فضاءات

غالب الشابندر في فضاءات الحرية والفكر

رشيد غويلب

ضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الأندلس، امس السبت، الباحث الاسلامي المعروف غالب الشابندر الذي تحدث عن حرية الفكر. وحضرت الفعالية التي ادارها السيد عباس حسن، جمهرة من المثقفين والمتابعين لقضايا حرية الفكر والحرية عموماً، بضمنهم عدد من الشخصيات القيادية في الحزب الشيوعي العراقي.
وقد افتتح الشابندر حديثه في القاعة المزدحمة بالحضور مؤكداً انه سيعتمد الصراحة والوضوح في عملية نقد الواقع وتفكيكه، وفي محاولة طرح البدائل والحلول الممكنة. وربط في حديثه بين الفكر والممارسة، منطلقا من كون الفكر يفقد معناه، اذا لم ينعكس ملموساً في الممارسة. وان حرية الفكر هي الرافعة الضرورية للنهوض بالإفراد والمجتمعات.
وحدد الباحث مجموعة من المنطلقات التي تناول على اساسها موضوعة حرية الفكر، منها ان البحث في الحرية، لا يتضمن تأملها ميتافيزيقيا، اي عدم البحث بعلاقة الانسان مع الله. وان الحرية ليست النقيض للاستبداد. فالحرية التي تحدث عنها الشابندر هي الحرية الاجتماعية، وقد أكد ان "لاحرية بلا موضوع" ولا "فكر بلا معقول". وطالب الباحث بـ"الحريات المسماة"مثل حرية التملك، والسفر، والنشاط الحزبي، وحرية التجمع .. الخ.. واستنتج ان الحرية كل لا يتجزأ، وهو لا يعارضها اذا حصل عليها بشكل تدريجي، لا بضربة واحدة. وان المطلوب هو الدفاع عن الحرية بشكل كامل ، لان ذلك يحررها من الجزئية. وشدد الشابندر على اهمية حرية التعبير قائلا ان "حرية التعبير مكملة لحرية التفكير، وكلاهما وجهان لعملة واحدة"
وأجمل الباحث اسس حرية التفكير في "حرية اختيار المنهج الفكري"، ودعا الى تعدد المناهج. وقال ان البلدان الغربية تشهد حرية في طرق التفكير، وليس حرية في التفكير، وان من المعيب ان يتبادل انصار المناهج المتعددة الشتائم، والالغاء. واضاف ان مواضع حرية التفكير مفتوحة، وتشمل حتى الممنوعات الفكرية: الدين، والجنس، والسياسة. وفي ختام حديثه تناول كيفية نشر مثل هذه الحرية.
بعد ذلك قدم بعض الحضور مداخلات واسئلة، وكان اول المتحدثين، الرفيق مفيد الجزائري، الذي اشاد بالضيف وقال انه "امتعنا جميعا، وكان صوتاً للفكر والعقل الطليقين"، وان هناك حاجة لمثل هذه المساهمات، ولتقديم المزيد منها وقدم الرفيق رائد فهمي مداخلة قال فيها ان المساهمة ذات طابع ثوري، وهي مفيدة في مواجهة الفكر الذي ينتج داعش وامثالها. وذكر بالتناقض بين الحرية والمساواة، ودعا الى الصراع السلمي بين المناهج، فهو مطلوب، ويجب ان يسود.
و علق الضيف على مساهمات الحضور، وأجاب بإسهاب وتواضع جم على الأسئلة المثارة. وفي ختام الفعالية قدم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي، الرفيق محمد جاسم اللبان، شهادة تقديرية للباحث، ولوح إبداع منتدى بيتنا الثقافي.