ادب وفن

عولمة ألعاب الأطفال / محسن ناصر الكناني

لا ينمو الطفل من تلقاء نفسه؛ فهو يتشكل ويتغير، ويرتقي كشخصية سوية، بقدر ما نوفر له الوسط الانساني الذي يعيش فيه، من عوامل التربية، ومقوماتها، بحسب ما ثبته علم النفس والتربية..
وتوضح فيولا البيلاوي، عالمة النفس المصرية، إن أبرز المقومات التربوية، في سنوات الطفولة اللعب كنشاط مميز لحياة الطفولة.

وقد أكدت البحوث، والدراسات، على ان اللعب هو مدخل وظيفي لعالم الطفولة، ووسيط تربوي فعال، لتشكيل شخصية الفرد في سنوات طفولته، وخاصة الفترة الاولى: الطفولة المبكرة، ما قبل المرحلة الابتدائية. وقد يفهم بعضهم، ان اللعب نشاط هدفه اللهو، واستهلاك الوقت والجهد فقط، بينما الاطفال يفرقون بين العمل واللعب؛ فالعمل لديهم هو العمل المدرسي أساساً، فضلاً عن الاعمال الاسرية، التي يُكلّف بها، بينما يعني اللعب لديه: أي شيء آخر يبعث على اللهو والمرح. يعني ان نظرة الطفل الى اللعب، نظرة صحيحة، لانها نابعة من داخله،وتندغم مع شخصيته، بينما نظرة الكبير، نظرة فوقية، قاصرة، تبعده عن اللعب، وتشجعه على العمل، والنشاط الجاد المفيد فقط!.
***
-هل يلعب الطفل وحده؟
-هذا السؤال جوهري. إذن يحتاج الى لعبة."فاللعب بالدمى يجتذب الطفل منذ الطفولة المبكرة، ويصل الى ذروته في العام السابع، أو الثامن من العمر وتسمى هذه الفترة بـ "سن اللعب بالدمى"، حسب ما تسميها فيولا البيلاوي. ومن خلال إجتيازه للطفولة الاولى، الى الطفولة الوسطى "سن 6-10سنوات"، يجري تداخل بين أنشطة اللعب حيث يكون الطفل فيها شغوفا بألعاب الجري، ثم الالعاب الرياضية، ثم يدخل الطفل الى حيز آخر: القراءة، او جمع الطوابع، والعملة، والفراشات، والنبات، والافلام، والصور، والأناشيد، والغناء، والإذاعة والتلفزيون، ثم تتبلور هذه الاهتمامات بصورة واضحة في مرحلة الطفولة المتأخرة "سن 11-12سنة"، التي تتصف بالاتزان الحسي والحركي، الذي يتميز بمعالم معينة من وج:كالرشاقة،القوة،والحيوية وهدفية الحركة،والانسيابية، او سرعة تعلم المهارات الحركية. ويشبها علم النفس بـ "رشاقة القط". وتتميز ايضا "بالكمون النسبي"؛ أي تكون عمليات الهدم والبناء في الجسم أكثر هدوءا، وتجري بمعدل أقل، اذا قورنت بمعدل النمو، في المرحلة التالية، المراهقة" المرحلة الحساسة حسب تعبير علماء النفس: حساسة في النمو التعليمي، والحركة المنظمة، والمثلى للتمكن من الألعاب الرياضية،"راجع كتاب ر.يرد: جان بياجيه "سيكولوجية نمو الاطفال: ترجمة فيولا البيلاوي-القاهرة 1976".
وبحسب "العالم بل-1952"، ان الرسم والنشاط التعبيري، يظهران مبكرا؛ فهو يبدأ بـ "الشخبطة" أو "الخربشة" في حوالي العامين الأولين من عمره، وينمو كصورة معبرة على أرضية ملائمة في حوالي سن الثامنة او التاسعة. وهكذا "نميز في كل اشكال اللعب نسقاً نمائياً، متطوراً ونمواً لنشاط الطفل من مرحلة إلى أخرى، "حسب بيلاوي".
