فضاءات

في ملتقى د. علي إبراهيم .. الوعي الجماهيري وأثره على العنف في الملاعب

محمد علي محيي الدين
ضيّف "ملتقى الدكتور علي إبراهيم" الثقافي في مدينة الحلة، أخيرا، المشاور القانوني الأقدم إبراهيم فاضل الجبوري، الذي تحدث عن "الوعي الجماهيري وأثره على العنف في الملاعب"، بحضور جمع من المثقفين والأكاديميين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الرياضي.
قدم الجبوري في معرض حديثه نبذة عن تاريخ الرياضة في العراق، وعن اهتمام العراقيين بالرياضية خلال عصور ما قبل التاريخ، وفي أواخر الألف الرابع قبل الميلاد، حتى بزوغ أول فجر للحضارة الإنسانية، مشيرا إلى انه يمكن الاستدلال من خلال "ملحمة كلكامش"، على أن العراقيين القدامى مارسوا الرياضة وأثروا بألعابهم الرياضية في الأقوام الأخرى.
وأضاف قائلا انه بعد أن انتقلت "ملحمة كلكامش" إلى معظم الأقوام القديمة، صارت تلك الأقوام تحاكي بطل الملحمة، الذي تجسدت في شخصيته البطولة والفداء والشجاعة، والقدرة على مقارعة الوحوش، لافتا إلى ان المتحف الوطني في بغداد، يضم العديد من القطع الأثرية التي تجسد مشاهد رياضية تعود إلى عصر سومر، وان هناك ألواحا من الرخام وجدت في منطقة "خفاجي" العراقية يعود تاريخها إلى العام 2600 قبل الميلاد، تدلل على اهتمام العراقيين القدماء بالألعاب الرياضية.
وتطرق الجبوري إلى تاريخ العنف والصراع حتى الموت، ثم تعرض إلى ظواهر الشغب التي تشهدها الملاعب الرياضية، مشددا على أهمية أن تقوم المؤسسات المعنية بالحد من هذه الظاهرة، وما تسببه من عنف يؤدي في بعض الأحيان إلى حصول خسائر بشرية ومادية.
وتابع قائلا انه منذ عصر الرومان والاغريق وعصر السلالات في بابل وأشور وعهد الفراعنة, كان الصراع يتم في حلبات مغلقة مسورة بالحديد، وكان هناك خاسر يموت، وفائز يكسب الهبات والمال، أو يكون عبدا فيعتق وينال حريته مقابل فوزه على خصمه، موضحا ان ذلك الصراع كان يشجع من قبل الجمهور بصورة عنيفة وعاطفية في بعض الأحيان، وانه كان يتم أيضا بين إنسان وحيوان وحشي، ينتهي بموت أحدهما، وفي حال انتصر الحيوان المفترس، يقوم صاحبه بقتله.
وتساءل الجبوري عن سبب تفاقم العنف والشغب في ملاعب كرة القدم هذه الأيام، وعما إذا كان ذلك ناتجا عن شغف الجمهور بهذه اللعبة للدرجة التي تجعله يكون عنيفا ازاء مشجعي الفريق الخصم. كما تساءل عما إذا كانت هذه الظاهرة عالمية وتحصل في كل الألعاب الجماعية والفردية.
وقسم الضيف الجمهور الرياضي إلى الرياضيين القدامى الذين يجلبون ابناءهم وعائلاتهم الى الملاعب ليشجعوا الفرق بحيادية، وروابط المشجعين التي تنحاز إلى فرقها، والتي يكون البعض منها وراء أحداث الشغب، والمشجعين النخب الذين يمثلون عائلات اللاعبين والمقربين من النادي وبعض الصحفيين, فضلا عن المشجعين المأجورين الذين طالما أثاروا الكثير من أحداث الشغب.
وأشار الجبوري إلى ان للتربية أثرها في عدم اثارة الشغب والعنف في المحافل الرياضية، وللمناهج الدراسية أيضا دورها في ذلك، مؤكدا ان التطور المجتمعي يجب ان تسبقه تهيئة نفسية وفكرية، تشمل المدرسين والطلبة والتربويين والمجتمع باسره.
هذا وشهدت الجلسة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، وعقب عليها المشاور القانوني الأقدم إبراهيم الجبوري بصورة ضافية.