تجواله في اوربا الغربية وولايات الغرب والوسط الامريكي عام 1975. كما أقام معرضا آخر متنقلا في اقطار اوربا الشرقية، وكان الختام في بولندا حيث تم اقتناء اللوحات من قبل كلية فنون وارشو قسم النسيج والتصوير ضمن مواد دراسية نماذج من نسيج الشرق عام 1978 . كذلك اقام الشمري معرضا خاصا عن مدينته الحلة عام 2004 بمناسبة مرور 900 سنة على تأسيسها، ومعرضا آخر عن الحلة عاصمة الثقافة العراقية، ومعرضا بمناسبة مرور 25 عاما على تأسيس جامعة بابل وكلية الفنون الجميلة فيها، وتوالت معارضه الشخصية لتكريم الطلبة العراقيين الدارسين خارج العراق في 2008، فضلا عن معرض تكريمي للوفود الاجنبية الاستثمارية المدعوة من امانة مجلس الوزراء عام 2009، وأخيرا وضمن فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية اقام معرضه الشخصي العاشر "تصاميم نسيجية حديثة وتراثية" على قاعة وزارة الثقافة يوم الاحد الماضي، والذي ضم 64 لوحة دونت أهوار العراق والحضارات القديمة، السومرية، والبابلية، والأكدية، فضلا عن لوحات للخط الكوفي.
الجدير بالذكر ان الفنان عامر سلمان الشمري سبق وان شارك في اكثر من سبعين معرضا داخل العراق، وخارجه في دول عربية واوربية، وانجز اكثر من 500 عمل فني وتراثي موزعة داخل وخارج العراق، ونفذ عشرات الاعمال الفنية مثل لوحات لفنانين عراقيين واجانب.