من الحزب

محمد اللبان في مالمو: يتوجب توحيد كل الجهود للقضاء على داعش

فاضل زيارة
في حضور جمع من الرفاق والاصدقاء دعت اليه منظمة الحزب في مالمو، رحب الرفيق سكرتير المنظمة يوسف صليوة بالحضور وقدم لهم التهنئة بالعيد، كما قدم الشكر والتقدير للرفيق محمد جاسم اللبان، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي. على حضوره الندوة الجماهيرية للحديث عن مجمل الاوضاع السائدة في العراق.
ابتدأ الرفيق اللبان حديثه بتوجيه تحية حارة للحضور، واكد بانه كالعادة ستكون الحصة الاكبر للمناقشات والحوار ، لاننا في الحزب الشيوعي العراقي بحاجة الى اراء ومقترحات ابناء الشعب العراقي. ثم اكد على ان المشاكل والتحديات في العراق ليس لها اول وليس لها آخر حيث تبرز في الظرف الراهن مهمتان اساسيتان امام الشعب وانهما مترابطتان جدليا ببعضهما.
1 - دحر الارهاب وداعش
2 - اصلاح العملية السياسية
حول المهمة الاولى
قال اللبان ان تحرير الاراضي من دنس داعش التي يقوم بها الجيش العراقي وقوى الامن والحشد الشعبي مازالت ضمن حالة الكر والفر، واسباب ذلك معروفة واهمها ضعف المؤسسة العسكرية ووجود التناحرات غير المبدئية بين القوى السياسية وهي قائمة على اشدها في الوقت الحاضر. ومثل هذه الحاله واضحة للعيان في بيجي لدورها الكبير والستراتيجي في عملية تحرير الموصل. وان كلا، من القوى المتنفذة يتحمل المسؤولية لانهم مشغولون بصراعاتهم الخرافية ومنها تحقيق اكبر قدر ممكن من اللصوصية والنهب العام وهذه تترك اثرها على المؤسسة الامنية، اضافة ال? ان هذه المؤسسة مبنية على الطائفية. كما توجد صراعات مع قيادات الحشد الشعبي حول دور التحالف الدولي وجديته في تحقيق النصر على داعش وتوجد استشهادات عديدة على ذلك من بينها رصد حركة داعش وتهريب النفط.
وتطرق اللبان الى التعاون الجديد بين روسيا وايران والعراق وسوريا في مجال تبادل المعلومات الاستخبارتية والأمنية. وان هذا الاطار الجديد ومهما كانت اسباب وجوده والعناوين التي تنضوي تحته يدل على ان روسيا قادمة الى المنطقة وانها ذات قوة وفعل، وهذا ما نشهده في سوريا اليوم.
واسهب بالحديث عن المصالحة الوطنية، اذ انها لو تحققت بشكل جيد لاستطاعت ان تقرب من نهاية داعش، لكنها تخضع الى رغبات القوى السياسية ، وان مشروع المصالحة بدا منذ 2006 حتى الان ولكن دون جدوى ولم تقدم اي رؤية واضحة او سليمة في تنفيذ ذلك ومع من تكون هذه المصالحة؟ وما جرى كله عبارة عن عملية اعلامية فقط. وبالنسبة للحزب الشيوعي العراقي فقد قدم خمس مذكرات الى الرئاسات الثلاث، احداها رؤية الحزب في المصالحة الوطنية وتوصل الى استنتاج الى ان المصالحة ضرورية جدا لنجاح العملية السياسية. وقد كان التجاوب من قبل الرئاسات وا?كتل ايجابيا ومرحبا به فيما كان جواب رئيس الوزراء بانهم قد فقدوا الكثير منها. وفي الحقيقة لم يتحقق شيء جدي.
وتطرق الى دور الحشد الشعبي رغم اختلاف مسمياته وانتماءاته الا انه نجح نجاحا ملحوظا في تحرير الكثير من المناطق من داعش ومنها صلاح الدين وتعثرت مهمته في الرمادي. واشار الى تقرير منظمة هيومن رايتس حيث اكد على انه غير مبالغ فيه كما ادعت الحكومة فليس هناك دخان من غير نار.
