المنبرالحر

مجلس النواب وداعا ../ طه رشيد

ابتدأت فعاليات الاسبوع الزراعي السادس ويوم الشجرة على ارض معرض بغداد الدولي صباح 15 آذار الحالي ويستمر للواحد والعشرين منه. وقد حضر الافتتاح رئيس الوزراء ووزير الزراعة، ومستشار وزارة الموارد المائية وعدد من الوكلاء والمدراء العامين، بالاضافة الى رؤساء الجمعيات الفلاحية، وعدد من الفلاحين. وكان مما اثار انتباهنا في كلمة رئيس الوزراء في حفل افتتاح المعرض، نقده اللاذع للمحاصصة الحزبية والطائفية وتأثيرها على الانتاج الزراعي !
مستشار وزارة الموارد المائية اشار بكلمته الى ان مجلس النواب رفض الموافقة على مشروع تبناه مجلس الوزراء لاصلاح الاراضي الزراعية، بكلفة 18 مليار دولار .
عجايب !
والله عجايب امرهذا البرلمان، يرفض التصديق على مشروع يمس حياة الناس بشكل مباشر، يمس معيشة الاف العوائل من الفلاحين والمزارعين، وهم المستفيدون الحقيقيون من مشروع كهذا يستهدف استصلاح الاراضي الزراعية . فهل يمكن ان تكون مصالح الناس الحقيقية مجال تجاذب واخذ ورد بين القوى السياسية الحاكمة؟ من هنا استغرابنا من موقف مجلس النواب!
غريب امر البرلمان الذي لم يصادق على العديد من القوانين، لم يصادق على قانون تأسيس الاحزاب، ولم يصادق لحد الان على الموازنة، وإن كان صادق، بعد انتظار طويل، على قانون التقاعد الذي لم يلب طموح كل الناس.
التكتلات السياسية المؤتلفة في مجلس النواب الحالي تقدم مصالحها الحزبية الضيقة وتنسى مصلحة المواطن الذي ساهم بوصولها الى قبة البرلمان .
لم تبق الا اسابيع معدودة على انتهاء صلاحية مجلس النواب الحالي، وسيصبح "اكسباير" وسيذهب المواطنون الى صناديق الاقتراع مجددا لانتخاب مجلس نواب جديد. ونتمنى ان نرى وجوها جديدة يكون همها مصلحة العراق والعراقيين، وجوهاً تتبنى برنامجا عراقيا طموحا لتحقيق تغيير فعلي، وجوهاً تحترم صوت الناخب وتستمد قوتها مما تقدمه لهذا الناخب ، وجوهاً تحرم استخدام القوة ضد المواطن الذي يتظاهر احتجاجاً على تجاوزات الحكومة او الدولة. وجوهاً جديدة تؤمن بشكل حقيقي وصادق وفعلي ببناء دولة مدنية ديمقراطية حقيقية. ولا يمكن لاي قائمة انتخا?ية تستمد قوتها من طائفة واحدة او عرق بعينه، ان تلبي هذه الاماني وتلبي طموح العراقيين كافة. وقد اثبتت تجارب السنوات الثمان الماضية هذه الحقيقة .
ولم يبق امام العراقي الا خيار واحد، اذا اراد فعلا اختيار من هم أهل لبناء العراق، الا وهم المدنيون الديمقراطيون، لانهم الوحيدون الذين يفكرون بالعراق من الشمال الى الجنوب دون تجزئة او محاصصة مهما كان شكلها او لونها.