فضاءات

في بيتنا الثقافي .. حول الحراك المدني وبناء الدولة

هدى الطائي
ضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، أخيرا، التدريسي في كلية الآداب بالجامعة المستنصرية، د. صالح العلوي الذي تحدث حول "الحراك المدني وبناء الدولة.. قراءة في الشأن العراقي"، بحضور حشد من المثقفين والإعلاميين والناشطين المدنيين والمهتمين بالشأن السياسي.
الجلسة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، أدارها الإعلامي طه رشيد، وافتتحها مقدما نبذة موجزة عن الحراك المدني في العراق.
ثم عرّف بالضيف المولود عام 1959 في محافظة ميسان، مشيرا إلى انه حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة، ولديه دكتوراه أيضا في فلسفة اللغة العربية وآدابها، وانه أصدر عددا من البحوث، وله مشاركات في ندوات علمية وثقافية.
بعدها استهل الضيف حديثه ملقيا الضوء على الحراك الجماهيري الجاري في العراق، وتأثيره على الوضع السائد، وكيف انه ناتج عن تذمر الناس من الفساد المستشري في مفاصل الدولة، والخراب الذي لحق بالبلد، لافتا إلى ان المحاصصة الطائفية أودت بالعراق نحو منزلقات خطيرة.
وتحدث د. العلوي عن سياسة الحزب الشيوعي العراقي، مشيدا بنزاهة الحزب المشهودة له في كل الأوساط، بدءا من قيادته وكوادره، ومستشهدا بخشية الشيوعيين على المنظومة الاجتماعية والأخلاقية، ومناهضتهم لقوى الظلام على مر التاريخ السياسي للعراق، منذ الأربعينيات والخمسينيات، حتى يومنا هذا.
وتناول الضيف ما تعرض له الشيوعيون العراقيون من ملاحقات واعتقالات وتعذيب وإعدامات على أيدي السلطات الدكتاتورية، وتحدث عن الشهيد الخالد سلام عادل، معتبرا ان استشهاده في سبيل وطنه وشعبه "يمثل أسمى معاني الفداء والتضحية".
وأضاف قائلا ان المتأسلمين السياسيين بمناهضتهم قوى اليسار، كانوا يؤججون نيران الأحقاد والطائفية، مستغلين جهل بعض الناس، ليزرعوا بينهم الفتنة ويحرضوهم ضد الشيوعيين، مؤكدا ان الشارع اليوم يطالب بالدولة المدنية العلمانية، وبدولة القانون والعدالة الاجتماعية، لكن الكثيرين من المواطنين يخشون المشاركة في الحراك الجماهيري، خوفا من أعداء المدنية والعلمانية.
وطرح الضيف تساؤلات حول كيفية اقناع الناس بالخروج على الفساد، والمشاركة الفعالة مع الجماهير للخلاص من نهج المحاصصة والطائفية السياسية، مشددا على أهمية أن يتحقق الحراك الجماهيري من خطابه وادواته، وان يتلمس طريقه بوضوح، ويتبنى الحوار ويدخل في تحالفات مع كل من يحمل أهدافه نفسها "وإلا سيصبح عبارة عن ردة فعل انفعالية آنية، وهذا ما يريده الحذرون من مشروع اصلاح الدولة".
وتابع قائلا "علينا مد الجسور مع العناصر الوطنية، والبرهنة على ان الحراك الجماهيري ليس اسير الافكار المستوردة".
هذا وشهدت الجلسة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، وعقب عليها د. صالح العلوي بصورة ضافية.