فضاءات

في ندوة لجنة المرأة في وزارة الثقافة ..حكايات نسوة مشردات يفترشن الأرصفة

الحسن طارق
تحت شعار "كرامة المرأة العراقية المشردة.. من يصونها؟"، نظمت لجنة المرأة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، الخميس الماضي، ندوة حوارية تحدثت فيها الناشطة كوريا رياح عن معاناة عدد من النسوة المشردات.
أدارت الندوة التي عقدت على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الأندلس، رئيسة لجنة المرأة أفراح شوقي، وتحدثت فيها الناشطة كوريا عن العديد من النساء العراقيات المشردات اللاتي لا مأوى لهن ولا معيل، اتخذن من الأرصفة ملاذا، مشيرة إلى انها عملت على مساعدة الكثير من النساء المشردات، وانها كانت قد دعت منظمات المجتمع المدني الى رعايتهن، "من بينهن الفنانة سهى عبد الامير التي تفترش الرصيف في منطقة السعدون، التي استطعنا، أنا ومجموعة من الفنانين، أن نوفر لها (كرفان) بسيطا يقيها حر الصيف وبرد الشتاء".
واشارت المتحدثة الى ان هناك مشردة تفترش شارع 14 رمضان في منطقة المنصور، تتحدث اللغة الانكليزية بطلاقة، كان والدها قد قتل في الشارع ذاته، وفقدت اخيها في حرب الكويت، ولم تجد سوى الشارع ملاذها الاخير بعد ان فقدت معيلها، موضحة ان هؤلاء المشردات واخريات تعمل على مساعدتهن لقبول ايوائهن في مركز حكومي، لكن الاخير يرفض ذلك لكونهن لا يمتلكن أوراقا ثبوتية.
بعد ذلك قدمت ممثلة المفوضية العليا لحقوق الانسان في البرلمان رقية محمود، ورقة تلخص عدد المشردات ومشكلاتهن، والاسباب التي تدفع الحكومة الى عدم إيوائهن، "لأن القانون العراقي لا يسمح لأي شخص ان يسكن في مركز حكومي يعنى بحماية المعوقين والعجزة والايتام والمشردين، ما لم يملك اوراقا ثبوتية".
من جانبها قالت ممثلة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية اسراء الموسوي ان لدى الوزارة أقساما كثيرة تضم مشردين ومشردات دون سن الـ18 تعمل على تدريسهم واعادة تأهيلهم حتى بلوغ سن الرشد، وبعدها تسعى لإيصالهم الى اقاربهم او أي شخص يتكفل برعايتهم، مضيفة قولها "اما المشردون من كبار السن، فإن الوزارة لديها عجز في الميزانية ولا تستطيع توفير مكان لهم، لكنها توصلت الى اتفاق مع احدى المنظمات الدولية لبناء كرفانات في منطقة الأعظمية لضم اكبر عدد من المشردين".
وكيل وزارة الثقافة والمشرف على لجنة المرأة، فوزي الاتروشي، ألقى كلمة أشار فيها إلى انه "على وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ان تتعامل مع المشردين بإنسانية وان ترعى كلا منهم كإنسان وليس كعراقي تطلب منه ورقة ثبوتية وهو يعيش داخل حدود الدولة".
من جانبها اكدت عضو لجنة المرأة تضامن عبد المحسن، ان اللجنة ستتابع حال المشردات، وسيكون هناك اجراء بين وزارتي الثقافة والعمل والشؤون الاجتماعية، لكي لا تبقى هذه النسوة، على الاقل، ممن عرضت قصصهن السيدة كوريا بلا مأوى يصون كرامتهن.
وبعد مداخلات قدمها عدد من الحاضرين، عرض فيلم قصير يحكي واقع المشردين، ويسلط الضوء على ابرز معاناتهم.
الجدير بالذكر ان الندوة عقدت بالتعاون مع دائرة العلاقات الثقافية العامة ودار الثقافة والنشر الكردية في وزارة الثقافة، وحضرها عدد غفير من منظمات المجتمع المدني والمهتمين بشؤون المرأة.