فضاءات

في ذكرى الجريمة الشنيعة بحق آثار نينوى المطالبة بيوم سنوي للثقافة العراقية / تضامن عبد المحسن

تحت عنوان "آثارنا هويتنا" نظمت مجموعة من الشباب الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، أخيرا، في مبنى القصر العباسي ببغداد، وقفة احتجاج في مناسبة الذكرى الاولى لجريمة تدمير آثار نينوى، التي نفذتها عصابات داعش الإرهابية مطلع آذار العام الماضي.
وطالب المحتجون الحكومة العراقية بتخصيص يوم للثقافة العراقية، تقام فعالياته سنويا في الأول من نيسان مثلا، بالتزامن مع عيد رأس السنة البابلية.
يشار إلى ان المبادرين الشباب الذين يتجاوز عددهم الخمسين، بين رسام ومصور من مختلف المحافظات، كانوا قد أسسوا صفحة على "فيسبوك" عنوانها "آثارنا حضارتنا"، ليوصلوا من خلالها رسالة إلى العالم، يعبرون فيها عن عشقهم لآثارهم ورفضهم المساس بها، وإصرارهم على تذكير المجتمع الدولي بجرائم تهديم الآثار التي أقدمت عليها عصابات داعش الإرهابية.
وحضر الوقفة إعلاميون وفنانون ومثقفون، إلى جانب ممثلي السفارات البريطانية والاسترالية والكندية والبرازيلية في بغداد.
وقد تحدث منظم الوقفة صقر آل زكريا، بمرارة، مستنكرا الصمت الدولي والحكومي ازاء جرائم تهديم الآثار، ومشيرا إلى ان الإرهابيين تجرأوا على تحطيم آثار نينوى التي تمتد إلى ثلاثة آلاف عام، ودمروا ثيرانها المجنحة وجرفوا بآلياتهم الحاقدة احواش النمرود وفناءاتها واسوارها وشواهدها، وسط صمت غامض من جانب الحكومة العراقية ومؤسساتها المعنية، ومنظمات الأمم المتحدة، وعلى رأسها المنظمة الدولية للثقافة والتربية والعلوم، فضلا عن الجامعات العالمية والسفارات الدولية والبلدان العربية.
فيما وجّه الشاب علي المخزومي صرخة الى الجهات الحكومية، لشعوره بمسؤولية الرد على محاولات تدمير الثقافة، وقال: "نقترح على الحكومة، ان تفتح ابواب المتاحف في ايام العطل لكي يتمكن اكثر عدد ممكن من العائلات زيارتها، ونشجع الجهات ذات العلاقة بفتح المكتبات العامة أمام القراء في ايام العطل، إيمانا منا بأن الثقافة هي العامل الأهم في توحيد العراقيين بمختلف توجهاتهم".
وفي ختام كلمته وجه المخزومي طلبه الى الحكومة باسم المبادرين قائلا: "اطلب من الحكومة أن تخصص يوما سنويا للثقافة العراقية، واقترحه ان يكون في الاول من نيسان لمصادفته مع عيد رأس السنة البابلية (عيد اكيتو)، اذ ان كل من سكن ميزوبوتاميا احتفل بهذا العيد".
وألقى مدير علاقات "بيت الحكمة" مظفر الربيعي كلمة قال فيها: "انتابني الحزن منذ اللحظة الاولى التي قفزت فيها خفافيش الظلام على حضارتنا وآثارنا لتحطمها وتمحو هوية العراق الحضارية والتاريخية، لكن هذا الحزن تبدد برؤية ثلة واعية من الشباب تنتفض ضد التخريب".
شملت الوقفة حملة جمع تواقيع لمناشدة الحكومة الحفاظ على التراث والآثار.
وقد تضامن مع المشاركين في الوقفة كل من الموسيقي كريم وصفي والشاعر أدهم عادل، ومجموعة من الشباب الذين شاركوا في أداء عدد من الأغنيات التراثية.