يعني ان تعرّف الطفل على اللعبة، هي بمثابة بدايات تعرّف الطفل على العالم المحيط به،واكتشافه لذاته. و"في سنوات ما قبل المدرسة، يتعرّف الطفل على المكعبات، والرمل، والطين، واستخدام مواد الرسم، والتلوين بالاصابع، والموسيقى، والرقص الايقاعي" حسب "العالم هارتلي 1952". وفي هذا السن يكون لعب الاطفال إبداعياً،تمثيلياً، تكرارياً، تخيلياً،وتخليقياً (مستل من كتاب سيكولوجية نمو "الاطفال" ترجمة فيولا البيلاوي".
وعند الانتقال من مرحلة عمرية، الى اخرى، تتغير الالعاب، مع تطور نمو الطفل اي يظهر تحول من الكم من الالعاب الى "الكيف" عند الطفل،وهو دليل على حصول تغيرات كيفية في بنية الشخصية، مثلاً أن الطفل "يتعارك" مع زملائه، لكنه "يتصالح" في مرحلة ثانية. وفي مرحلة ثالثة يعرف كيف "يصطفي" صديقه، كلما كبر؛ وتتوسع دائرة الاصدقاء، ويتوحد معهم، ويعيش نشاطهم، ويسعى لان يحظى بمكانته داخلهم، وهو مظهر من مظاهر النضج، ثم يشكل في مرحلة المراهقة "جماعة الشلة"، من محلته، أو صفه..
لكن، في مرحلة المراهقة، يصير لعب الطفل أكثر شكلية، أي تختفي الكثير من التلقائية، أو النشاط التلقائي، وهي مرحلة خطرة جداً، تنبه اليها علماء النفس، وجب أن يخضع نشاطه لنظام معين، الذي يزداد طرديا كل عام، من تطور نموه المضطرد في المراهقة، يعني أن يصير اللعب في المراهقة شيئا شكليا،جدياً، ويتجاوز النمط العفوي "اللا شكلي" من النشاط الذي يبتهج به الطفل الصغير سابقاً..
ومع ان الكبار يتقبلون اللعب كجانب أساسي، لكنه تقبل لا ينطوي على ادراك واع لأهميته، ولقيمته، في نمو الطفل وبناء الشخصية. إذن كيف يستطيع الكبار أن يوازنوا بين اللعب والعمل في مرحلة المراهقة؟ وهي معادلة صعبة،خطرة، يعيشها الكبار، كل يوم، وتزداد يوماً بعد آخر، حتى دخوله الى مرحلة الرشد. والمعادلة، لا يمكن أن تحسمها الاسرة فقط،بل تدخل "المدرسة" و"المؤسسة التربوية الشاملة" ونظامها وفلسفتها في البناء الاجتماعي..
وبحسب رأي رشدي صالح، أحد أبرز العلماء المشتغلين في علم الفولكلور ان الانسان عبر تاريخه "يلهو" أثناء "قعوده" في عزلته في الكهف، قبل ان يخطو خطوته الثانية في الدفاع عن نفسه أو السيطرة على مصادر الخير والشر(الادب الشعبي..ص241" ويذهب صالح: ان اللعب، ووسائله اعرق من السحر، ويأتي بمثال على ذلك بـ "عرائس الطفولة" إذ أن النساء في مصر حين يردن رد العين يضعن عروساً يثقبنها بدبوس، ثم يلقينها في النار، وكأنها تمثال للحاسد، او الحاسدة".
