مدارات

عملية الحويجة تتسبب في انقسام سياسي حاد في ظل "صمت حكومي"

بغداد – طريق الشعب
في تطور مفاجئ في مسار العمليات العسكرية، ودور القوات الامريكية فيها، شهدت مدينة الحويجة التي يسيطر عليها تنظيم داعش، في ساعات الفجر الاولى من يوم الخميس الماضي، عملية نوعية، بمشاركة فعلية من قوات النخبة الامريكية مع قوات خاصة تابعة للبيشمركة، نُفّذت عبر انزال جوي على احد معتقلات تنظيم داعش في المدينة، حررت فيها نحو 70 معتقلا، قيل ان من بينهم 20عنصرا من القوات الامنية العراقية، وعددا من قيادات داعش الذين تمردوا على التنظيم.
العملية تسببت في تداعيات وردود فعل متباينة بين الترحيب والاشادة بها وبين اعتبارها انتهاكا للسيادة العراقية، كل هذا يحصل والموقف الرسمي الحكومي غائب حتى لحظة إعداد وتحرير هذا التقرير.
الدفاع العراقية: علمنا بالعملية من الإعلام
نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية العميد تحسين إبراهيم أن تكون وزارته قد علمت مسبقا بعملية الحويجة التي نفذتها قوات أميركية خاصة وكردية، ليل الأربعاء الماضية لتحرير رهائن في الحويجة من قبضة داعش.
ونقلت وكالة "رويترز" عن إبراهيم، قوله: إنه علم بالعملية من خلال وسائل الإعلام، موضحا أنها كانت محصورة بين الأميركيين والأكراد.
وأكد المتحدث العسكري أن مسؤولين في وزارة الدفاع سيجتمعون مع ضباط في التحالف الدولي لمحارية داعش من أجل اطلاعهم على تفاصيل أكثر حول عملية الحويجة.
وأفاد شهود من قضاء الحويجة بأن عددا من طائرات "شينوك" نفذت إنزالا جويا على مقر لداعش، وقصفت حاجزي تفتيش قرب قرية فضيخة شمال شرقي القضاء.
واشنطن: العملية تمت بطلب من كردستان
وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض إيريك شولتز أن عملية انقاذ الرهائن في الحويجة جنوب غربي كركوك، الخميس، قامت بها قوات البيشمركة بدعم من القوات الأميركية الخاصة وبقرار من وزير الدفاع آشتون كارتر.
وقال خلال مؤتمر صحفي الخميس: إن وزير الدفاع أعطى الضوء الأخضر للعملية بعد ورود معلومات استخباراتية دقيقة تفيد بأن الرهائن يواجهون إعداما جماعيا وشيكا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك، في بيان: إن العملية "تم التخطيط لها وتنفيذها بعد تلقي معلومات أفادت بوجود خطر وشيك لقتل الرهائن".
وأضاف المتحدث أنه تم تنفيذ العملية "بناء على طلب الحكومة" في إقليم كردستان، مشيرا إلى أن من بين الرهائن السبعين أكثر من 20 عنصرا من قوات الأمن العراقية.
وأوضح أن القوات الأميركية أمّنت مروحيات لنقل القوات التي نفذت العملية وواكبت القوات الكردية في مهاجمة المكان الذي كان الرهائن محتجزين فيه.
ولفت المتحدث إلى أن قوات البيشمركة اعتقلت خمسة عناصر من داعش، فيما حصلت الولايات المتحدة على "معلومات استخباراتية مهمة" عن التنظيم الارهابي.
وتابع كوك أن الجندي الأميركي الذي قُتل في العملية أصيب في تبادل لإطلاق النار، وتوفي لاحقا بينما كان يتلقى العلاج.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إنه أول جندي أميركي يُقتل في العراق منذ بدء عمليات التحالف ضد داعش.
كارتر: حصلنا على خزين "هائل" من المعلومات
وكشف وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر، الجمعة، عن حصولهم على خزين "هائل" من المعلومات الاستخبارية من عملية الإنزال، متوقعا تكرارها مستقبلا.