وعن دور الحزب في المرحلة الراهنة اكد الرفيق اللبان بانه لا يقتصر على التظاهرات والاعلام بل أولى اهمية كبيره للمساهمة في العمل العسكري حيث توجد مفارز للحزب في سنجار وسهل نينوى وبحزاني وفي ديالى وهي تقاتل داعش بقوة وتحرز انتصارات عليها في كافة المجالات، وان المهمة التي يجب التصدي لها هي توحيد كل الجهود للقضاء على داعش وهي مفتاح للتقدم في كافة المجالات.
وبشأن المهمة الثانية
قال اللبان اننا امام طبقة سياسية متنفذة فاسدة تتعامل مع الدولة بمنطق الفرهود، وانها لم تستجب لكل دعوات الاصلاح، الامر الذي دفع الشعب الى التظاهر في 31 تموز 2015 باعتبار ذلك الطريق الاساسي الذي يجبر الحكومة والسلطات المعنية لتقديم تنازلات امام الوضع السائد بجميع حالاته الان. ان هذه التظاهرات لم تكن مفاجئة اذ كان لها امتداد سابق في عام 2011 وصحيح ان سببها الكهرباء ولكنها حصيلة تراكمات كبيرة منها الاضرابات العمالية والمهنية في مختلف المهمات وخاصة في شركات التمويل الذاتي لوزارة الصناعة والمعادن والتي نجحت في انتزاع المطالب التي نادت بها.
تميزت هذه التظاهرات بانها ذات وعي متطور ولها نوعية مختلفة عن السنوات السابقة ولها طابع شعبي ومدني عام وهي غير محصورة بفئة معينة. وهذه التظاهرات مهمة جدا لمستقبل العراق حيث ان نسبة الشباب المشارك تتجاوز 70 بالمائة، وانها عززت الوحدة الوطنية حيث ان الكل شاركوا بعيدا عن الطائفية، وفرضت شروطا حتى على القوى الاسلامية في الحضور الى ساحات التظاهر.
ومضى يقول الشئ المهم فيها انها ادت الى ارتفاع مستوى الوعي للمشاركين سياسيا واجتماعيا وهم بحق ضمير الشعب العراقي، حيث ان تدني مستوى الوعي هو من أسهم في استمرار الطبقة السياسية المتنفذة الفاسدة في الحكم، وان التظاهرات تدرجت في المطالب من الخدمات ثم الفساد ثم اصلاح العملية السياسية، وهذا يدل على النضج السياسي للملايين من ابناء الشعب وان القوى المتنفذة تخشاها خشية كبيرة، لانها اذا تحولت الى تظاهرات مليونية فقد السياسيون المتعفنون مشروعيتهم.
ومما يميز هذه التظاهرات ان الكثير من المثقفين والفنانين والاسلاميين المعتدلين لهم دور فيها، اضافة الى جموع المتظاهرين.
ابتكر المتظاهرون وسائل جديدة غير مطروقة من اجل زيادة الزخم واستحدثوا نظام التنسيقيات لقيادة العمل حيث استطاعت جذب اعداد كبيره من الجماهير للمساهمة في الدعوة للاصلاح، كما استحدثوا نظام المسيرات الراجلة والاضراب عن الطعام والاعتصامات.
وكانت الاستجابة لمطالب المتظاهرين متباينة من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية، الا ان السلطة القضائية ظلت متزمتة حتى الوقت الحاضر.
واكد الرفيق اللبان على ان القوى المتضررة من الاصلاح كثيرة جدا واستطاعت ان توحد قواها وتوحد خطابها السياسي وشكلت خطرا على رئيس الوزراء الذي حصل على دعم هائل من الشعب والمرجعية وكذلك من دول الخارج ولم يحصل اي سياسي في تاريخ العراق على مثل هذا الدعم، فعليه ان يستثمر هذا الدعم في مواجهة القوى المتضررة ولكن ما تحقق شئ متواضع ولا يرقى الى مستوى ما يرغب به المتظاهرون، ويجب الاستمرار في التظاهرات وتنويع وايجاد وسائل جديدة لانها الوسيلة لاجبار السلطة لتنفيذ الاصلاحات التي قدمها العبادي او مجلس النواب. يقابل ذلك تخط?ط مستمر لتحجيم هذه التظاهرات والمراهنة على عامل الوقت لاحداث ملل بين الجماهير حتى تنتهي بما يريده السياسيون المتنفذون، كما انهم استخدموا عدة وسائل منها الاعتقالات والتهديدات والرشاوي والوعود، حيث ان جبهة الخصوم كبيرة ولها امتدادات ونفوذ في كل المؤسسات الحكومية وتبذل الجهود في افشال والقضاء على هذه التظاهرات.