يعني ان عرائس الاطفال المصنوعة من الطين، تلقى في النار، وتُشوى، وتُفخر حالها حال الالعاب الاخرى، التي تصنع من الطين، ثم تُفخر في نار الموقد، او التنور. يعني ان الانسان قد صنع لعبته بعد ان شبع من اللحم المشوي في الغابة.بكلمة اخرى، انه يبحث عن اللهو، بعد الشبع، ثم استوى على قدميه، ليرسم رسوماته أو "شخبطاته" داخل الكهف، وتركها لاحقاً، عندما اكتشف "العائلة: أصل الإنسان" ثم وجد نفسه في تجمعات انسانية. يعني ان النار كانت تدفعه كحاجة ضرورية: أن يشبع بطنه، ثم يشبع بدنه لعباً، كحاجة ضرورية، ثم نأتي بعد آلاف السنين، لنقرر:ان "خربشاته" ورسوماته، قد دخلت منطقة الابداع..!
هذه الحقيقة التي اوردها رشدي صالح، تدلنا على عراقة العاب الاطفال المصنوعة من الطين، والمفخورة بالنار. وقد وجدها الاثريون، بعد الاكتشافات العظيمة التي حققها علم الاثار، اذن كيف نراقب الطفل، وهو "يعبث" بلعبته التي اشتريناها من قوت العائلة؟ هذا السؤال هو الذي يؤرق رب العائلة،والتربوي، ،والمؤسسة التربوية!
الحقيقة الاخرى: لا يمكن تفضيل لعبة على لعبة أبداً، فجميع الالعاب يحاورها الطفل، ويأنس إليها، قبل أن يأنس الإنسان أو الحيوان في بيته، بل هي الأقرب إليه في وحدته، وهي الأسلوب الأنجع التي يرجع إليها التربوي ورب العائلة، والمؤسسة التربوية..
الالعاب بأنواعها؛ سواء ذات مظهر بشري، أو حيواني، أو ألعاب تقنية، جاهزة، تباع في الاسواق، وألعاب القصص والخيال العلمي المشابهة لألعاب التقنية، أو العاب الكترونية: ألعاب جيب والعاب الرجل الالي،والكومبيوتر الشخصي، او البيتي، التي وفرتها ثورة العولمة في مجال التقنيات، والالكترونيات، تمّ اشاعتها في الاسواق، ولم يعد بالامكان حصرها، اوتحجيم تداولها.
***
وقد حصل تدويل، او عولمة واضحة لألعاب الاطفال، وبالضبط بعد الحرب الثانية، التي شهدت اقبالاً واسعاً على انتاج الدمى بشكل واسع، وهي لعب واسعة الانتشار، ومعتدلة الاسعار، تُصنع في جنوب شرق آسيا. وثمة العاب على شكل عرائس تمثل شخصيات كارتونية أو أبطال قصص معروفين "والت دزني/ دونالد دك/ ميكي ماوس" وهي العاب تنتج بمختلف الاشكال والالوان، وتصدر لكل انحاء العالم، عبرت الحدود الوطنية، والثقافية يعني ان الامريكان، قد ابتكروا الالعاب، ثم صنعت في مصانع كوريا الجنوبية، وهونغ كونك، ومكتوب عليها بلغات مختلفة بدعاية ذكية "دمى مرحة الشكل، جنسيتها امريكية/جهة الانتاج هونك كونغ، تسوق في المانيا-النمسا-سويسرا"!
وانتقلت الالعاب الى اليابان، وانتشرت حالها حال السيارات. بعد ان هزموا في الحرب الثانية، لجأوا الى سوق الالعاب العالمية. حتى انهم أنتجوا مسدسات ذات اطلاقات بلاستيكية ومن الصعب التفريق بينه وبين المسدس الحقيقي. ويكمن الخطر في استخدام هذا النوع من الالعاب، ولا يمكن ان نتسامح مع اشاعتها في اسواقنا، بالرغم من وجود منع او حظر حكومي عليها.
ثمة العاب الخيال العلمي، والفنتازيا، التي شقت طريقها الى الاسواق عالميا، بسبب اشاعة الخيال العلمي وأدبه، التي وجدت نفسها في التلفزيون والفضائيات المعولمة!
