المنبرالحر

التيار المدني والديمقراطي.. يتبنى قضايا الناس / جبار موسى آل يحيى

لم يبق من عمر المجلس النيابي الحالي الا بضعة اشهر ويتوجه المواطنون العراقيون الى صناديق الانتخاب لاختيار مجلس جديد والجميع يعلم ا ن اي مؤسسة تقوم بجرد عام للارباح والخسائر.. وهذا معمول به في كافة الدوائر الحكومية وخصوصا المصارف وبعض الدوائر الحكومية والان نحن في حاجة ماسة لجرد اعمال المجلس الحالي ليطلع عليها الشعب ويحاسب المقصرين والفاشلين والمتخاذلين وينشر هذا الجرد في وسائل الاعلام المتنوعة ليعرف الشعب ممثليه الذين انتخبهم لحمل رسالته وتنفيذ مطالبه الملحة وتشريع القوانين المتعلقة بحياة الناس، ولكن الشعب لم يلمس شيئا من هذا القبيل لانشغال اعضائه بالاجتماعات الفاشلة وبالعطل المتعددة والازمات المتكررة والمصالح الشخصية والحزبية والمهاترات، والصراع على الكراسي والمغانم مما افقد المجلس مصداقيته وموضوعيته. وبقيت القوانين والتشريعات تراوح مكانها وبالنتيجة رحلت الى الدورة القادمة. ومن هذه القضايا التي تهم الفقراء (ازمة السكن والبطالة وتردي الواقع التربوي والصحي وتفشي الفساد بانواعه والقتل اليومي والمحسوبية والولاءات العشائرية والمناطقية والمذهبية وبرروا عدم معالجتها باعذار واهية من قبيل عدم حصول اتفاق عليها من قبل القوى المتنفذة، او ان تشريعها يخدم كتلة معينة وستوظفه لنفسها في الانتخابات القادمة. لكن القوانين البعيدة عن مطالب وهموم ومشاكل الشعب تم تشريعها ليسدل الستار على مسرحية مجلس النواب بفصولها وحلقاتها المعروفة وانتهى عمر المجلس بها الفشل الذريع. ورغم ذلك بدأت الحملات الانتخابية من جديد بالدعاية لاشخاصهم وقوائمهم واقامة الولائم وتقديم والهدايا والوعود الكاذبة وقسم منهم شاهدناهم من شاشات الفضائيات يشاركون الشعب بنكبته الاخيرة بالفيضانات ويدخلون بيوت الفقراء وقسم حمل (الماسحة) لتنظيف الشارع ليخدعوا الشعب مرة اخرى. فالشعب امهلهم سنيناً ولم يقدموا شيئا له والامور اصبحت واضحة وجلية، ولا يوجد لديهم انجاز واحد يتباهون به امام الشعب. هؤلاء الذين تاجروا بارواح الشعب وتلوثوا بالفساد واهدروا ثرواته لمدة اكثر من عشر سنوات. الان يريد الشعب تغيير هذه العناوين والاسماء بعناوين واسماء نظيفة ونزيهة لم تتلوث بالفساد والارهاب والمليشيات المسلحة والاستقواء بالخارج. والبديل الان قد ظهر الى العلن رغم امكانياته المالية الشحيحة ورغم التهميش والاقصاء والمحاربة هو تجمع الخيرون والنزيهون والذين لم تتلطخ ايديهم بالفساد والارهاب، من الشخصيات المثقفة والغيورة على شعبهم الذي يئن من اوجاعه وآلامه وهمومه، ببرنامج عملي وواقعي وصادق ووطني وعابر للطائفية والمحاصصة هو التيار المدني الديمقراطي المؤيد من كل الشرفاء والخيرين والذين يريدون الخير والخلاص لشعبهم الوفي ويطمحون لايجاد منبر لهم بالمجلس القادم للوقوف مع قضايا الشعب بالاضافة الى منابرهم الحالية فأول هدف لهذا التيار المدني الدفاع المستميت عن قضايا الشعب ومحاربة الفاسدين والفاشلين وطرد الذين تاجروا بأرواح المواطنين. ان الذهاب الى صناديق الاقتراع حق وواجب وطني حتى يمكننا طرد الفاشلين وإلا سيرجعون ويخربون البلاد والعباد. فالمسؤولية الوطنية الكبيرة تقع على المواطنين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم وافكارهم لازاحة هذه الفاسدين والفاشلين. ولا يوجد مبرر للعزوف عن الانتخابات. فمستقبل البلاد والعباد يقع على عاتق التيار الديمقراطي وليس غيره، لبناء دولة المواطنة والقانون.