مدارات

شوارع بغداد لم تجف.. وستغرق ثانيةً! / خضر الياس ناهض

فيما شوارع بغداد ومنازلها لم تجف بعد، ولم يهدأ غضب أهلها وسخطهم، أعلن مرصد الأنواء الجوية عن هطول أمطار غزيرة وعواصف رعدية، اليوم الاثنين، الامر الذي سيجعل الوضع أكثر أسوءاً مما هو عليه.
وفي تصريح عده مراقبون محاولة لامتصاص غضب الشارع العراقي على فشل الحكومة في تقديم الخدمات، طيلة السنوات الماضية، كشف محافظ ذي قار، أمس الاحد، أن رئيس الوزراء نوري المالكي وعد المحافظات المهددة بهطول امطار غزيرة بمنحة مالية طارئة لشراء الآليات الاختصاصية.
واوضح يحيى الناصري في تصريح على هامش لقائه برئيس الوزراء أمس في بغداد ان "رئيس الوزراء أوعز بتشكيل غرف عمليات للطوارئ تضم جميع الدوائر الحكومية وتكون برئاسة المحافظين".
مشيرا الى ان "غرفة الطوارئ ستتولى ادارة العمليات والجهد الخدمي الذي تتطلبه المناطق والاحياء السكنية التي ستتضرر من الامطار المتوقع هطولها خلال الايام القادمة".
واضاف محافظ ذي قار ان "رئيس الوزراء وعد المحافظات المهددة بهطول الامطار بمنحة مالية طارئة لشراء آليات اختصاصية تعزز الجهد الخدمي للمحافظات المذكورة". لافتا الى ان "ادارة محافظة ذي قار ستعد قائمة باحتياجاتها من الآليات الاختصاصية وترفعها بصورة عاجلة الى مجلس الوزراء ليتم رصد الاموال اللازمة".
وكان محافظ ذي قار قد حضر صباح امس اجتماعا رسميا في العاصمة بغداد ترأسه رئيس الوزراء نوري المالكي، وضم عددا من المحافظين، وبحث سبل درء المخاطر المحتملة من هطول الامطار التي تتوقع مصادر الأنواء الجوية هطولها بغزارة.
يأتي ذلك، في وقت أمهل أهالي منطقة الشعب وحي أور شمالي بغداد، أمس الأحد، أمانة العاصمة ساعات لـ"تجفيف" مناطقهم التي لا تزال غارقة بمياه الأمطار، رغم مرور ثلاثة أيام على توقف المطر.
وبحسب مراسل "طريق الشعب" فإن أهالي حي الجزائر والصحة بمنطقة الشعب، وأهالي حي أور، هددوا مساء أمس بقطع الطريق الرابط بين بغداد والمحافظات الشمالية، إذا لم تف أمانة بغداد بوعودها بسحب المياه منهما.
وقال مواطنون لـ"طريق الشعب" أن منازلهم تعوم على برك مائية، ومهددة بالانهيار في أية لحظة.
وكانت قوة من الفرقة الحادية عشرة في الجيش العراقي أعادت افتتاح طريق بغداد –ديالى، كركوك، ظهر أمس الأول بعد غلقه مؤقتا من قبل متظاهرين غاضبين في منطقة الشعب.
وكان عضو مجلس محافظة بغداد عن ائتلاف دولة القانون، معين الكاظمي، حمل في حديث صحفي، أمانة العاصمة والحكومة الاتحادية، مسؤولية تكرار "فيضانها" بعد كل موجة أمطار، نتيجة التلكؤ في تنفيذ المشاريع اللازمة منذ خمس سنوات. وفي حين اشتكى من عدم قدرة مجلس المحافظة على "محاسبة" الأمانة لارتباطها بمجلس الوزراء، أعرب عن أمله بأن "يفلح" المجلس بالضغط لتنفيذ مشاريع تصريف المياه المتلكئة، وتجنيب العاصمة "خطر الغرق"، إذا ما انهار الخط الرئيس لتصريف المياه "دبلن" الذي انشأ قبل نصف قرن.
وأظهرت موجة الأمطار التي هطلت على بغداد والمحافظات، حجم "العيوب" في شبكات المجاري وصعوبة تصريف مياه الأمطار التي شكلت فيضانات كبيرة، لم تنفع معها الحلول "الترقيعية" التي لجأت إليها الدوائر المعنية.
وفي سياق متصل، أكدت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي، التوقعات بهطول أمطار غزيرة وعواصف رعدية ابتداء من اليوم الاثنين.
وكان مرصد أمريكي للأنواء الجوية قد حذر أيضا من أمطار فيضانية ستضرب وسط وجنوبي العراق ابتداء من اليوم الاثنين لغاية الخميس المقبل.
وتناقلت صفحات التواصل الاجتماعي على فيسبوك تصريح المرصد الأمريكي بانه لا يزال ثابتاً على توقعات قوية جداً بهطول أمطار على جنوب العراق وبعض مناطق الوسط خلال الفترة من اليوم الاثنين ولغاية يوم الخميس، وبعض حالات الطقس في العراق تعطي تنبؤات لأمطار فيضانية، نتمنى على الجميع اخذ الأمور بجدية وحذر للفترة من 18 ولغاية 21 من الشهر الحالي.
ونشرت خارطة تمثل الأمطار المتوقعة ليوم غد الثلاثاء تبين أن الأمطار ستهطل لمدة 12 ساعة تقريبا.