فضاءات

في الذكرى الاولى لرحيل الفنان خليل شوقي .. ملائكة روناك شوقي تهوي في غوتنبيرغ السويدية

غوتنبيرغ - طريق الشعب
على مسرح باكاكلتور هاوس، قدمت فرقة ستوديو الممثل، القادمة من لندن بدعوة من رابطة المرأة العراقية وجمعية المرأة العراقية والبيت الثقافي العراقي في غوتنبيرغ، في 8 و9 نيسان الجاري، مسرحية "عندما تهوي الملائكة" من اعداد واخراج الفنانة روناك شوقي، وتمثيل سلوى الجراح وروناك شوقي وهند الرماح وايسر شوقي ونوال جبو وسوسن تقي، والانارة للفنان فارس شوقي، وعن رواية الكاتب الروسي انطوان تشيخوف "عنبر رقم 6" والتي سبق ان قالت المخرجة عن هذا العرض عندما قدم في لندن:
(ان كتابات هذا الاديب "تشيخوف" تعجبني، انها لماحة وصادقة وفيها سخرية وامل رغم السوداوية التي تغمرها، اما هذا النص بالذات ، احسه قريباً الى نفسي والى الناس الذين يحيطون بي، قد لا اعرفهم ولكنهم موجودين، "العنبر رقم 6" ممكن ان يكون بوتقة حياتنا وكل ما فيها من بساطة وطيبة وظلم وشرور وتسلط لسلطة واضطهاد في المجتمع).
استمتع الجمهور التواق للمسرح في غوتنبيرغ بالعرض على مدى يومين متتالين وانشد الجميع لخيوط بصرية وغير مرئية للحوار (باللغة الفصحى) وبتوظيف جميل لجميع ادوات العرض المسرحي، الديكور والموسيقى واللذين اعطيا العرض ابعادا فنيه جميلة بالإضافة الى توظيف الصوت بدرجاته المرتفعة والمتوسطة والمنخفضة لحدود دنيا (بالكاد كان يسمع بعض الاحيان) ولكن الهدوء والصمت المطبق ساعدنا على سماع حتى همس الشفاه، ان هذا التوظيف وانتقال الحوار من شخصية لأخرى وبمرونة عالية ساعد على الانشداد والتركيز لدى المشاهد.
لقد عكست المسرحية معاناة مجموعة من النساء من عوالم مختلفة، عكست العنف الاسري والمجتمعي وعنف السلطة رغم كل الالام، كانت العلاقات الانسانية تتجلى فيما بينهم في العنبر / السجن.
لقد جسدت الممثلات جميعهن الشخصيات المختلفة بإبداع وكان في المقدمة منهن الفنانة روناك شوقي التي صفق لها الجمهور مرتين لنفس المشهد في العرضين المتتاليين.
ان العنبر والاسوار لم تمنع التواصل الانساني بين المضطهدين والطبيبة المشرفة، وقد جسد الحوار بين "المرأة المسجلة كمجنونة" من قبل السلطات والطبيبة قمة اللقاء الانساني والانحياز للمهنة لتنتهي الطبيبة الى نفس المصير وتسجل في الـ "عنبر رقم 6"
لتنتهي المسرحية بجلوس نزيلات العنبر وبكرسي فارغ تقف خلفه الطبيبة من جانب ومن الجانب الاخر تقف المشرفة الصحية "السجانة" رمز الظلم والعسف والاضطهاد ليعبر هذا المنظر عن استمرار الظلم والحاجة للنهوض القادم والتحدي.
لا بد من التذكير بأن المسرح تم اعداده من قبل الفرقة ليتناسب والعرض وبتعاون مثمر من قبل المبدع هادي راضي وواثق شوقي ومجموعة من زميلات وزملاء الجمعيات العراقية الناشطين.
هذا النشاط جاء نتيجة التعاون المثمر بين الجمعيات العراقية في غوتنبيرغ وهو الثاني بعد التعاون السابق حيث استضافوا مجموعة من الموسيقيين العراقيين بقيادة الفنان على شوقي.