وقال كارتر خلال مؤتمر صحفي: "نشيد بعملية الانزال الجوي التي قامت بها قوات أميركية في الحويجة شمالي العراق، وادت الى تحرير 70 محتجزاً لدى داعش"، مشيراً الى أنه "تم الحصول على خزين هائل من المعلومات الاستخبارية من العملية".
وتوقع كارتر "المزيد من الفرص المستقبلية للقيام بعمليات مشابهة لتلك التي وقعت في الحويجة".
التحالف الدولي: بغداد كانت على علم بالعملية
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي، ستيف وارن، السبت، في حديث لعدد من وسائل الإعلام: إن "الحكومة العراقية كانت على علم بعملية الحويجة وتم إعلامها بذلك"، لافتا إلى أن "العملية نُفذت ضمن تقديم المشورة والمساعدة، ولم يحصل أي تغيير في سياستنا".
وأضاف أن "الرهائن الـ70 الذين تم تحريرهم من سجن داعش أصبحوا لدى قوات البيشمركة"، مبينا أن "داعش كان يستعد لإعدام هؤلاء الرهائن".
ياور: اختيار الحويجة جاء لقربها من البيشمركة
وقال الامين العام للبيشمركة جبار ياور، امس الاحد، ان "سبب اختيار الحويجة لتحرير الرهائن منها جاء لقرب القضاء من البيشمركة الذي لا يبعد عن تلك القوات سوى 25 الى 30 كيلو مترا، اضافة الى المعلومات المتوافرة الكافية لدى القوة المهاجمة ,ما ادى الى نجاح العملية".
وأضاف ياور ان "هذه العملية تمت من قبل قوة خاصة تابعة لمجلس امن كردستان وهي قوة من مكافحة الارهاب وأيضا قوة امريكية خاصة"، مؤكدا ان "كل المعلومات حول الرهائن والتحقيق معهم ستكون من قبل جهاز امن كردستان ونحن كقوات بيشمركة لم نتدخل في ذلك".
نيجيرفان البارزاني يصف العملية بـ"الجريئة"
وقال رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، السبت، في بيان:"قامت قواتنا البيشمركة بإسناد القوات الخاصة الأميركية في تنفيذ عملية في الحويجة لقطع الطريق أمام تنظيم داعش الإرهابي الذي كان ينوي تصفية عدد من المختطفين بشكل جماعي"، لافتا إلى أن "هذه العملية الجريئة أنقذت حياة 69 إنسانا، لكن مع الأسف فقد جندي أميركي حياته وأصيب أربعة من قوات البيشمركة".
وتابع أن "حكومة إقليم كردستان ملزمة بحماية الشعب ومناطق سيطرتها وتحرير البيشمركة المختطفين، كما سنتمكن بصمود ودعم الشركاء في التحالف الدولي من إلحاق الهزيمة بهذا التنظيم الإرهابي".
الجبوري يدعو الى تكرار العملية
وقال مكتب رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، امس الاحد، في بيان: ان "رئيس مجلس النواب سليم الجبوري تلقى اتصالا هاتفيا، من رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني"، مبينا ان "البارزاني اطلع الجبوري على تفاصيل العملية النوعية التي جرت ودور البيشمركة والقوات العراقية والإسناد الدولي الذي تلقته قواتنا لإنجاح العملية".
وثمن الجبوري- خلال البيان- "الدور الاحترافي لقوات البيشمركة التي قدمت أنموذجا شجاعا في هذه العملية النوعية والتنسيق العالي بين الفعاليات الأمنية العراقية والدولية"، داعيا الى "تكرار هذه التجربة الناجحة وإدامة زخم التواصل بين الإقليم والمركز لمواجهة الارهاب".
علاوي: اربيل ستعيد الرهائن الى بغداد
وقال مكتب رئيس ائتلاف الوطنية اياد علاوي، امس الاحد، في بيان: إن "رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني تحدث مع علاوي شارحاً أبعاد ما حصل في مسألة تحرير الرهائن في الحويجة".
