فضاءات

تاريخ العنف الدموي في العراق وما وراءه

تضامن عبد المحسن

احتضنت قاعة مجلس صفية السهيل الثقافي في بغداد، الجمعة الماضية، جلسة للكاتب باقر ياسين الذي تحدث عن كتابه "تاريخ العنف الدموي في العراق".
حضر الجلسة رائد فهمي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، ووكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي، والبرلمانية شروق العبايجي، وعدد من المثقفين والأكاديميين والبرلمانيين والناشطين المدنيين.
السيدة صفية السهيل قدمت سيرة الكاتب، مبينة انه متخصص في السياسة، وقضى سنينا طويلة في منفاه القسري في سوريا بسبب مضايقات النظام الدكتاتوري المباد. بعد ذلك قدم ياسين نبذة عن تاريخ العراق منذ خمسة آلاف سنة، واكتشافات أهله ودورهم في التأثير على الحضارات الأخرى، متطرقا إلى طبيعة الأرض العراقية التي كانت مطمعا للغزاة على مر العصور، وتساءل: "ان التاريخ العراقي حافل بالعنف والدموية والقتل، ورغم ذلك فمنه انطلقت اولى الحضارات وازدهرت، فكيف استطاع العراقيون تقديم انجازات رائعة كان لها الاثر في العالم كله مثل اكتشاف العجلة والكتابة وتشريع اول القوانين المدنية وامتهان اولى الحرف الزراعية والصناعات اليدوية، ومع ذلك سجله حافل بالقتل والتخريب والدموية المتميزة منذ خمسة آلاف سنة؟". وتابع ياسين قائلا: "يبدأ تاريخ العنف الدموي في العراق منذ اولى الحضارت ليستمر الى يومنا هذا، وفي كل مرة يكون الصراع على السلطة ومن اجل الخلافة والإرث".
وقد عقب السيد رائد فهمي قائلا انه يستشف من طروحات المحاضر وكأن العنف سمة تكوينية للشخصية العراقية، فاذا كان الامر كذلك فلا جدوى اذن من العمل والنضال لبناء دولة عراقية موحدة تعترف بالتنوع وتحترمه وتضمن شروط تعايش اطيافه بأمن وسلام. واضاف ان العنف الدموي الذي تعرض له ابناء وادي الرافدين في الماضي لم يكن داخليا على الدوام، بل كثيرا ما كان الخارج مصدره، مثل عنف الغزوات المغولية. وان واقعنا اليوم يقدم مثلا آخر، اذ ان الممارسات الهمجية لداعش تصدر في كثير من الاحيان عن غير العراقيين. ولاحظ الرفيق فهمي ايضا انه لم تتم اعارة الاهتمام الكافي في الدراسة للواقع الاقتصادي الاجتماعي الذي وفر البنية التحتية لـ "ثقافة العنف".
من جانبه تحدث فوزي الأتروشي عن كتاب ياسين، مشيرا إلى انه يجيب عن الكثير من الاسئلة المتعلقة بالحياة العراقية، ومبينا انه من الكتب التأسيسية لوعي جديد، وامتداد لنهج علي الوردي في البحث والتتبع والتقصي.