ادب وفن

الشاعر الكبير عزيز السماوي .. آخر حوار معه حول الشعر والحداثة / ريسان الخزعلي

( 1 )
*.. نشرت مجلة / المشاهد السياسي/ الجزائرية في عددها 112 تموز 1998 حواراً موسعاً مع الشاعر الكبير /عزيز السماوي/..، أجراه الاستاذ (احمد منير الاسكندراني).
تحدث الشاعر في هذا الحوار عن قضايا مهمة تخص الشعر الشعبي العراقي الحديث من حيث اللغة واللهجة وسبق التجديد ورأي (ابن خلدون) في الشعر الشعبي، ودور الشعر الشعبي العراقي في الثورات والانتفاضات الشعبية، والأغنية، كما تحدث عن أبرز الاسماء في الشعر الشعبي العراقي الحديث.
نظراً لطول الحوار، آثرنا نشر بعض الفقرات منه، لما تمثله من أهمية في التشخيص ووعي التجربة الشعرية وفكرة الشعر.
( 2 )
* جاء في تقديم الحوار:
/اغاني الدرويش/.. هي القصيدة الطويلة التي يعتبر الشاعر العراقي /عزيز السماوي/ أنها تقدم صورة موجزة عن شعريته. ويرى النقاد ان /عزيز السماوي/ يملك رؤية شعرية خاصة لدور اللغة في حياة الناس كما في الشعر والمجتمع. ويعتقد النقاد ان الشاعر منكب على إحداث وإشعال أقصى طاقة صوتية وبينية وايقاعية.
( 3 )
من اجابات الشاعر:
*.. ليس مستغرباً، إذ أن (ابن خلدون) كتب عن الشعر الشعبي المغربي والجزائري والمصري قبل 600 سنة وبشّر بأنه سيكون شعر المستقبل، لأن لغته بسيطة وتخاطب الناس من دون إدعاء، فهي اللغة التي تعبر عن أحلام الناس، هي اللغة التي نتحدث بها الى اطفالنا وزوجاتنا وأقاربنا وتروى بها السّير الشعبية وأغاني الأطفال والأمهات.
لا أرفض اللغة الفصحى، ولكن الحقيقة هي أني أشعر بأنني أعرف أسرار اللغة المحكية اكثر من الفصحى، من الناحية الجمالية والايقاعية واللسانية. لقد درست اللغة العربية وأنا متمكن من النحو والصرف واللسانيات والعروض والبلاغة وقمت بتدريسها اكاديمياً. لكن روحيتي ومزاجي أقرب جداً الى الكلام الشعبي.
إن اللغة الشعبية المحكية هي لغة الناس، أما اللغة الفصحى، وخاصة القديمة، فأنا أراها في الرفوف والقواميس.
*.. ان وحدة التفعيلة ظهرت في الشعر الشعبي العراقي قبل ظهورها في شعر الفصحى، وأول الحداثة ظهرت في هذا الشعر في العشرينيات مع ثورة العشرين في العراق، أي قبل أن تظهر عند السياب ونازك الملائكة باكثر من 25 سنة! وتفسيري لهذا، ان الشعر الشعبي يُغنى، وطبيعة الفن المسمى (الهوسة) دخلت بها مقاطع اعتمدت على وحدة التفعيلة لتطويل نَفس الشاعر اثناء الالقاء، فكان الشاعر يضطر احياناً الى أن يُضيف، واحياناً يضع مقاصر حتى يسترجح، لكن هذا التمرد يعتبر تمرداً جزئياً، وأضيف ايضاً، ان الشعر الشعبي المصري في الثلاثينيات والاربعينيات تمرد على القصيدة الشعبية القديمة، وللأسف الشديد، ممن أرّخوا للشعر الحديث كالسياب والملائكة على وجه التحديد لم يشيروا الى هذه النقطة المهمة وربما لأنهم لم تكن لديهم دراية كافية بالشعر الشعبي.
. . . . . . ،
*.. الوجوه البارزة جداً من حيث المكانة والاهمية، وليس بالضرورة من حيث الشهرة هي: الشعراء، مظفر النواب، طارق ياسين، علي الشباني، ابو سرحان، كاظم الركابي.
وأشير الى شاعر لديه شاعرية طيبة هو عريان السيد خلف، وقد لمست في السنوات الأخيرة انتقاله وتمرده.
ومن الأصوات الشابة التي أتوقع لها التقدم كأصوات واعدة ستبدع يوماً ما مثل كاظم غيلان وريسان الخزعلي وعدد آخر من الشبان.
*.. شعري، شعر تفعيلة، وأنا لا أرفض شعر قصيدة النثر، ولكني لا أكتبه، لأن القصيدة الشعبية لا تحتمل أن تُكتب بالنثر.
. . . . ،
*.. ان الحداثة في الشعر، في تصوري، ما عادت تعتمد على أن يُفهم الشعر بيتاً بيتاً، ولكن أن تُفهم القصيدة كمناخ.
. . . . . ،
*.. الشعراء الشعبيون العراقيون، يعتقدون ان كل شاعر شعبي يستطيع ان يكتب أغنية. وهذا خلط سببه نقص في الوعي الثقافي للأسف، وربما لأنهم يميلون الى الشهرة السريعة ويعتقدون انها تكوّنهم.
محمد حمزة في مصر مثلاً يستطيع ان يكتب الأغنية، وقد كتب اكثر من الفي أغنية. الا انه ليس شاعراً شعبياً.
( 4 )
* اعمال الشاعر:
1- قصائد للمعركة... مشتركة.
2- خطوات على الماء.. مشتركة مع الشاعرين طارق ياسين وعلي الشباني.
3- أغاني الدرويش.
4- لون الثلج والورد بالليل.
5- النهر الأعمى.
6- بانوراما عراقية.
*.. رحل الشعر وهو في منفاه الأضطراري عام 2001.