ثم ظهرت العاب الفيديو لتي تنتج في اسواق هونغ كونغ، وتايوان، وسنغافورة، واليابان،وكوريا. وهذه الالعاب لها مدى اقتصادي،حيث تلبي حاجة السوق والمتلقي، ويسعى للحصول على الجديد منها دائماً.
***
إذن الألعاب ظاهرة اجتماعية، وليست ظاهرة فردية، تدخل في الحالة البنيوية وتميز النظام الاجتماعي الذي يستعملها. وهي بالتأكيد ترتبط بالتمايز العمري، للفئات الاجتماعية: الاطفال،والراشدين والبالغين. وثمة انفصال اجتماعي في هذا المجال، في نفس الوقت الذي يوجد فيه انفصال بين الاطفال، والمكاسب المادية التي حققها الكبار.وقد تحقق الانفصال هذا لدى الطبقات الغنية، وجرى تطوير هذه الالعاب في ادخال التغييرات التقنية، لمسايرة السوق او التماشي مع ما أصاب عالم الكبار من تغير متصل بالحياة اليومية.
وأما في مجتمعاتنا الشرقية، فان طلبات الاطفال متواضعة، وممكنة التحقيق عدا ألعاب الاسلحة. وفي الماضي كان الاطفال يلعبون، ويصنعون العابهم بايديهم: من الطين، والاشجار والنباتات، ثم انتقلوا الى براميل القمامة، والسكراب، ويجدون بالرغم من ذلك لذتهم،لانهم يلعبون في حاضنة الطبيعة، أما اليوم فلم يُترك للاطفال متسعاً؛ إذ سُدت عليهم المديات، والمساحات، جراء امتلاءها؛ بالمهجرين، والمهاجرين.
والطفولة قد تغيرّتْ مفاهيمها، مثلما تغير نمط الالعاب التي يلعبها اقرانهم قبل ربع قرن، ومثلما تغيّر كل شيء في الحياة: نمط العيش والعادات، والتقاليد، وانتهاء بلعب الاطفال..
ثمة سؤال يُطرح: ما هي الاسباب التي أدت الى تغير طباع اللهو لدى الاطفال بهذا الشكل خلال هذه الفترة،والسؤال الاخر الملّحُ: ما الذي أدى الى توحّد انواع اللهو عند الاطفال في كل انحاء العالم؟.
- "السؤالان مرتبطان كلياً. فالدول الرأسمالية بسبب غناها، وتمكنها الاقتصادي، استطاعت ان تغمر الاسواق بمنتجات مصانعها التي تنتج اللعب غير مراعية للثقافات، والحضارات التي تسود في هذا المكان أو ذاك" يعني ان عولمة مرعبة، قد عمت الاسواق العالمية، يقودها: مركز متوحش، عبر الحدود، والسدود، بيافطة براقة: السوق الحر، مما أدى إلى "إغراق" الأسواق، وسدّ المساحات الخضراء، بمظاهر الحضارة المادية، والكتل الكونكريتية: الفنادق الفخمة والعمارات، وشيوع فوضى الشارع مما ادى الى التقهقر، الى البيت، الذي يفتقر الى الحديقة، ثمّ التقهقر الى غرفة البيت: حيث التلفزيون، يبث برامجه المخيفة في مساحة ضيقه 5×4 ...فماذا يكون رد الفعل؟
-رد الفعل، أن انهار نظام البيت ، وازدادت المشاكل النفسية، وانعكس كل هذا على الاطفال ولعبهم، وراحتهم، وامتد هذا التأثير الى غرف نومهم المليئة بالحيونات : الاسود ، والنمور،والدببة،واليناصورات، والخفافيش،والجراد،والقمل،والاقنعة المخيفة، وتراجعت الدمى المؤنسة الحيوانات والطيور الأليفة وافتقد الأطفال إلى الحكاية المؤنسة، وحلّت محلها حكايات التلفزيون المفبركة وشخصيات الكارتون: ميكي ماوس وإضرابه التي عبرت الحدود بقوة الضوء؟ وغيرت من مناهج علم التاريخ، وخضعت الى الدراسة الفنية.