ومع ذلك نرى ان هذه التظاهرات حققت نتائج جيدة وهي
1 - التصميم والرغبة في الاستمرار بها
2 - اقرار وتشريع قانوني العمل والاحزاب ، وهما قانونان جيدان يختلفان عن المسودات السابقة لهما.
وتطرق الرفيق اللبان الى قانون الاحزاب باعتباره ركنا اساسيا لبناء الديمقراطية في العراق حيث لبى هذا القانون الكثير من اراء وملاحظات الاحزاب وعدد من المثقفين ومنها الحزب الشيوعي العراقي. ومن مميزات هذا القانون تحويل ادارة الاحزاب الى مفوضية الانتخابات بدلا من وزارة العدل، وحصل تغيير كبير في ما يخص الحياة الداخلية للاحزاب وكذلك تحديد مصادر التمويل المالي ومنع تمويل اي حزب من جهة خارجية.
3 - الغاء حمايات وامتيازات الكثير من المسؤولين.
4 - انكسار حاجز الخوف والتردد عند الجماهير.
5 - عزلت نظام المحاصصة الطائفية الذي هو اس بلاء كل ما جرى على العراق وتعرية الاحزاب التي تتاجر بالدين، وارتفاع رصيد القوى المدنية.
ونتيجة لدراسة الحزب لهذا الحراك الجماهيري فقد عمل على ديمومة واستمرار التظاهر وزج منظماته ورفاقه وأصدقائه للمساهمة الفاعلة فيه.
ان هذا الحراك قد افلح في تأسيس وعي مستقبلي وقريب القطاف، فحتى لو تراجعت هذه التظاهرات فان هناك خميرة ثورية قادرة على التغيير مستقبلا، وعلى الحزب حسن استثمارها من الان وصاعدا.
وحول ما يعانيه البلد من ازمته المالية:
اكد الرفيق اللبان على ان هناك سببين تتحملهما السلطة وهما
1 - وجود داعش واحتلالها ثلث مساحة العراق وما يتطلبه ذلك من نفقات.
2 - انخفاض اسعار النفط.
ان السبب الرئيس وراء الازمة هو سوء ادارة الحكومات السابقة خاصة حكومة المالكي والتي افرغت خزينة الدولة بطرق مختلفة، وقد قدم الحزب ورقة عمل للرئاسات الثلاثة وضح فيها رؤيته للخروج من هذه الازمة وقد لاقت ترحيبا كبيرا.
وبشأن العلاقة بين الاقليم والحكومة الاتحادية قال عضو المكتب السياسي ان الحزب الشيوعي العراقي يحمل الطرفين المسؤولية، اذ ان عدم الثقة بينهما ومحاولة ابتزاز الطرف الاخر هي السائدة بينهما، كما انهما يفسران مواد الدستور كل على هواه وحسب مصالحه.
وان الوضع في كردستان صعب ايضا اذ يوجد شرخ كبير بين القوى السياسية في كردستان ووجود جبهتين متضادتين وان هوة الخلاف بينهما تتسع ومستمرة حول رئاسة الاقليم. واشار ايضاً الى ان الفساد في كردستان كما الفساد في بغداد وبقية المحافظات.
وفي ختام الندوة قدم الحضور عددا من المداخلات والأسئلة، وقد وضح واجاب الرفيق اللبان على كافة الاسئلة التي تخص الوضع في العراق وقدم الشكر للجميع على حسن استماعهم وحسن ما ابدوه من حوارات يستفيد منها الحزب في العمل المستقبلي.