وأوضح أن "ذلك أسفر عن تحرير 69 رهينة جميعهم من العرب, كانوا محتجزين لدى عصابات داعش الارهابية"، مشيراً الى أن "الكرد سيعيدون الرهائن الى الحكومة العراقية بعد التحقيق في الهوية".
واضاف أن "هذه العملية الشجاعة والجريئة والموفقة من الكرد تقدم دليلاً آخر على انهم جزء لايتجزأ من العراق"، داعياً الى "تقارب حقيقي بين التحالف الدولي والتحالف الرباعي الجديد، على ان تأخذ السلطات العراقية الدور القيادي في رسم العمليات وتنفيذها معاً، وتعمل على تحقيق التكامل والمساهمة بقيادة العمليات والاشراف على التحالفات الموجهة ضد الارهاب وقوى التطرف".
ائتلاف القوى يصف العملية بـ«الشجاعة»
وقال رئيس كتلة ائتلاف القوى العراقية، احمد المساري: "اننا نقدّر عاليا الجهود الكبيرة التي بذلتها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة اﻷميركية في الإعداد و التخطيط لهذه العملية النوعية و ما قدمته من دعم لقوات البيشمركه لإنقاذ 70 رهينة بينهم 20 من افراد قوات اﻷمن العراقية كانوا محتجزين لدى تنظيم داعش الإرهابي".
و أعرب عن أسفه لوفاة أحد أفراد قوات التحالف الدولي متأثرا بجروحه خلال العملية و اصابة 4 من عناصر البيشمركة بجروح.
متحدون عدّها عملية هدفها "إنساني عميق"
وقال ائتلاف متحدون للإصلاح، في بيان: إن "ائتلاف متحدون يوجه شكره وتقديره للولايات المتحدة الأميركية على ما قدمته من تضحية من أجل إنقاذ عراقيين يواجهون الموت والإعدام المرتقب على أيدي الإرهابيين".
واشارالائتلاف الى أنه "يقدر تضحية أحد الضباط الأمريكان الذي دفع حياته ثمنا لإنقاذ مجموعة من البيشمركة حوصروا أثناء العملية"، مبينا أن "هذه العملية النوعية المشتركة بين الأميركان عبر توفير وتجهيز طائرات الإنزال وبين قوة خاصة من البيشمركة هدفها تنفيذ الواجب وإطلاق سراح الأسرى من جنود الفرقة الثانية عشرة وعدد من مواطني الحويجة، فضلا عن اعتقال عدد من قيادات داعش، تستوجب الشكر والتحية لهدفها الإنساني العميق في إنقاذ أبرياء من موت محقق وكسر شوكة الإرهاب".
الصدر: العملية تجاوز على الحكومة
وقال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الجمعة، في معرض رده على سؤال من أحد أتباعه بشأن عملية الإنزال: "العملية تعدٍ واضح على الحكومة العراقية واستغلال لها"، مضيفا "لا نقول إن تدخلها غير مقبول بل مرفوض وممنوع".
وشدد الصدر أن "على الحكومة العراقية اتخاذ الإجراءات لمنع أي تدخل من هذا النوع في المستقبل".
العصائب: عملية الحويجة «سابقة خطرة»
وقالت حركة "عصائب اهل الحق"، الجمعة، في بيان: "في ظل الانتصارات الكبيرة التي تحققها قواتنا الأمنية وفصائل الحشد الشعبي المقاوم، وفشل مايسمى بالتحالف الدولي في تحقيق اي مكتسبات عسكرية تذكر، وبهدف الخروج من هذا المأزق الكبير نفذت القوات الامريكية عملية عسكرية برية مفاجئة في قضاء الحويجة وبدون أشعار الحكومة العراقية بذلك"، مشيرة إلى أن "العملية تعد خرقاً للسيادة الوطنية، وسابقة خطرة، ودليلاً على عدم صدق الادارة الامريكية في ماتقول من ان دعمها للعراق يقتصر فقط على الدعم اللوجستي والاستشاري".
