فضاءات

السينمائية إيمان خضر تستعرض "مقاهي بغداد الأدبية"

تضامن عبد المحسن
ضيّفت اللجنة الثقافية لمقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، السبت الماضي، المخرجة السينمائية إيمان خضر التي تحدثت عن تجربتها الفنية، وعن فيلمها الموسوم "مقاهي بغداد الأدبية".
حضر الجلسة جمع من المثقفين والمهتمين بالشأن السينمائي، وأدارها الإعلامي سيف زهير مقدما سيرة الضيفة التي كانت قد هجرت العراق نحو سوريا بعد أن تعرضت للمضايقات من قبل النظام الدكتاتوري المباد، الأمر الذي حال دون تحقيق حلمها في إكمال دراستها الأكاديمية في بغداد.
وأضاف مدير الجلسة ان الضيفة درست الفنون المسرحية في سوريا، وبعد أن تخرجت أسست فرقة تمثيلية، وشاء الظرف أن يغادر معظم أعضاء الفرقة سوريا نحو دول أخرى، ومع ذلك بقيت إيمان في مهجرها السوري مترقبة سقوط النظام الدكتاتوري المباد، لتعود إلى بلدها مجددا.
وبيّن زهير ان الضيفة أخرجت العديد من الأفلام الوثائقية، من بينها "أنيس الصائغ"، "طوابع فلسطين"، "الملك فيصل الأول"، "مقاهي بغداد الأدبية"، و"ضد الكونكريت"، مشيرا إلى ان الفيلم الوثائقي يتطلب إنجازه إبداعا ورؤية حقيقية، باعتباره يتعامل مباشرة مع المتلقي، وهذه رسالة صعبة تحتاج إلى جهود كبيرة.
بعد ذلك تحدث المخرجة إيمان خضر عن فيلمها "مقاهي بغداد الأدبية"، مشيرة إلى انه من إنتاج وزارة الثقافة عام 2013 ضمن مشروع "بغداد عاصمة للثقافة العربية"، وهو لم يعرض في بغداد وقتها، وإنما في نواد ثقافية عراقية عديدة في لندن وباريس وهولندا، بعدها عرض في مدينة الناصرية، وكانت هذه المرة الأولى التي يعرض فيها الفيلم في العراق.
وتحدثت الضيفة عن سبب إخراجها الفيلم المشار إليه، الذي يتناول مكانا معروفا بخصوصيته الذكورية، أي ان مرتاديه من الرجال فقط، موضحة ان "النساء حرمن من دخول المقاهي منذ نشوئها، وربما فكرة دخول المقهى تمركزت في اللاوعي لدي، لذلك أردت أن اقتحم هذا العالم واشتغل عليه من وجهة نظر أنثى، فبدأت أبحث عن مدخل لقصص المقهى".
وأضافت قائلة "كانت رؤيتي مبنية على تناول المقهى من خلال النتاج الأدبي. فالقصيدة والرواية والأعمال الأدبية بشكل عام، تخرج من المقهى في أحيان كثيرة، مثلما البيان السياسي. إذ ان المقهى، الذي يعد بمثابة ملاذ للأدباء، كان يعتبر مطبخا للحركات الادبية والسياسية. لذلك ارتأيت تسليط الضوء على رواد المقاهي.. تلك النخبة التي تعرضت إلى التهميش خصوصا في فترة الثمانينيات خلال الحروب الطاحنة".
وتطرقت الضيفة في سياق حديثها، عن خلفيات إخراج الفيلم، والتحديات التي واجهتها اثناء تصوير لقطات حية في ما تبقى من المقاهي البغدادية العريقة، فضلا عن الصعوبات الأخرى المتمثلة في انقطاع التيار الكهربائي والوضع الأمني المتردي، مشيرة إلى انها ضمنت فيلمها لقطات مصورة من قبل دائرة السينما والمسرح، واعتمدت على بعض المعلومات المهمة الواردة في وثائق محفوظة في دار الكتب والوثائق.
وقبيل انتهاء الجلسة قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن منجز المخرجة السينمائية إيمان خضر، وطرحوا أسئلة حول فيلمها "مقاهي بغداد الأدبية"، أجابت عنها بصورة ضافية.