ادب وفن

شوق الدرويش / مقداد مسعود

هو عنوان رواية الروائي السوداني حمور زيادة، وهي من الروايات العربية المرشحة للجائزة العالمية/ بوكر 2015 وهذه ملاحظات قارئ متريث في حكمه.. أرى ان الرواية مترهلة في طولها ومزحومة بعمليات السرد المتراجع «فلاش باك» حيث تختلط اللقطة عليّ كقارئ هل أنا في لحظة آفلة؟ ام في لحظة راهنة تعيشها الشخصية؟ طبعاً ممكن ان تختلط اللحظتان في حالة تدفقهما وانقطاعها من خلال الزمن النفسي للشخصية الروائية ذاتها.. أما ان يتولى الأمر السارد العليم فهي ولاية لا تمتلك أسباب الاقناع الفني.. في روايات حنا مينة توجد حكايات قصيرة ضمن الرواية ذاتها ولها وظيفة ضمن سياق السرد، لكن في رواية «أشواق الدرويش» تأخذ حكاية الدرويش حسن الجريفاوي مساحة لا يستهان بها من المطبوع والدرويش حسن من الشخصيات الفرعية في الرواية التي تسهم في القاء القبض على بخيت الشخصية الرئيسة في الرواية ولا أدري كيف اصبح الدرويش حسن ثريا الرواية؟!.
وحين ننتقل إلى المضمون فالرواية تشتغل على لحظة محتدمة في السودان: صراع متعدد الاطراف ومدجج بالأسلحة كافة الاستعمار البريطاني/ الاتراك/ المصريون، ويشتغل الجميع وفق حرب صليبية مصغرة بين مسيحية أوربا والقدرات البسيطة لبلاد المسلمين، وهناك انتشار الدروشة يقابلها الوعي اليومي البسيط للإنسان البسيط في زمن المجاعة التي اجتاحت السودان ضمن زمن الرواية.
في رواية «موسم الهجرة الى الشمال» يقول مصطفى سعيد: انتم نصبتم سكك الحديد ليس لنا بل من اجل جيوشكم الغازية بلادنا وعلمتم اولادنا اللغة الانكليزية لنقول لكم نعم بلغتكم.. في رواية «أشواق الدرويش» أتساءل كقارئ: كيف يصف السارد ذلك الضابط الانكليزي المستعمر، أعني غوردن باشا الذي عينته امبرطوريته حاكما على الخرطوم.. غوردون الذي سعى الى ابادة جيش المهدي.. كيف يصفه السارد.. «حاول نشر الامل في مدينة الخرطوم التي يخنقها اليأس»..
بالنسبة للشخصية النسوية المسيحية ليست بريئة فهي جاءت الى السودان لتقنع المواطنين بأن يتخلوا عن الاسلام ويصبحوا مسيحيين؟! بالنسبة لي كقارئ ارى ان علاقة الحب المصنّعة بين العبد المسلم القبيح وبين ثيودورا.. كان الهدف الوحيد من ورائها: نوال الجائزة فقط!