وأضاف البيان، أن "التصرف الأميركي يكرس مفهوم التقسيم كونه جرى دون علم الحكومة العراقية، في حين جرى التعامل مع حكومة اقليم كردستان بالرغم من ان الحويجة تابعة للحكومة المركزية وليست ضمن مناطق الاقليم"، مطالباً بـ"الكشف عن أسماء المحررين وهوياتهم للرأي العام".
بدر: العملية تهدف الى الحفاظ على ارهابيين مهمين
وقال النائب عن كتلة بدر البرلمانية رزاق محيبس: "من المعلوم ان قوات الدلتا تقوم بتنفيذ عمليات خاصة في مختلف دول العالم، مبينا ان هذه القوات سبق ان قامت بتنفيذ عملية عسكرية على "ابو سياف" ومن ثم قامت بتنفيذ عمليتها الاخيرة في قضاء الحويجة. وأوضح الفرق في ما تم تنفيذه على الارهابي ابو سياف وبين ما تم تنفيذه في الحويجة، حيث ان عملية الحويجة هي محاولة للتغطية على أفعالهم في العراق، اضافة إلى الحفاظ على بعض العناصر المهمة من داعش.
دولة القانون يُعدُّ العملية اختراقا للسيادة
واعتبر السيد النائب عن ائتلاف دولة القانون، جاسم محمد جعفر، عملية الانزال الجوي للكوماندز الامريكي في الحويجة اختراقا للسيادة العراقية لأنها تمت دون موافقة الحكومة العراقية وان أهدافها غير واضحة.
وقال جعفر، في مؤتمر صحفي: "نحن مع كل جهد واسناد لضرب مواقع ومقرات داعش وتحرير كل شبر من ارض العراق من دنسهم، ولكن بنفس الوقت نرفض كل عمل واختراق للسيادة العراقية دون اذن الحكومة العراقية ، لانه يفسح المجال لدول اخرى للقيام بعمل مماثل في مناطق اخرى من العراق وهذا يؤدي الى هتك الأجواء العراقية والإساءة الى شعب العراقي ويجعل من اجواء العراق مطمعا للاجانب.
ابرز المعتقلين في عملية الحويجة
وقال النائب عن محافظة كركوك، خالد المفرجي، لوكالة "السومرية نيوز": إن "قضاء الحويجة في كركوك يعد من المراكز الاستراتيجية لداعش"، مبينا أن "القضاء يوجد فيه سجن يضم ثلاث فئات: الاولى تضم دواعش معاقبون من التنظيم، والثانية السكان الذين يسكنون في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم وهم معارضون له".
واضاف المفرجي أن "الفئة الثالثة هي من المسجونين وعلى الاكثر هم اسرى من العرب والكرد"، مشيرا الى أن "داعش كان يسعى الى تنفيذ عملية انتقام وشيكة الوقوع، لكن التدخل الامريكي جاء وانهى الموضوع".
وتابع أن "ابرز قيادات داعش المسجونين في السجن وتم القاء القبض عليهم خلال عملية الانزال هم حكم الجيجاني من اهالي ناحية العباسي في قضاء الحويجة، والاخر ابو عمر من سليمان بيك"، موضحا أن "هذين الشخصين يعملان في داعش ومن قياداته وتم وضعهما في السجن بعدما تمردا على التنظيم ".
واكد ان "هذين القياديين يمتلكان معلومات كبيرة وخطرة بشأن الخطط التي يستخدمها التنظيم في حربه على العراق"، لافتا الى أنه "بحسب معلوماتنا فان هؤلاء الرهائن والقياديين في داعش هم حاليا لدى السلطات في اقليم كردستان وسيتم تسليمهم الى الحكومة الاتحادية".
داعش يخلي مراكز توقيف في الشرقاط خوفا من تكرار عملية الحويجة
قال مصدر محلي في محافظة صلاح الدين، الاحد، ان "تنظيم داعش بدأ اخلاء مراكز التوقيف التابعة لما تسمى بالحسبة داخل قضاء الشرقاط ومحيطها، ونقل ما تحوي من المعتقلين الى مراكز بديلة".
واضاف المصدر، ان "اخلاء داعش مراكز التوقيف جاء خوفا من تكرار عملية انزال الحويجة التي نفذتها قوات امريكية خاصة".