فضاءات

فلندا : اللجوء العراقي بعيون الشعر

في يوم 19 تشرين الثاني 2015، وبالتنسيق بين جمعية البيت العراقي في فنلندا والمكتبة المركزية في مدينة توركو ، العاصمة التأريخية لفنلندا ، أقيمت على قاعة المكتبة المركزية في المدينة أمسية ثقافية تحت عنوان (اللجوء بعيون الشعر) .
افتتح الامسية رئيس البيت العراقي، السيد رياض قاسم مثنى (أبو فيروز) بكلمة رحب بها بجمهورالحاضرين وشكر ادارة المكتبة للتعاون ، واشار في كلمته الى أن ( العراق بالبرغم من كل الظروف القاسية التي مرت عليه الا انة يعتز بكونة بلد الشعر) وأن (تاريخ العراق القديم ابتدا بملحمة شعرية يعود تاريخها الى الاف السنيين سميت بملحمة كلكامش) واضاف (هذه الاسطورة كانت البداية لمشوار شعري كبير حافل بالابداع متاثرا بالبيئة و الزمان . وفي الاساطير السومرية كانت مناجاة الالهة بعضها لبعض بمثابة نصوص شعرية تحاكي ضمير الانسان . وامتد هذا الارث الشعري ليصل الى مراحل متقدمة و اخذت اساليب القصيدة تتغير وفقا للتطور الحاصل في المنظومة الادبية في عموم العالم، فالعراقييون بطبيعتهم شعب ميال الى قراءة كل منتج فكري جديد و كانت اسماء بودلير و لوركا و ناظم حكمت متداولة في الوسط الشعري بالاضافة الى المدارس الحديثة و التي ابرع فيها شعراء العراق في الانتقال بالقصيدة الى ما هو اكثر تطورا ).
وافتتح القراءات الشعرية الشاعر صادق الحسيني، بقصائد تناولت هموم الغربة والحنين الى الوطن واضطرار الانسان للهجرة والقبول بحياة المنفى، ورافقه بقراءات النصوص باللغة الفنلندية الفنان "لاسي فاهتولا ". وبسبب من اضطرار الشاعر هاشم معتوق للسفر الى العراق قرأ قصائده بالنيابة عنه باللغة العربية الكاتب يوسف ابو الفوز، وتناولت القصائد بروح فلسفية محنة الانسان في الوجود، بينما تولت الفنانة "كيرسي ستوركوفيوس " قراءة النصوص باللغة الفنلندية .
تجدر الاشارة الى المساهمة البارزة والفاعلة للسيد ماركو يونتين، الباحث في جامعة تامبيرا، والمهتم بشؤون الاسلام والثقافة العربية، اذ تولى التقديم لكل مساهم وادارة الامسية وترجمة الحوارات الى الفنلندية، وشملت الاسئلة التي وجهها تناول الادب ، وخصوصا الشعر ، لموضوعات مثل الغربة، الوطن ، اللجوء ،الذاكرة والنسيان. وايضا عن مساهمة المرأة العراقية في الحركة الشعرية وعلاقة الاوضاع السياسية بواقع الثقافة العراقية واللجوء . وقدم رياض قاسم مثنى ، صادق الحسيني ويوسف ابو الفوز اجوبة وافية سلطت الضوء على التطورات والتغيرات في الواقع الاجتماعي والسياسي العراقي وتأثيرات كل ذلك على الانسان العراقي وواقع الثقافة العراقية، وتجدر الاشارة الى ان الجمهور الذي تفاعل مع الامسية قدم العديد من الاسئلة والمداخلات المهمة.