ادب وفن

شيء عن مؤيد الراوي / عبدالكريم كاصد

كلّما التقيتك في برلين
أو التقيتَني في لندن
تذكّرنا أسواراً وسلالمَ غابرةً
وجسراً حجرياً نعبرُهُ محتفيَين
وقد ارتسمتْ صورتُك على الماء
صورتُك وهي تبتسم
دون أن تستوقفك أبداً
تراها ما تزال هناك؟
*
الطيبةُ تجلسُ مصغيةً إذ تجلس
بعينيها الصافيتين
ها هي تغفو
هل نوقظها؟
تقول لها:
- أيتها الطيبةُ خذي بيدي
أقول لها:
- أيتها الطيبةُ خذي بيدي
ثم نسيرُ معا
تتوسطنا بشرائطها
هل تبصرُها تتقافزُ كالطفلةِ في الشارع؟
*
حين تشكو على لساني
وأشكو على لسانك
أنسألُ:
أيُّنا الراحل
وأيُّنا المقيم؟
*
كثيرون يتحدّثون عن الشعر
بألسنةٍ سودٍ
وذقونٍ خضراء
أما أنت
فكنتَ الشعر
لا يتحدّثُ عن نفسه
وقد هجرَهُ محبّوهْ
*
المسرحُ صالةُ فندق
والبطلُ الذي انتظرناه
- أنا وأنت-
لم يكن غير فأرٍ بذيلٍ طويل
أين هو؟
هل خبّأتَهُ في جيبك
لئلاّ يراهُ أحدْ؟
*
مارأيتك يوماً
إلاّ وطائرٌ يسبقك إليّ
*
من أين أتى الموت؟
وحولك رفّ حمامٍ أبيض
وقطاً
من أين أتى الموت؟
*
أين ترى أنت الآن؟
*
بعد موتك
أما زلتَ تغذُّ الخطى إلى تلك القلعة
حيث الموتى
ينتظرون هناك:
كلدان
آشوريّون
أكرادٌ
عربٌ
وأنت تضحك
وتضحك
مؤيّد..!
ممّ ترى تضحك؟
*
الجسر الذي عبرتَه مرّةً
ها أنت تعبرُهُ ثانية
جالساً عند شجرةٍ مائلةٍ
وقد أزحتَ الكرسيّ قليلاً
إلى حافة النهر
*
لتذهبْ بعيداً في الغابة
مصطحباً أجدادك القدامى:
أنكيدو
جلجامش
أتونابشتم
وقد تراني هناك صامتا
تراك ستروي ثانية
عن جسرٍ وسلالمَ غابرةٍ؟
*
شاعرٌ اعزلُ أنت