الخلاصة: التي نصل اليها هي ان اللعب ضرورة، وهو يتغير حسب مراحل الطفولة، ويقلَ، أو يُكيّف كلما أقترب الطفل من المراهقة.
والخلاصة الثانية: ان الطفل هو حافظ لتراث اغاني الطفولة ولعبها-اي اغاني الاطفال-تجمع بين الحركة، والايقاع-والاغنية واللعبة. ومن يتفحص ألعاب اغاني الاطفال الشعبية يلمس غنى، وأصالة الاغنية التي يؤديها الاطفال. هذه الاغاني التي ابتدعها الانسان الاول، وظلّت راسخة في الذاكرة الجمعية الى يومنا هذا. ولا يمكن ان نطور لعبنا وأغانينا، دون أن نعتمد عليها، مهما تكن سطوة الاغاني الرسمية، في المدرسة، وفي الفضائيات، التي ابعدتنا عن التلقائية، والطبيعة، والطين،والخضراء، والوجه الحسن!
***
هل يختار الكبار لعب الاطفال، التي تناسب أذواقهم، وتصوراتهم فيما يتعلق "بحسن التربية"، أم يراقبوا ببساطة،ما يفعله الاطفال بتلك الالعاب.ثمة دراسات متعددة،قام بها علماء النفس والتربية، توصلوا فيها: ان الطفل يختار لعبته التي تناسبه مثلما يختار الكبير أشياءه، التي تناسبه. والحقيقة الثانية:لا ضير أن يكسر الطفل "لعبته" وهي ليست خسارة بالمرة، بل هي "اكتشاف" لشخصية الطفل، ونموه في المستقبل.هذا الكسر يبدو لي، اننا وسط عالم لا يرحم، والاطفال قد وقعوا بين أزمتين عالميتين:الازمة الاقتصادية، والتضخم الاقتصادي التي عمت العالم الرأسمالي، مقابل الركود الاقتصادي في الأطراف، وتصاعد الإنتاج "السلعي" واكتساحه للألعاب المحلية، فسببت للأطفال "اغترابا" قاسيا، عمّقه ضعف الاتصال بالطبيعة، والعالم الواقعي الفسيح، وبقي الكبار يحملون أوامرهم ومواعظهم فقط، دون أن يؤثروا على الاطفال! والعائلة قد تحملت أعباءً ثقيلة، والدولة قد افترسها الفساد، والبيروقراطية.
- ما هو الحل؟
الحل: هو العودة إلى الطين، والطبيعة.
* العودة إلى التلقائية، والتراث المحلي، والثقافة الوطنية.
* البحث عن الحاضنة- الوطنية- الديمقراطية، التي ولدت من رحمها الثقافة الوطنية العراقية الحديثة، ومزج المحلي بالعالمي، على اساس حوار حضاري، متفتح، متعدد، قابل للتلقيح في مناخ مستقر، يبني دولة ديمقراطية، تتفهم الثقافة، والتنمية،تبني مؤسساتها على أساس متين.
ان عولمة ألعاب الاطفال، ذات طابع استراتيجي، على المدى البعيد، تعمل على تحويلنا الى مستهلكين "للالعاب" فقط وهي ذات هجمة سيئة النوايا، لتدمير الهوية الثقافية، "والاطفال بشكل خاص" لتحويل العالم الى "قرية صغيرة" وتوحيد العالم تحت فضاء العولمة. والخطوة التي نخطوها الان: هي تحويل خيالنا وخيال الطفولة الى واقع مُعَوْلم..!
ــــــــــــــــــــــــــــــ
* قاص. باحث في ثقافة الأطفال